تختتم اليوم اجتماعات مجلس الاحتياطي الفدرالي بتحديد السياسة النقدية بعد عام على البدء بتقليص برنامج شراء السندات المعروف باسم (التسهيل الكمي) والذي انتهى في شهر أكتوبر الماضي وبدأت أسعار الفائدة تلوح بالأفق.
ومن غير المتوقع أن تقوم جانيت يلين والذي سوف تتبع محضر الفدرالي اليوم بمؤتمر صحفي بتحديد جدول زمني للبدء برفع أسعار الفائدة وسوف تترك الأمر لحالة الاقتصاد الأمريكي والذي سوف تكتفي بالحديث عن تحسنه لفظيا دون إجراءات عملية برفع أسعار الفائدة.
وسوف يتطرق المحضر لتعافي الاقتصاد الأمريكي في قطاع الوظائف على مدى ثمانية أشهر والذي حقق نمو بأكثر من 200 ألف وظيفة شهريا بالرغم من فقدان الاقتصاد للوظائف على الطرف الأخر إلا أن خلق وظائف جديدة يعطي انطباع بتحسن أداء الشركات الأمريكية وعودة السيولة بالأسواق.
ونشير هنا الى أن تشديد السياسه النقدية من الفدرالي قد يشعل الاسواق ويدفع اسعار النفط الى مزيد من الانهيار بفعل ارتفاع الدولار ونزيف الاسواق المالية وانهيار العملات لدى الدول المصدرة للنفط مما قد يخل ازمات جيوسياسه.
لكن هناك مايحول دون رفع أسعار الفائدة أمام الفدرالي وجانيت يلين حيث من المتوقع أن يستمر الفدرالي بالتطرق لرفع أسعار الفائدة عبر التحفيز اللفظي للأسباب التالية.
تعافي الاقتصاد الأمريكي مازال مرتبط بالاقتصاد العالمي والذي يشهد أزمات متتالية تتمثل في عودة أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو وانكماش الأسعار .
استمرار قوة الدولار وضعف جميع سعر صرف العملات والذي سوف يعود بالضرر على الشركات الأمريكية العاملة في الدول الأخرى مثل منطقة اليورو والصين.
انهيار أسعار النفط والتي يعتبر وقف التسهيل الكمي احد العوامل الرئيسية في تراجع الأسعار حيث ضخ السيولة في الأسواق وزيادة الإقراض دفعت الأموال لكثير من الأسواق الناشئة والتي تواجه الآن أزمة ائتمان تتمثل في كيفية إعادة هذه الأموال بسعر صرف مرتفع للدولار بقيمة تقارب 10% مما سوف يذهب بأرباح هذه الشركات إدراج الرياح ويدفعها إلى تقليص أعمالها وخفض الإنتاج مما انعكس سلبا على الطلب العالمي .
(سوف يكون لنا تقرير خاص عن سبب انهيار أسعار النفط وانعكاسه على الاقتصاد العالمي )
تأثر الصادرات الأمريكية حول العالم بفعل ارتفاع سعر صرف الدولار مما سوف ينعكس سلبيا على الاقتصاد الأمريكي .
في ظل حرب العملات ومحاولة البنوك المركزية الكبرى خفض قيمة عملتها لدعم صادراتها مما سوف يدفع الدولار لمزيد من الارتفاع
ومن المعروف أن رفع أسعار الفائدة سوف يزيد من قوة الدولار بشكل تدريجي.
كل هذه العوامل سوف تدفع الفدرالي لتأجيل رفع أسعار الفائدة فعليا حتى بداية العام 2016 أو نهاية العام القادم .
ولنا في البنك المركزي البريطاني والذي يعتبر قد تعافى بشكل أفضل من الاقتصاد الأمريكي أفضل مثال على رفع أسعار الفائدة حيث بدا بالإشارة لرفع أسعار الفائدة منذ نهاية العام الماضي واستمر طوال العام بالإشارة لرفع أسعار الفائدة
واشرنا في احد التقارير السابقة أن المركزي البريطاني لن يقوم بأي رفع لأسعار الفائدة قبل بداية العام 2016 أو نهاية العام 2015 حفاظا على الصادرات البريطانية وانتطار لبدء الفدرالي برفع أسعار الفائدة .
