نتفق أو نختلف مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لكن يبدو أن انتقاداته اللاذعة لجيروم باول لم تكن من فراغ، عبارة – هذا الدولار القوي يقتلنا – كانت إحدى العبارات المشهورة عن دونالد ترامب، ولم يمر اجتماع للفيدرالي إلا وأعقبه مباشرة نقد لاذع عبر تويتر والذي لم يعد متاحا لترامب الآن بعد حظر حسابه في واقعة فريدة من نوعها.
لكن ما حذر منه دونالد ترامب أصبح واقعا، فشل واضح في التعامل مع التضخم ومخاوف متزايدة من الدخول في ركود كبير بينما تأتي مؤتمرات الفيدرالي ما بعد إعلان الفائدة مكررة في عباراتها وتبريراتها، حديث معاد عن كورونا وسلاسل التوريد والحرب الروسية الأوكرانية، تقريبا يلوم كل شيء إلا فشله في التوقع والتعامل مع المستجدات.
مقارنة بين أداء رئيسة الفيدرالي الروسي وبين رئيس الفيدرالي الأمريكي قد لا تكون في محلها حاليا، وإن كنا سنعقد جلسة خاصة لتلك المقارنة لتوضيح كيف فشل جيروم باول في حماية اقتصاد القوى العظمى التي تتباهي باقتصادها، ولا ننسي بالطبع أن جيروم باول كان أحد أقطاب صناعة السياسة الإقتصادية أثناء أزمة 2008 ومعه السيدة جانيت يلين، والإثنان يتصدران المشهد الآن.
نعود للأسواق حيث كانت الأسواق تسعر رفع فائدة بنسبة 75 نقطة أساس، بينما ضغط الكثيرون لتعديلها إلى نقطة كاملة وربما كانت توقعات البعض بخضوع الفيدرالي لهذا الضغط هو ما أصاب الأسواق بالإحباط بعد إمكانية تسعير بعض المؤسسات لرفع نقطة كاملة قبل قليل من إعلان سعر الفائدة.
لكن الأمر لم يقف عند ذلك حيث تخلي جيروم باول أثناء إجابته للصحفيين عن نسبة الـ 3.4 للفائدة والتي وضعها بنفسه وأكد أنه سيبدأ في خفضها بحلول 2023 لكنه عاد أثناء المؤتمر ليمنح نفسه الحق في رفعات إجمالية أكبر من هذا المستوى بينما أقر بأن التضخم هائل ومن الصعب السيطرة عليه لكنه وضع هدفا صعب التحقيق وهو الهبوط بنسب التضخم إلى 2% كمستهدف أساسي وهو ما دفع بالاعتقاد أن رفعات هائلة ستصيب الفائدة الأمريكية.
ويثير ذلك الكثير من علامات الاستفهام حول القدرة على مواجهة ركود ناتج عن هذا التوجه، ناهيك عن تراجع الثقة والذي عبر عن نفسه من خلال تراجع الطلب بشكل هائل علي سندات أجل عشر سنوات، بينما بنهاية اجتماع الفيدرالي كانت سندات الأجل عامين تعاني هي الأخرى.
تحليل كامل لأفضل فرص التداول ومناطق الدخول جني الربح من خلال الفيديو المرفق.