ارتفاع حدة التوترات الجيوسياسية يوم أمس بعد اسقاط تركيا للطائرة الروسية هي ما تحكم في مناخ تداولات الأسواق المالية. وجاء التصعيد في لهجة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتهام تركيا بأنها أعوان الإرهابيين وما فعلوه هو طعنة في الظهر والعواقب ستكون وخيمة. على إثر الحادث سيطر على الأسواق حالة من الحذر وبدأت عمليات بيع في أسواق الأسهم والدولار، بينما ارتفع الطلب على الملاذات الآمنة كالين والذهب والديون الحكومية والتساؤلات اليوم لأي درجة سنشهد التصعيد.
الذهب استمر اليوم في الصعود ولكن يبعد فقط 15 دولار من أدنى مستوياته في أكثر من خمس سنوات عند 1,064.95$. فالمستثمر اليوم ينظر في اتجاهين، التوترات الجيوسياسية من جهة واجتماع الفدرالي من الجهة الاخرى، الى أن التوترات الجيوسياسية وكما شهدنا في أوقات سابقة كان أثرها محدود على الذهب اذ لم يرافقها تصعيد، لذلك أي ارتفاعات على المعدن الأصفر قد تكون محدودة في الوقت الراهن ومستويات 1,100$ قد تشكل حاجز مقاومة على المدى القصير.
ردت فعل النفط كانت أكبر واستطاع خام برنت أن يصعد 3% منذ جلسة يوم أمس، ولكن هذه الارتفاعات لم يصاحبها دعم من بيانات معهد البترول الأمريكي والتي أشارت الى ارتفاع مخزونات النفط بضعف التوقعات، بلغت 2.6 مليون الأسبوع الماضي. مع اقتراب اجتماع الدول المصدرة للنفط أوبك في الرابع من ديسمبر من الممكن أن نشهد تداول عرضي على النفط خصوصا مع التصريحات الأخيرة من المملكة السعودية والتي اشارت الى إمكانية التعاون مع منتجين اخرين في محاولة لاستقرار الأسعار، ولكن إذا لم يُأخذ تحرك جدي في هذا الاتجاه، فكسر مستويات 43.15$ لبرنت و37.75$ لتكساس قد نشهده قبل نهاية العام. أما على صعيد البيانات فنحن على موعد اليوم مع ارقام مخزونات النفط لأمريكية من وكالة الطاقة الدولية والتي تعتبر ذات تأثير أكبر على الأسعار من معهد البترول الأمريكي. التوقعات تشير الى ارتفع المخزونات 1.1 مليون برميل، ولكن خلال الأسابيع الماضية كانت الأرقام تأتي بعيدة عن التوقعات بفوارق كبيرة ومن الممكن أن تشكل حالة من التقلبات بعد صدورها.
في أسواق العملات الإسترليني كان العملة الأسواء أداء بعد تصريحات ضعيفة من رئيس بنك إنكلترا المركزي وكبير الاقتصاديين لديه. البيانات الاقتصادية الصادرة من المملكة المتحدة لم تكن بهذا السوء بل وشهدنا تحسن في أرقام أكتوبر على القطاع الخدمي والصناعي، الى أن التضخم يبقى المعضلة وبحسب كبير الاقتصاديين في البنك المركزي أمدي هالدين فانه يتوقع مزيدًا من المخاطر الهبوطية على التضخم البريطاني. هذه التصريحات توسع الفجوة بين أول تحرك للفدرالي الأمريكي والمركزي الإنكليزي بعد أن كانت التوقعات السابقة بانها سيكون الفترة الزمنية متقاربة. مستويات 1.50 والتي لعبت دورا داعما في السادس من نوفمبر أصبحت مهددة بالكسر، والتداولات دون 1.50 قد تفتح المجال الى ضغوط بيعيه أقوى تفتح المجال لاختبار 1.4563 وهي أدنى مستويات العام.