تسونامي من القرارات العاصفة.. من سقط ومن بقي وماذا بعد!؟

Investing.com - ربما كانت البنوك المركزية حول العالم سيد القرار خلال الأيام القليلة الماضية، عملات تنهار وأخرى تنطلق وأصول يهجرها المستثمرين، مخاوف التضخم التي تقترب من حافة الركود.

حتى النفط لم يسلم من التقلبات العنيفة حيث لا تزال الأسواق تترقب قرار حظر واردات النفط الروسي وسط تحذيرات صريحة من أزمة تعثر الإمدادات من جانب كبار المنتجين.

وأظهر محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الذي عقد على مدار يومين الثالث والرابع من مايو  أن المسؤولين رأوا الحاجة إلى رفع الفائدة بسرعة وربما أكثر مما توقعه السوق لتهدئة الضغوط التضخمية الأخيرة.

بينما رأي المركزي الأوروبي أن النظام المصرفي بمنطقة اليورو سيظل مرنًا على الرغم من الاضطرابات في أسواق الطاقة والسلع الأساسية الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.  

الجنيه المصري

 تجاوز سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري مستويات ما قبل التعويم في 21 مارس الماضي وسجل سعر صرف الدولار مقابل الجنيه وفقا لبيانات البنك الأهلي المصري اليوم الخميس 18.61 جنيه للبيع و سعر 18.55 جنيه للشراء.

وفي المقابل ارتفع متوسط سعر صرف الدولار في بنك التجاري الدولي وأبوظبي الإسلامي و الأهلي الكويتي والمصري الخليجي إلى مستويات 18.63 جنيه للبيع بينما سجلت مستويات 18.58 جنيه للشراء.

وقررت لجنة السياسة النقدية للبنك المركزي المصري في اجتماعها، الخميس الماضي رفع سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي بواقع 200 نقطة أساس أى بنسبة 2%.

ويرى محافظ المركزي أن الجنيه المصري سيعاود الصعود مقابل الدولار، حيث تعهد بأن يكون الجنيه أكثر ربحية مقابل العملات الأخرى على المدى المتوسط.

بينما أكد محافظ المركزي المصري طارق عامر (EGX:AMER) إن البنك المركزي لن يتردد في اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لكبح جماح التضخم في المستقبل.

الليرة التركية

وأصدر البنك المركزي التركي منذ لحظات قرار الفائدة بعد أيام من الترقب وسط ارتفاع معدلات التضخم إلى مستويات قياسية، والتي جاءت وسط توقعات بأن يبقي البنك المركزي على أسعار الفائدة.

قررت لجنة السياسة النقدية الإبقاء على سعر مزاد إعادة الشراء لمدة أسبوع واحد ، وهو معدل السياسة ، عند 14 بالمائة.

وتتداول الليرة التركية  قرب أدنى مستوياتها خلال 5 أشهر حيث تجاوزت مستويات الـ 16 ليرة / دولار للمرة الاولى منذ قرار الخفض الأخير في 21 ديسمبر 2021.

ونزلت الليرة التركية عند مستويات 16.46 ليرة / دولار، وفي المقابل يتداول الذهب بالليرة التركية قرب مستويات الـ 980 ليرة / جرام  بينما ارتفع الذهب في حدود 80 ليرة للجرام منذ بداية الشهر.

وكانت الأرقام الرسمية أظهرت أن مؤشر أسعار المستهلكين في تركيا ارتفع بنسبة 70 %، وذلك في أبريل مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ عقدين من الزمن.

وعلى أساس شهري، قفزت الأسعار ليرتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 7.25 % في أبريل مقابل مارس السابق، وفقًا لبيانات معهد الإحصاء التركي.

وشهدت الليرة التركية انهيارًا حادًا بلغت ذروتها في ديسمبر 2021، حيث أعطى الرئيس رجب طيب أردوغان للصادرات الأولوية على استقرار العملة بعدما أطلق سياسة خاصة بخفض معدلات الفائدة.

وقد وصف أردوغان أسعار الفائدة بأنها أصل كل الشرور، واستخدم سياسة غير تقليدية لمحاولة خفض الأسعار بما في ذلك التدخل في أسواق الصرف الأجنبي.