اليورو دولار: وكان اليورو قد ارتفع محققا مكاسب قريبا من مستويات 1.26 بعد تحسن أداء الشركات الألمانية وتتصدر المشهد اليوم اليونان عبر انتخاب رئيس للبلاد ويهدد بحدوث انتخابات مبكرة إذا خسر مرشح الحكومة. وتظهر استطلاعات الرأي أن الحزب الراديكالي اليساري "سيريزا" الذي يريد إلغاء خطة الإنقاذ المالي لليونان سيفوز إذا جرت الانتخابات في الوقت الحالي.
وحذرت الحكومة اليونانية من كارثة إذا أجريت انتخابات مبكرة وفاز حزب سيريزا في حين اتهم حزب المعارضة الحكومة بإشاعة الخوف.
ومن شأن فوز حزب اليسار المعارض لخطط التقشف تهديد استقرار الكتلة النقدية لمنطقة اليورو وبالتالي تنحصر هذه الارتفاعات في هذه المستويات الحالية وعودة الانخفاض من جديد والتداول الجانبي نحو مستويات 1.22 والتي تمثل متوسط 200 شهر والذي سوف يعيد اليورو دولار اختبارها للمرة الرابعة منذ انطلاق العملة الموحدة وتعتبر المقاومة الرئيسية لارتداد اليورو من جديد.
الاسترليني دولار: وارتفع الجنيه الإسترليني بعد أن قلل رئيس البنك المركزي الانجليزي مارك كارني من أهمية البيانات التي أظهرت انخفاض تضخم المملكة المتحدة لأدنى مستوياتها في 12 عام في نوفمبر .
وهبط الجنيه قريبا من مستويات 1.56 قبل أن يتعافي بعد أن صرح كارني أن انخفاض أسعار النفط يعد ايجابي لاقتصاد المملكة المتحدة وان بيانات التضخم ستجعل سياسة البنك المركزي دون تغيير .
وصدر قبل قليل محضر السياسة النقدية بالتصويت بنعم لصالح الإبقاء على أسعار الفائدة بواقع 7 مقابل 2 وجميع الأصوات مع استمرار التحفيز
ويتوقع أن تنحصر الارتفاعات في مستويات 1.5750 ومستويات 1.60 حتى نهاية العام بفعل إغلاق العقود وتصفية المراكز (الشورت سكويز) بسبب فترة الأعياد لكن تبقى النظرة سلبية نحو مستويات 1.56 و1.55
الدولار ين: الين ارتفع إلى أعلى مستوى مقابل الدولار قريبا من مستويات 115 التي اشرنا انه يستهدفها كهدف أول قبل إي ارتفاعات جديدة مدعوما بالطلب على الملاذات الامنه بفعل عاصفة النفط في الأسواق قبل أن يعود لمستويات 117
ويتوقع أن تستمر حده التذبذب على الين بفعل تقلبات أسعار النفط بين مستويات 115 و120
وسوف تكون نقطة 110 هي نقطة مفصليه للين لن يسمح المركزي الياباني الانخفاض دونها .
الذهب: الذهب قلص مكاسبه وعاد للتداول دون مستويات 1200 دولار بعد مخاوف من أن يقوم المركزي الروسي ببيع احتياطاته من الذهب لدعم عملة الروبل التي تدهورت بشكل كبير وفقط أكثر من 20% بالأمس من قيمتها رغم إقرار المركزي رفع أسعار الفائدة لمستويات 17% بواقع 650 نقطة أساس .
وتعتبر هذه المخاوف السبب الرئيسي في تراجع أسعار الذهب بالرغم من استمرار تراجع النفط ويتوقع أن يعود الذهب لاختبار مستويات 1180 و1170 مع بيان الفدرالي اليوم .
النفط الخام: واستمر نزيف النفط وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت بأكثر من 1% يوم الأربعاء ، متراجعة للجلسة السادسة على التوالي ، مع المخاوف المستمرة بشأن وفرة الإمدادات والتي أبقت أسعار بالقرب من أدنى مستوياتها في 5 سنوات ونصف دون 60 دولار للبرميل.
بينما اقرب خام غرب تكساس الأمريكي من مستويات 53 وتعتبر مستويات 50 دولار مسألة وقت ليس أكثر.
بينما انهيار الأسعار دون 50 دولار سوف يقود العالم لأزمة حقيقة في الاقتصاد العالمي قد ينتج عنه انهيار وإفلاس بعض الاقتصادات المعتمدة على النفط مما قد يشعل العالم.