ان الذهب صعد بحده في نهاية الاسبوع الماضي مع اعلان نتيجة استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي ملامسا مستوى 1362 دولار محققا اكبر مكاسب يومية منذ الازمة العالمية عام 2008 بنسبة ارتفاع بلغت 8% في مفاجاه عصفت بالاسواق ولقبت "بالجمعة السوداء" حيث بلغت خسائر بورصات الاسهم الاوربية قمتها وطالت بتاثيرها الاسواق العالمية الاخرى وكما كان متوقعا انهار اليورو الى دون مستوى 1.10 مقابل الدولار بنسبة هبوط 4.7% وبالطبع انهار الجنيه الاسترليني اكثر من 10% ملامسا مستوى 1.32 مقابل الدولار ونتوقع المزيد من حالة التخبط والخسائر الفادحة خلال الايام القادمة وستنال من كل القطاعات مثل الاسهم والعملات حتى سوق العقار.
انهت اونصة الذهب تداولات يوم الجمعة عند 1320 دولار بفارق صعود 35 دولار عن سعر الافتتاح في بورصة نيوميكس نيويورك و بفارق 42 دولار عن اعلى مستوى لامسته الاونصه في نفس الاسبوع و اصبح الذهب قبلة السيولة من جميع الاسواق لانه يمثل سلعة الملاذ الامن في ظل ظروف الاتحاد الاوروبي بجانب قوة الطلب المؤثرة على الذهب من بداية العام نتيجة تردد الفيدرالي في رفع اسعار الفائدة وسهل جدا ان نرى الذهب يتجه نحو مقاومة مستوى 1400 دولار او تجاوزها في حالة استمرار الاوضاع الحالية وسيكون الفيدرالي الامريكي الوحيد القادر على ايقاف رالى اسعار الذهب من خلال قرار رفع اسعار الفائدة في سبتمبر او ديسمبر القادم وهذا سيجعل تصحيحات الذهب خلال الايام القادمة محدودة وستوكون محصورة بين 1250 دولار و 1300 دولار لان الغالبية لن تتنازل عن حيازة الذهب مهما بلغت عمليات جني الارباح والرهان في الفترة القادمة سيكون على عودة صناديق الاستثمار الى حيازة الذهب باحجام سنوات قبل عام 2014 والوضع الحالي في اوروبا سيساعد سيولة المحافظ الاستثمارية على حيازة الذهب لقلة الخيارات المتاحة من جانب وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي.
العوامل الداعمة الى ارتفاعات الذهب كلها متوفرة حاليا في الاسواق وبصورة فاعلة بدرجة كبيرة مثل البحث عن الذهب كملاذ امن وارتفاع الطلب الاستثماري من الافراد وصناديق الاستثمار بجانب البنوك المركزية بجانب عودة الطلب على المشغولات في اسواق شرق اسيا خصوصا الهند والصين المشهود لهم باثقل العالمى كما ان الطلب الصناعي دوما في ازدياد من الجانب الطبي والجانب التكنولوجي كما ان الكثير من المستثمرين ينتظرون اى عميليات تصحيح لاعادة الشراء وتكوين مراكز جديدة تبدا من 1300 دولار او 1280 دولار وممكن تصل الى 1260 دولار على يقين ان الذهب عاجلا او اجلا سيصل الى مستوى 1400 دولار خلال العام الحالي.
الشاهد على احتمالات الصعود بنسبة اكبر هو الارتفاع الحاد لاونصة الذهب بالعملات الاخرى بخلاف الدولار كاكبر دليل على بحث المستمثرين عن الذهب كملاذ امن في ظل ضبابية المشهد في الاسواق الاوربية والامريكية حيث ارتفعت الاونصة المقومة باليورو بنسبة 9.5% و بنسبة 14.5 في الميه للاونصة المقومة بالاسترليني و هذا يوكد ان الطلب على الذهب اكبر في المنطقة الاوربية نتيجة بحث المستثمرين فيها عن الملاذات الامنه في ظل انهيارات البورصات والاسهم.