كما يقول المثل:
"أن تصل متأخرا خير من أن لا تصل."
بداية كل عام وأنتم بخير .. وهي متأخرة جدا بعد العيد .. إلا أنّ هذا هو أول مقال بعد انقطاع دام قرابة الشهر .. حيث أن آخر مقال كان بتاريخ 03/04/2023 والآن نعود إليكم من جديد.
وتعويضا عن فترة الغياب .. عدنا لكم بهذا المقال .. وأيضا بندوة مجّانية بالتعاون مع انفستنغ بعنوان
"أهم المؤشرات الفنية التي تحدد حركة السوق .. وقراءة لقرار الفيدرالي"
والتي تأتيكم يوم الخميس 04/05/2023 الساعة التاسعة مساء بتوقيت الإمارات [الثامنة مساء بتوقيت السعودية] .. يمكنكم التسجيل والمشاركة معنا في هذه الندوة من خلال الضغط على عنوان الندوة وتسجيل بياناتكم، ومن ثم الحصول على رابط للحضور والمشاركة.
الذهب خلال الفترة الماضية:
· شهدنا العديد من التقلبات السعرية لأسعار الذهب خلال شهر أبريل حيث اختبرت الأسعار مستوى 1950 تقريبا .. ومن ثم ودّعته وداعا طويلا استمر لغاية الآن.
· أصبحت الأسعار في الفترة الماضية تكتفي باختبارات متفرقة للمستويات السعرية الواقعة ما بين 1980 – 1970 والتي لغاية الآن تقدّم الدعم الكافي للأسعار بشكل أو بآخر.
· وبكل تأكيد شهدنا خلال فترة شهر أبريل القمّة المزدوجة الأعلى خلال عام 2023 لغاية الآن والتي كانت عند مستوى 2048 تقريبا.
· حيث أن القمّة الأولى كانت يوم الخميس 13/04/2023 وأغلقت الأسعار حينها عند مستوى 2040.
· ومن ثم القمة الثانية مجددا عند نفس المستوى تقريبا [أقل ب 1 دولار تقريبا] في يوم اليوم التالي [الجمعة 14/04/2023] وهنا من الممكن القول أن موسما جديدا من مسلسل أسعار الذهب قد بدأ.
· حيث أن الأسعار هبطت يوم الجمعة 14/04/2023 من مستوى القمّة 2047.5 تقريبا وصولا لمستوى 1992.5 أي أنها فقدت 55 دولار في شمعة يوم واحد .. مع العلم أنها عادت لتغلق عند مستوى 2004 عند الإغلاق.
· وبعد هذه الدراما الكبيرة .. استقرّت الأسعار في مجال سعري بين مستوى 2010 وصولا إلى 1970 مع عدّة اختبارات للحد الأعلى والحد الأدنى من هذا المجال.
تغيّرت قواعد اللعبة:
- المتابع للبيانات الاقتصادية الأمريكية يشعر أنه تم تغيير ضبط الإعدادات الخاصة بتفاعل الأسواق مع البيانات .. كما لو أن مدربا جديدا استلم تدريب فريق صناع السوق وكبار البنوك، وغيّر من مفهوم وقواعد اللعبة التي كانت سابقا.
- أصبح هناك رد فعل مختلف بشكل واضح مع البيانات، فالبيانات التي كانت سابقا تصدر وتعتبر إيجابية للذهب وسلبية على الدولار، أصبحت تصدر بنفس الطريقة لكن رد الفعل أصبح مختلفا 180 درجة وفي الاتجاه المعاكس .. فما الذي حصل؟
- الركـــــــــــود .. هي الإجابة المختصرة لتلخيص سبب رد فعل السوق المختلف في الآونة الأخيرة.
- هو باختصار ما يمكن تشبيهه بتأثير الفراشة [Butterfly Effect] وهي النظرية التي تقول أن تأثيرا صغيرا في مكان ما يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات كبيرة في مكان آخر في وقت لاحق.
- تأثير الفراشة يمكن القول عنها أنها نظرية في الفيزياء الفاعلة، وتستخدم بشكل واسع في العديد من المجالات ومن هذه المجالات الاقتصاد بكل تأكيد .. واسمحوا لي أن أسقطها على الأسواق والتداول أيضا.
