التذبذب في أسعار الذهب تسبب في حيرة لعديد من المشاركين في الأسواق، وذلك بسبب عدم وضوح اتجاه الذهب خلال الفترة الماضية في ظل تداخل العوامل المؤثرة على الذهب وسط تغير كبير في تحركات الدولار بالإضافة إلى استمرار المخاوف في الأسواق التي تدعم كونه ملاذ آمن.
أسعار الذهب انخفضت اليوم لتسجل أدنى مستوى عند 1315.2 دولار للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند 1323.9 ليتداول حالياً عند المستوى 1317.1 دولار للأونصة بينما قد انخفض يوم أمس ليسجل أدنى مستوى في أربعة أسابيع عند 1314.9 دولار للأونصة.
الذهب يعاني من الهبوط منذ أسبوعين تقريباً وهي الفترة التي تزايدت بها التوقعات بشأن ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية مما انعكس بشكل إيجابي على تداولات الدولار ليؤثر سلباً على الذهب في ظل العلاقة العكسية بينهما.
حقيقة اقتراب البنك الاحتياطي الفدرالي من رفع أسعار الفائدة يسبب ضغط سلبي عام على الذهب بسبب تأثره سلباً بارتفاع الفائدة لأنه لا يقدم عائد للمستثمرين عليه على عكس الاستثمار في السندات الحكومية الأمريكية والدولار فهو يقدم عائد أعلى.
أما عن الدعم الإيجابي الذي يجده الذهب فيتمثل في استمرار المخاوف في الأسواق المالية ودفع المستثمرين إلى الاحتفاظ بالذهب كملاذ آمن حتى مع الهبوط الذي أصابه خلال الفترة الماضية، وهو الأمر الذي يمنع الذهب من اختبار انخفاض كبير خلال الفترة الماضية.
الجدير بالذكر أن الذهب قد شهد عشرة أسابيع تقريباً من التحركات العرضية في الأسواق وذلك منذ تسجيله أعلى مستوى منذ عام 2004، لتنحصر التداولات في منطقة محددة تسببت في حيرة الأسواق كما أشرنا من قبل.
لكن أسعار الذهب تتداول حالياً بالقرب من الحد الأدنى للمنطقة السعرية في الوقت نفسه الذي يفتقد فيه للدعم في ظل ارتفاع الدولار الأمريكي وتزايد التوقعات بارتفاع الفائدة الأمريكية، ليبقى له داعم وحيد هو كونه ملاذ آمن في ظل المخاوف المتعلقة بالمنطقة الأوروبية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
المنطقة من 1311.0 دولار للأونصة وحتى 1314.0 دولار للأونصة تمثل خط الدفاع الأخير أمام الذهب قبل أن يدخل في مرحلة الهبوط الحر حتى المستوى النفسي 1300.0 دولار للأونصة.