انهيارات متتاليه وهزات عنيفه حدثت اليوم تحديدا للاسواق الخليجيه وخاصه السعوديه ودبي، كان ذلك متوقعا لاني قلت اكثر من مره ان السوق الخليجي عموما يتأثر بعوامل خارجه عن ارادته لذا فهو تابع لتحركات اسعار النفط وليس مستقلا عنها.
ومن المتوقع للاسف الشديد ان يتم ذلك اذا ما استمرت اسعار النفط الخام في الانخفاض خلال بقية شهر ديسمبر وخلال عام 2015، ولكن بالتأكيد لابد ان يكون هناك امل، لان اسعار النفط وهى الاساس فى تحريك كافة الاسواق لن يصل سعره الى الصفر ولكن هناك نقطه تعادل او نقطه وقوف ذكرنا سابقا انها عند مستويات 38-40 دولار لخام برنت.
وارى ان الاسواق العالميه قد تهبط اكثر من ذلك ولكنه سيكون نوع من انواع المغالاه في رد الفعل او المغالاه السلبيه كما يسميها علم النفس الاستثمارى وايضا سيكون هناك مغالاه سلبيه فى اسواق الاسهم للاسف الشديد، ولكن كما يعلمنا علماء النفس المتخصصين فى الاستثمار يجب علينا ان نعقل الامور وننظر الى التحليلات الاساسيه، كيف هذا؟
سنفترض مثالا عاما لو ان مكرر الربحيه الان اثنان قد يقول البعض ان مكرر ربحيه جيدا جدا وممتاز للمضاربه لان هذا المكرر يعنى انه لو تم توزيع ارباح السهم بالكامل سيسترد قيمته خلال عامين، صحيح هذا ولكن، هذا مكرر ربحى تاريخي تم بناؤه وفقا للماضى وليس المستقبل، اذن ما هو الحل؟
افضل الحلول ان تتوقع ان ربحيه السهم ستنخفض بمقدار 75 % فى ظل اسوأ الظروف، معنى ذلك ان ربحيه السهم التاريخيه لو كانت عشره ريالات يتوقع ان تكون ريالان ونصف، وفى مثالنا قلنا ان مكرر الربحيه اثنان يعني ان سعر السهم الان عشرين ريال اذن ا لسعر الحالى عشرين ريال مقسوما على ريالان ونصف اي ان مكرر الربحيه وفقا لتوقعات الارباح فى العام المقبل فقط يكون تقسيم عشرين على اثنين ونصف يعنى مكرر ربحيه ثمانيه وليس اثنان وهكذا يتم ايجاد مكررات الربحيه المتوقعه وفقا للارباح المتوقعه لكل سهم على حده.
اذن هل هذا المكرر جذاب للشراء؟ لا طبعا لان التاريخ يذكر ان اقل مكرر للربحيه يجب ان يتم فى ظل ظروف المخاطره المرتفعه مثل الظروف الحاليه يجب ان يكون اربعه رقم 4. لماذا؟ لان المضاربين والمستثمرين فى ظل الحالات الحاليه سيطلبون عائدا اعلى على الاستثمار والمضاربه بالاسهم هذا العائد لن يقل عن خمسه وعشرين بالمائه اي ان يكون مكرر الربحيه اربعه.
هذا بالنسبة للعوامل الاساسيه والتحليل الاساسي وتقدير القيمه الحاليه للاسهم. فماذا عن التحليل الفني؟
يقول خبراء التحليل الفني العالميين ان الانخفاض فى سعر السهم يجب ان يكون له حدود بمعنى يستمر الانخفاض فى سعر السهم الى حد معين او سعر معين او مدى سعري معين للسهم، فمثلا يمكن ان ينخفض السهم من مائه ريال الى مستوى ثلاثين ريال وعندها يتحرك السهم افقيا لمده اسبوع على الاقل ما بين الثلاثين الى الخمسه وثلاثين ارتفاعا وانخفاضا مشكلا ما يسميه خبراء التحليل الفني حجز الاساس Base Building.
يجب على المضاربين فى حاله تحرك سعر السهم كحجز اساس الا يندفعوا الى الشراء الا اذا تكون حجز الاساس هذا لمدة كبيره زمنيا نراها في حالة الاسهم الخليجيه اسبوعين عندها يتم ضخ اموالا جديده للمضاربه او الاستثمار حسب تطلعات المتداولين. واعني بالاستثمار هنا شراء الاسهم والاحتفاظ بها لمدة لا تقل عن العام، اما المضاربه فمن الممكن ان تتم خلال اسبوع او اسبوعين كحد ادنى وليس مضاربه يوميه.
عموما مهما هبط السوق ومهما توقعنا هبوط كبير لفتره طويله لابد من الامل فى الارتداد وذلك لان ترقب الارتداد هو طابع للاسواق فالسوق هبوط وارتفاع ومكسب وخساره، اما اليأس من السوق فليس سلوكا مفضلا فى ظل الازمات مثل الازمات الحاليه ولا بد ان نتوقع توقف الاسعار عند حدود معينه معتمدين على تحليل الشركة المتداول سهمها في السوق جيدا، ويجب ان يسأل المتداولين سواء كانوا مضاربين او مستثمرين خبراء السوق مثل ادارات البحوث فى شركات الوساطه الماليه لانها تتمتع فى السوق الخليجي بانها ادارات محترفه وبها خبراء لهم ثقلهم فى السوق.
لا بد من استشارة هؤلاء الخبراء ولا بد قبل اتخاذ قرارك ان تلجأ اليهم وتطلب مشورتهم ونصيحتهم فهم اعلم بالسوق من اي شخص آخر حتى كاتب هذا المقال. وادعو الله ان يوفق هؤلاء الخبراء فى زياده وعى المضاربين بقراراتهم وان تكون مبنيه على اسس وليست مجرد عوامل نفسيه.