- رد الفعل سابقا على البيانات الاقتصادية الأمريكية السلبية، كان بشكل افتراضي هو السلبية للدولار الأمريكي، والإيجابية للذهب. أمّا إذا أضفنا "تأثير الفراشة" وهو الاقتراب من الركود، فإن التأثير كبير ومختلف في رد فعل الأسواق .. ودعونا أستعرض معكم آخر مثال حدث في الأسواق على هذا النوع من التأثير.
- الناتج الإجمالي المحلي الأمريكي الذي صدر يوم الخميس 27/04/2023 والذي أظهر تراجع كبير من 2.6% وصولا إلى 1.1% أي أن الناتج الإجمالي المحلي هبط بمقدار 1.5% ... سابقا كان هذا يعني بشكل حتمي أن هذه البيانات سوف تعطي الإيجابية والارتفاع لأسعار الذهب .. لكن بما أننا أضفنا إليها "تأثير الركود" فإن رد فعل أسعار الذهب كان ارتفاعا بسيطا ب 6 دولار تقريبا .. ومن ثم هبوطا واسعا ب 30 دولار تقريبا.
- بما أن أفكارك تهمس في عقلك أنه من السهل الحديث عن هذا بعد أن هبط الذهب، ومن ثم تطبيق هذه النظرية، فيمكنك أن تجيب أفكارك بأن هذا الكلام كان بشكل مباشر لحظة صدور البيانات وليس نظرية يتم تطبيقها بعد أن يفوت القطار.
- ومن ثم شهدنا أيضا الأخبار حول تعثّر بنك فيرست ربابليك مما أعاد أسعار الذهب مجددا للتماسك والارتفاع.
- لكن هنا يجب أيضا أن نتمهّل قليلا، ونتسائل حول رد فعل محدود إن صحّ التعبير على تعثّر البنك، فنحن فعليا شهدنا هدوئا أكبر، وزوبعة أضعف، أو إن صح التعبير نوبة ذعر وخوف أقلّ حدّة من سابقاتها .. وهو ما يجعلني أميل نحو أن الأسواق بدأت تتوقّع هذا النوع من التداعيات في ظل اقتراب الاقتصاد الأمريكي تحديدا من الركود .. وبالتالي شهدنا تفاعلا منطقيا لكن دون مبالغة في تفعيل خاصيّة الملاذ الآمن.
الذهب – العقود الآجلة وعقود الخيارات :
· البيانات أعلاه منذ نهاية شهر فبراير وبداية شهر مارس [أي قبل بداية أزمة المصارف التي انطلقت شرارتها في 09/03/2023] ولغاية الآن.
· نلاحظ أن حجم العقود اليومية في الأسبوع الماضي تراجع عن الأسبوع الذي سبقه بما يقارب 9% وذلك على الرغم من تداعيات تأثير تعثّر بنك فيرست ربابليك .. كما أن حجم عقود الخيارات المستمرة أيضا في الأسبوع الماضي انخفض بنفس النسبة تقريبا .. وهي دلالة عن الأسواق لم تدخل في حالة الذعر والهلع السابقة.
· نعم .. صحيح أن حجم عقود الخيارات لايزال مرتفعا لغاية الآن عن حجم العقود سابقا خلال ذروة تأثير أزمة المصارف .. إلا أن التراجع في الأسبوع الماضي لما يقارب 870 ألف لوت يعطي دلالة على الأقل أن الأسواق قللت من نسبة تحوّطها بالذهب كملاذ آمن.
· حيث أن عقود الخيارات عادة ما تكون وسيلة للتحوط أو تحقيق الأرباح من خلال حركة أسعار الذهب .. وبما أن غالبية الإحصائيات والبيانات تشير إلى أن الغلبة بشكل كبير هي لمراكز الشراء بالنسبة لعقود الخيارات .. فإن تخلّي المستثمرين عن جزء من عقود الخيارات المستمرة التي لديهم يعني بشكل أو بآخر تخليهم عن فكرة التحوّط من جهة، أو أن تحقيق الأرباح من خلال شراء عقود الخيارات أصبح أقل احتمالية، وفي كلتا الحالتين يمكن اعتباره مؤشر على سلبية وهبوط الذهب بشكل عام.