وغير الرئيس التركي قيادة البنك المركزي في البلاد العامين الماضيين ثلاث مرات وخفض البنك المركزي التركي أسعار الفائدة إلى 14 % من 19 % منذ سبتمبر وحتى ديسمبر 2021.

ونزلت الليرة التركية ادنى مستوياتها على الإطلاق مقابل الدولار حينما سقطت في 21 ديسمبر الماضي إلى مستويات دون الـ 18 ليرة / دولار.

الروبل الروسي

وقرر البنك المركزي الروسي، خفض سعر الفائدة الرئيسي بواقع 3% إلى 11% سنويا، وجاء قرار المركزي مخالفا لتوقعات الأسواق.

وانخفض الروبل الروسي في حدود 9% خلال تعاملات يوم الخميس  الماضي نزولًا إلى مستويات قرب 64.37 ليصل إلى أدنى مستوى أسبوعين.

وسقط الروبل الروسي يوم الأربعاء فجأة بأكثر من 4.5%، بعدما كان يتداول قرب أعلى مستوياته مقابل الدولار واليورو خلال 7 سنوات.

ونزل الروبل الروسي عقب دقائق من إعلان وزارة المالية الروسية أن موسكو ستبدأ في تسديد مستحقات الديون الخارجية بالعملة المحلية وليس الدولار أو اليورو.

بينما أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أن الولايات المتحدة لن تجدد الرخصة العامة، التي تسمح لروسيا بسداد ديونها الخارجية، وسوف تنتهي في 25 مايو في الساعة 07:01 بتوقيت موسكو.

وعقب ساعات قليلة من قرار المركزي الروسي والي خالف التوقعات وفاجأ الأسواق بشأن أسعار الفائدة، صدرت بيانات البنك المركزي بشأن الاحتياطيات الأجنبية.

ووفقا لبيانات المركزي الروسي، انخفض احتياطي البنك المركزي الروسي من النقد الأجنبي إلى 583 مليار دولار مقابل 585.7 مليار دولار بنهاية الأسبوع الماضي.

ومنذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا نزلت الاحتياطيات النقدية للبلاد من مستويات 643 مليار دولار إلى المستويات الحالية أي أنها سجلت نقصًا في حدود 60 مليار دولار، ما يعادل 10%

ووفقا لتصريحات رسمية وبيانات وزارة المالية الروسية فقد طالت العقوبات الغربية والأمريكية ما يقرب من من تجميد 300 مليار دولار من أصول المركزي الروسي.

الليرة اللبنانية

وسقطت الليرة اللبنانية إلى أدنى مستوى قياسي جديد مقابل الدولار الأمريكي حيث تجاوزت مستويات الـ 35 ألف ليرة للدولار الواحد،وصنف البنك الدولي انهيار الليرة اللبنانية من بين الأسوأ في العالم منذ 1850.

وفقدت الليرة أكثر من 90% من قيمتها أمام الدولار، تزامنا تآكل الاحتياطي بالعملات الأجنبية في المصرف المركزي، الذي يشهد أزمات غير مسبوقة.

وتراجعت قيمة الليرة اللبنانية أمام الدولار في السوق الموازية بشكل كبير، لتتبع سعر السوق السوداء، حيث تراوح سعر الدولار الواحد بين 35300 و 35500 ليرة لبنانية.

وكان سعر صرف الدولار سجل في يناير الماضي ارتفاعا قياسيا، بلغ 33500 ليرة لبنانية مقابل الدولار الواحد، بينما سعر الصرف الرسمي لليرة اللبنانية مثبت منذ العام 1997 عند 1507 ليرات للدولار.

ورفضت جمعية مصارف لبنان خطة تعافي الليرة وشنت هجوماً شرساً على خطة التعافي التي أقرتها الحكومة، ما استدعى الرد من نائب رئيس الوزراء.

ورد نائب رئيس مجلس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال سعادة الشامي على بيان الجمعية"من المؤسف أن يطالعنا بيان صادر عن جمعية المصارف أقل ما يقال فيه إنه مجاف للحقيقة، ويمثل عملية هروب إلى الأمام في محاولة مفضوحة تدعي حماية المودعين.

وخسر حزب الله وحلفاؤه الأكثرية في البرلمان اللبناني الجديد، وفق ما أظهرت النتائج النهائية للانتخابات التي أعلن وزير الداخلية بسام المولوي.

