ماذا يقول علم النفس بشأن ما يحدث فى اسعار النقط واسعار الاسهم الخليجيه ؟ وبمعنى آخر هل انتهت ازمة البترول ؟ وبمعنى أكثر عمقا هل انتهت تقلبات الاسهم الخليجيه المرتبطه باسعار البترول؟
اولا : ينظر السوق الى الانعكاس الذى حدث فى اسعار النفط خاصه برنت على انه انعكاس حقيقى وليس مؤقت بدليل الارتفاع الصاروخى الذى حدث يوم الخميس بالامس ، والارتفاع المتوقع الذى سيحدث يوم الاحد باذن الله . يفسر علم النفس ذلك من خلال وجهتى نظر الاولى ان سعر الستين دولارا لخام برنت هو سعر هام جدا للمتداولين وتجار النفط وتجار الاسهم وهذا للاسف الشديد غير منطقى نظرا لان المتابع لاحداث ليلة الاربعاء الماضى ونهار الخميس يجد ان سعر خام برنت وصل الى قرابه الاربعه وستين ثم حافظ على مستواه فوق الستين يعنى انخفض وهذا اسوأ الامور ان يرتفع السعر ليلا ثم ينخفض نهارا كان من الطبيعى ان يأخذ الجميع هذا فى الحسبان ولكن نفسيا السوق كان مهيأ للانطلاق لماذا لان الجميع رأوا ان سعر خام برنت الاعلى من الستين هو سعر مرجعى وبهذا انتهى عصر انخفاض البترول بدليل ارتفاع غير مبرر نعم غير مبرر بنسب كبيره جدا لا يمكن قبولها الا اذا كان توقع الجميع ان يصل البترول لسعر مائه وثلاثين مره اخرى وكما ذكرت فان كل السوق للاسف صغار المستثمرين والافراد لم ينظروا الى كافة العوامل والاتجاهات والاسس العامه والاقتصاديه ولكن نظروا الى جانب واحد فقط وتحيزوا له وهو الجانب الايجابى ولكن الجانب السلبى الذى يؤلم الجميع هو انه مازال اتجاه البترول هابط رغم الارتداد الحادث حاليا .
ثانيا : شهر ديسمبر يتميز بأنه شهر التقلبات فى الاسعار عموما خاصه بعد منتصف ديسمبر ، معظم مدراء الصناديق الكبرى ومدير الاصول فى اجازات بدءا من ديسمبر لذا يتميز السوق بانه سوق افراد وليس مؤسسات اعنى بذلك السوق العالمى بما فيه سوق البترول ، لذا فان التقلبات ربما تستمر لنهاية اليوم الثامن من يناير المقبل ، لذا فقد وجدت المؤسسات والصناديق الخليجيه فى هذا فرصه كى تقتنص ارباحا حتى ولو مرحليه خلال الفتره من الخميس بالامس حتى الثامن من يناير ، الخوف كل الخوف ، ان تعاود اسعار البترول بدءا من مساء الاثنين القادم الهبوط مره اخرى ويستمر الهبوط ويؤكد ببيانات يوم الاربعاء الخاصه بالطاقة والمخزون الامريكى وادعو الجميع بأن يتابعوا هذه البيانات بدقه لانها تمثل جزءا من الاستهلاك والا يتابعوا فقط العوامل التى ترتبط بالعرض والانتاج بل بالطلب والاستهلاك ويجب على الجميع ان يكون يوم الاربعاء ليس المقبل فحسب بل كل اربعاء يوما هاما فى تاريخ الاسواق الخليجيه لان المخزونات من البترول ستؤثر حتما على تداولات الخميس صباحا بسوق الاسهم.
ثالثا : البندين الاول والثانى السابقين يتعلقان بالعوامل النفسيه والاساسيه ، ونأتى للعامل الفنى ، ارى ان الاتجاه الحالى مازال اتجاه هابط خاصه اذا تحدثنا عن الاتجاه الرئيسى طويل الاجل وليس الاتجاه الثانوى او المتوسط الاجل.
رابعا : سؤال دائما ما اطرحه على المستثمرين الافراد ، هل يجب عليكم التداول يوميا ، بمعنى هل التداول اصبح وظيفتك يوميا ، ان ذلك يأخذه علم النفس فى الاعتبار ويسمونكم " تجار اليوم الواحد " ويؤكد علماء النفس ان تجارة اليوم الواحد هى عمليه نفسيه خاطئه وليس سلوكا سليما لان ذلك لا يصب فى صالح تجار اليوم الواحد بل يصب فى صالح المؤسسات مثل شركات الوساطه الماليه لان عمولاتها هى من هؤلاء ، لذلك فافضل شئ لكم هو ان يتم التركيز على آجال زمنيه طويلة الاجل كثلاثه اسابيع او اربعه وان يتم وضع تصور زمنى لذلك اما سياسه " اخطف واجرى " بالبلدى ليست سياسه سليمه لانها ذات مخاطر كبيره جدا وهذا ما لا ينظر اليه المضاربون ولكنهم ينظروا الى الوجه الاخر وهو العائد الكبير جدا المرتبط بالتجاره اليوميه . المفترض وفقا لسلوك المستثمر العاقل او الرشيد كما يسميه علم الاقتصاد ان يتخذ الافراد قراراتهم وفقا لعائد معقول ومخاطر يمكن تحملها وليس وفقا لاعلى ربح ممكن كما يريد البعض . لذا فان التخطيط للعائد مهم جدا فيكفى عائد شهريا عشره بالمائه ، وليس مهما ان تتداول كل يوم او ان تستعجل العائد فتبيع بسرعه شديده كما قد يحدث يوم ا لاثنين تحديدا.
اخيرا : ادعو الجميع ان ينظر الى السوق الخليجى من الخارج وليس من الداخل وذلك على الاجل الطويل ، بمعنى النظر ا لى العوامل المؤثره على اسعار الطاقه تحديدا وذلك خلال اجال زمنيه طويلة الاجل شهرين على الاقل، وبالطبع خبراء الاوراق الماليه خاصه خبراء التحليل الاساسى لديهم القدره على وضع تصور لذلك خاصه اولئك العاملين فى شركات الوساطه الماليه.