أين تتمركز أوامر عقود الخيارات للذهب؟
- بداية يجب التأكيد أن هذه المستويات وأهميتها متغيّرة بشكل مستمر .. لكن دوعنا نحاول أن نقرأ ما بين السطور.
- المستويات المهمّة للشراء القريبة من المستويات الحالية هي مستويات 1950 ومن ثم 2000.
- المستويات المهمّة للبيع القريبة من المستويات الحالية هي مستويات 1950 ومن ثم 2000.
- هذا التضارب في حالة الرهان على اتجاه الأسعار مستغرب جدا .. لأن هذا يعني أن اللاعبين الكبار لديهم آراء مختلفة ومتضاربة تماما.
- لأن هذا التمركز الحالي يعني أن الأسعار على سبيل المثال عند اختبارها لمستوى 1950 هي أمام مفترق طرق كبير جدا .. تقريبا الرهانات منقسمة بالتساوي 50/50 على هذا المستوى .. منهم من يراهن على الشراء وهذا يعني أنه يتوقّع ارتدادا كبيرا، ومنهم من يراهن على البيع أي أنه يتوقع هبوطا أكبر وبالتالي هو يقرر التخلي عن مراكز شراء سابقة أو الدهول بصفقات بيع إضافية.
- وذات الأمر ينطبق على مستوى 2000 دولار .. حيث أن الرهانات أيضا منقسمة حوله وإن كانت بأفضلية بسيطة للشراء.
- وأنت عزيزي القارئ مع أي من الفريقين سوف تنضم في رهانك على وجهة الأسعار؟ شاركني برأيك في التعليقات.
أسبوع حافل بالبيانات
· صدرت بيانات مؤشر مديري المشتريات الصناعي الأمريكي بالأمس .. والتي أشارات إلى ارتفاع في البيانات من 46.3 القراءة السابقة إلى 47.1 القراءة الفعلية بالأمس .. الارتفاع يعتبر جيدا نوعا ما .. لأن مؤشر مديري المشتريات عادة ما يتم قياسه بشكل عام أنه أدنى أو أعلى من 50 .. إذا البيانات صدرت لتشير إلى استمرار القراءة أدنى من مستوى 50 بشكل واضح لكنها أتت أعلى من القراءة السابقة ولذلك تعتبر جيدة نوعا ما.
· ولا يخفى على أحد أن اجتماع الفيدرالي قادم يوم غد الأربعاء 03/05/2023 ومن ثم المؤتمر الصحفي ل "جيروم باول" والحديث سوف يكون حساسّا ومفصليا للأسواق وبرأيي الشخصي أن الحديث هو الأهم مقارنة بقرار رفع الفائدة.
· كما يتضح من الصورة أعلاه أن الأسواق تجمع بشكل مطلق على رفع 25 نقطة أساس حيث بلغت الرهانات 96% تقريبا .. مقابل 4% فقط على تثبيت سعر الفائدة وعدم الرفع.
· والفيدرالي أعلنها مسبقا في أكثر من مناسبة أنه يفضّل أن تقوم الأسواق بتسعير نفسها لخطوة الفيدرالي القادمة، وأنه يسعى بشكل عام لتجنّب الصدمات .. وإن كان سوف يتلزم بهذا الأمر فإنه من المنطقي أن نشهد 25 نقطة أساس.
· سوف أحاول إن شاء الله أن يكون لنا وقفة مفصّلة للحديث عن الفيدرالي والمحاور الرئيسية والمهمّة التي من المتوقع أن تستقلبها الأسعار بتفاعل إضافي عند الحديث عنها.
· ومن ثم لدينا يوم الخميس قرار الفائدة للبنك المركزي الأوروبي .. ومن ثم المؤتمر الصحفي لرئيسته "كريستين لاجارد".