الدولار الأمريكي

لم يكن الدولار أفضل حالا من العملات التي سقطت، بيد أن الدولار سيظل الأقوى بلا منازع لعقود مقبلة ما لم تتغير قواعد اللعبة.

ونزل الدولار الأمريكي عن صهوة جواد الارتفاعات التي امتطاها حينما اندفع إلى أعلى مستوياته خلال أكثر من 20 عام، إلى أن المخاوف من ركود تضخمي رغم توقعات رفع الفائدة دفعت بالدولار إلى التعثر.

ونزل مؤشر الدولار في الأسبوع الماضي من مستويات قرب الـ 104 نقطة مقابل سلة من العملات الرئيسية إلى مستويات دون الـ 102 نقطة بنهاية الأسبوع.

الذهب

إجمالا فقد خرج الذهب الملاذ الآمن ببعض المكاسب خلال أسبوع البنوك المركزية، إلا أنه تخلى عن جانبًا كبيرا من تلك المكاسب على مدار جلسات الأسبوع.

ونجح الذهب خلال تعاملات الأسبوع الماضي في البقاء بعيدا عن مستويات الـ 1900 دولار للاوقية بعدما ارتفع قرب مستويات الـ 1870 دولار قبل أن يتخلى عن بعضًا من تلك المكاسب.

النفط

و تأرجحت أسعار النفط خلال تعاملات الأسبوع مع استمرار نقاش دول الاتحاد الأوروبي مع المجر بشأن خطط حظر الواردات من روسيا بعد غزو أوكرانيا.

وقال تشارلز ميشيل رئيس المجلس الأوروبي  أنه واثق من إمكانية التوصل لاتفاق قبل الاجتماع المقبل للمجلس المقرر في الثلاثين من مايو.

وأظهرت البيانات الصادرة أمس تراجع مخزونات النفط الأمريكية مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في العشرين من مايو.

وتوقع نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك تراجع إنتاج البلاد النفطي إلى ما بين 480 و500 مليون طن هذا العام من 524 مليون طن في 2021

ومن المتوقع التزام أوبك+ باتفاق خفض الإنتاج خلال الاجتماع الذي سيعقد في الثاني من يونيو، مع زيادة مستهدف الإنتاج بواقع 423 ألف برميل يوميًا في يوليو.

وذلك رغم دعوات الدول الغربية لزيادات أسرع في الإنتاج من أجل كبح الأسعار المرتفعة، وفي يوليو الماضي اتفقت أوبك+ على تخفيضات الإنتاج تدريجيًا عن طريق زيادة بنحو 400 ألف برميل يوميًا كل شهر.

بيانات هامة

تم تعديل بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي خلال الربع الأول تظهر انكماش الاقتصاد بمعدل 1.5%، بدلاً من القراءة السابقة التي أشارت إلى انكماش بنسبة 1.4%.

بينما تم تعديل معدل نمو إنفاق المستهلكين -الذي يمثل أغلبية الاقتصاد- بالرفع إلى 1.3%، بدلاً من 2.7% في السابق، وانخفضت أرباح الشركات في الربع الأول بأكبر وتيرة في عامين مع سعي الشركات لتعويض ارتفاع التكاليف.

وانخفض عدد الطلبات المقدمة للحصول على إعانة البطالة في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي بأكثر من المتوقع، مما يشير إلى قوة سوق العمل.

وكشفت بيانات وزارة العمل الأمريكية عن انخفاض عدد طلبات إعانة البطالة الأولية بمقدار 8 آلاف طلب إلى 210 آلاف في الأسبوع المنتهي في الحادي والعشرين من مايو، مقارنة مع مستوى الأسبوع السابق البالغ 218 ألفًا، والتوقعات التي أشارت إلى تراجعها إلى 215 ألفًا.

وارتفعت طلبيات السلع المعمرة في الولايات المتحدة خلال أبريل، مما يبرز الطلب القوي والمستمر على المعدات.

وأظهرت البيانات الصادرة عن وزارة التجارة الأمريكية ارتفاع طلبيات السلع المعمرة بنسبة 0.4% في أبريل، في حين كان من المتوقع ارتفاعها 0.6%، كما تم تعديل بيانات الشهر السابق بالخفض لتظهر زيادة الطلبات 0.6%.