· غالبية التوقعات تشير إلى 25 نقطة أساس للمركزي الأوروبي أيضا، وهو ما يعني أقل من ما كان الحديث عنه في الفترة السابقة في تصريحات أعضاء المركزي الأوروبي الذين أكّدوا في أكثر من مناسبة على عزمهم رفع 50 نقطة أساس .. وهنا يبدو أن المركزي الأوروبي في وضع لا يحسد عليه.
· بيانات التضخم الأوروبية صدرت لتظهر ارتفاعا طفيفا في التضخم من 6.9% إلى 7.0% وهنا تكمن المشكلة .. أن التضخم لايزال مرتفعا للغاية في منطقة اليورو .. لكن يبدو أن المركزي الأوروبي في طريقه لإبطاء عجلة رفع أسعار الفائدة .. وربما يكون هذا هو الرفع الأخير .. لذلك قد يكون التأثير سلبيا على اليورو في حينها .. وقد تمتد هذه السلبية لأسعار الذهب أيضا ... بكل الأحوال نعود أيضا للحديث عنه لاحقا بشكل مفصّل.
· ولن تستطيع الذهاب بعيدا عزيزي القارئ بعد قرارات الفائدة سواء من الفيدرالي أو المركزي الأوروبي لأن بيانات سوق العمل سوف تصدر يوم الجمعة .. وبحسب المتوقع أن تنخفض عدد الوظائف المضافة إلى أدنى من 200 ألف وظيفة .. وإن صدرت كما هو متوقع لها فسوف تكون هي المرة الأولى عمليا التي تصدر بها بأدنى من 200 ألف وظيفة منذ فبراير 2021 عندما صدرت ب 49 ألف وظيفة وتم تعديل الرقم لاحقا ليصبح 166 ألف وظيفة.
· بشكل عام كل البيانات القادمة سوف يكون لنا وقفات مفصّلة معها سواء من خلال مقالات قادمة أو من خلال فيديوات نستعرض فيها بالتفصيل المتوقع منها وتأثيرها على الأسواق.
الذهب فنيا:
- الرسم البياني أعلاه هو من فيديو التحليلات الأسبوعي الذي يمكنكم مشاهدته كاملا ومفصلا في الفيديو نهاية هذا المقال.
- يمكن القول أن النقطة المحورية هي المجال السعري 1989 | 1993.
- شخصيا أعتبر هذا المجال السعري مهم جدا بالنسبة للأسعار .. ومن الواضح أن الأسعار منذا أن اخترقت هذا المستوى بداية شهر 4 أبريل لاتزال تحافظ على استقرارها أعلاه في غالبية الإغلاقات اليومية باستثناء يوم الجمعة 21/04/2023 وإغلاق الأمس.
- أي أنها في 19 شمعة يومية حافظت على الاستقرار أعلاه في 17 منها تقريبا، وأغلقت أدناه في 2 شمعة يومية فقط.
- أهميته تبدو واضحة من ذيول الشموع اليومية التي تختبر مستويات أدنى منه، لكنها سرعان ما تعود للاستقرار أعلاه.
- إذا كنا نودّ الحديث بشكل أوسع فإن مستوى 2003 وعلى الرغم من أنه مستوى مقاومة فرعي، إلا أنه أيضا نقطة فاصلة للأسعار ما بين سلبية وهبوط، وما بين العودة للمسار الإيجابي المؤقّت.
- فنيا أيضا يمكن القول عن القمّة المزدوجة التي تحدثنا عنها في المقال أعلاه أنها كانت إشارة لتأكيد الهبوط.
- أيضا الابتعاد عن مستوى القمّة بشكل واضح والاستقرار ضمن مجال سعري أدنى ب 50 دولارا هي إشارة أخرى إلى أن الأسعار تبدي رغبتها بالهبوط أكثر من رغبتها في الاستمرار بالإيجابية والصعود.
- وإذا ما أضفنا لكل ما سبق أعلاه الحركة التي قامت بها أسعار الذهب الأمس والتي ارتفعت فيها بما يقارب ال 30 دولار دون سبب فعلي أو منطقي .. فإنني شخصيا أعتقد أن ما حدث بالأمس كان عبارة عن عملية تصفية للسوق قبل البيانات الكبرى القادمة.
- التصفية بمعنى أنه تم استهداف وقف الخسارة للعديد من مراكز البيع، وتم تنفيذ أو تفعيل العديد من أوامر الشراء [وقف الشراء – Buy Stop] المعلّقة أيضا .. ومن ثم في وقت زمني قياسي عادت الأسعار إلى قواعدها التي انطلقت منها وكأن شيئا لم يكن. قراءة أخرى لما بين السطور للأمس أيضا، أن الهوامير الكبيرة من صناع السوق استفادوا من ضعف السيولة في الفترة الأوروبية بسبب عطلة عيد العمال، وأوجدوا لأنفسهم مراكز تصريف ممتازة، وذلك كلّه بأحجام تداول أقل من الطبيعي .. وكلا القرائتين من وجهة نظري تصبّان في في ذات الاتجاه.
- إذا كانت أفكارك تهمس في عقلك أن سبب الغياب في الفترة السابقة هي أن أسعار الذهب كانت تتجه صعودا .. أرجو أن تقرأ تفاصيل الصورة أعلاه.
- عندما كانت أسعار الذهب في قمتها عند مستوى 2040 في 14/04/2023 نشرت تغريدة للبيع من هذا المستوى وكنّا ننتظر مستوى 2050 لبيع إضافي لكن لم تصل الأسعار لهذا المستوى .. وذكرت في التحديث لها لاحقا أن الصفقة يمكن اعتبارها من الصفقات طويلة المدى.
- وحتى بالأمس مع حركة فوضى الذهب والارتفاع الخاطف، غرّدت ببيع الذهب من مستوى 2006.
- هي فقط للتوضيح بأننا جميعا نصيب ونخطئ، وأن غيابي عنكم كان بسبب المشاغل الأخرى، وليست بسبب فوضى الأسواق.
- المستويات السعرية الرئيسية موضّحة في الرسم البياني لتحليل الذهب أعلاه وهي على النحو التالي:
- مستويات الدعم الرئيسية 1957 | 1929 | 1901
- مستويات المقاومة الرئيسية 2025 | 2050 | 2087
- والآن دعونا ننتقل إلى الفقرة المفضّلة.
خلاصة القول
1- تأثير الركود [تأثير الفراشة] يختلف بحسب المعطيات والتصريحات .. ويختلف أيضا بحسب رؤية كبار البنوك وصناع السوق .. لذلك لا تأخذ الأمر أبدا على أنه قاعدة بسيطة 1+1=2 إطلاقا .. التأثير مستمر نعم .. لكن "جيروم باول" قد يغيّر أيضا قواعد اللعبة والتأثير في مؤتمره الصحفي.
2- شرحت سابقا في أكثر من مناسبة تأثير الركود على الأسواق وتحدّثت عنهم بالتفصيل في 2 فيديو منفصلين الأول نموذج تفاعل الذهب والنفط والدولار والمؤشرات خلال مراحل الركود .. وفي الثاني عن طريقة تفاعل أسعار الذهب والمؤشرات مع الركود أيضا لكن هذه المرة مع متابعة عمليات تخفيض أسعار الفائدة .. وإذا كنت تعتقد عزيزي القارئ أن تخفيض أسعار الفائدة يعني إيجابية مطلقة للذهب .. فأدعوك إلى أن تعيد حساباتك وتشاهد الفيديو ومن ثم تبني وجهة نظرك حول الأمر مرة أخرى.
3- الذهب بشكل عام يفقد بريقه خلال فترة الركود .. هي ليست وجهة نظري الشخصية .. هي ما يقوله التاريخ في نماذج تفاعل الذهب خلال فترات الركود السابقة .. وإن كنت سوف تخبرني أن هذه المرة مختلفة .. بكل بساطة نعم هذا احتمال وارد لأن أسواق المال متغيّرة باستمرار .. لكنني شخصيا أتفق مع "السير-جون تمبلتون"
4- كن واقعيا .. كن مرنا .. ليس عيبا أن تثبت على رأيك إطلاقا [سواء للشراء أو البيع] بل على العكس هو أمر رائع أن لا تغير وجهة نظرك بعض الحركات الوهمية .. وكن مرنا في التحوّل إلى السيناريو البديل .. لأن الفارق بين الثبات والعناد هو خيط رفيع.
5- كما يقول المثل الأجنبي [الشيطان يكمن في التفاصيل – The Devil Is In The Details] لذلك أرفقت لك كل التفاصيل المهمة أعلاه في المقال، حتى تتمكن من الدخول في عمق التفاصيل .. ومن ثم القرار أولا وآخرا يعود لك في كيفية قراءة هذه التفاصيل .. وكيفية قرائتك لخطوة صنّاع السوق القادمة على رقعة شطرنج أسواق التداول .. لذلك خذ من التفاصيل أعلاه ما يتوافق مع وجهة نظرك قم بالبناء عليها، وسواء كنت تختلف أو تتفق معي في وجهة النظر فإن الاختلاف هو إثراء للمعرفة ولا يفسد للود القضية .. هذا أولا .. أما ثانيا .. فجميعنا بشر نصيب ونخطئ .. نحن علينا الاجتهاد والأخذ بالأسباب كما نراها ونفهمها.
6- لازلت عند رأيي بأن أسعار الذهب تقترب من نقلة جديدة في المستويات السعرية التي تتداول عندها في الوقت الحالي .. وطبعا الاحتمالية واردة في الاتجاهين، إلا أنني شخصيا أعتقد بأن الذهب ومع اقتراب الركود أكثر فأكثر فهو يقترب أيضا أكثر فأكثر من خسارة المكاسب السعرية التي حققها.
7- هذا الأسبوع يبدو هو الأهم في الفترة الراهنة خصوصا وأن المؤتمرات الصحفية قد تغيّر قواعد اللعبة، أو قد تضع معاييرا جديدة .. وإذا ما أضفنا إليها التباطؤ المفاجئ لمؤشر مديري المشتريات الصيني الذي صدر مطلع هذا الأسبوع والذي تراجع من 51.9 في قرائته السابقة إلى 49.2 في القراءة الفعلية .. فهذا يضيف الاقتصاد الصيني لقائمة الاقتصادات المتباطئة مبدئيا .. ويعزز من مخاوف الركود .. رغم أننا لم نشهد تفاعلا فعليا مع هذه البيانات، إلا أن تأثيرها قد يأتي لاحقا ويندمج مع تأثير مخاوف الركود للفيدرالي والمركزي الأوروبي إن حضرت في تصريحاتهم.
8- عملا بمبدأ السلامة والتقليل من المخاطر فإنه من الأفضل أن تلتزم الحياد لما بقي من أيام هذا الأسبوع .. لأن التقلبات والمجالات السعرية من المتوقع لها أن تكون حادّة جدا .. وفي ذات الوقت إن كنت ترغب في المخاطرة فهذا الأسبوع من المتوقع أن يكون فيه الأدرينالين في أعلى مستوياته، حضّر قهوتك وقرر مع أي الفريقين سوف تفضّل الانضمام فريق البائعين أم فريق المشترين.
9- خلاصة الخلاصة: الذهب في الوقت الحالي عند لحظات تقرير المصير، والحديث عن الركود بدأ يعلو صوته أكثر فأكثر، والذهب برأيي أنه يحاول التماسك ليس إلا .. إذا كنت سوف تقرر الرهان على بيع الذهب عليك بوقف الخسارة بين مستويات 2003-2010 بحد أقصى ويفضّل أن تنتظر اختراقا واستقرارا .. أما إذا كنت ترغب بوقف خسارة ثابت فعليك بمستوى 2007 على أن تعود للبيع مجددا بكسر مستوى 1997 ... أما إذا كنت من فريق المشترين فعليك أن تعلم أن وقف خسارتك يجب أن يكون بكسر مستوى 1973 على أن تعود للشراء أيضا لاحقا بعودة الأسعار لاختراق مستوى 1981 .. واحذر التقلبات الواسعة والكبيرة التي قد تضربك أكثر من مرّة لكن عندما تتجّه الأسعار في الاتجاه الصحيح سوف تستطيع أن تجني ثمرة ما قمت به من ثبات على رأيك.
سوف نتابع معكم تقلبات الأسعار أولا بأول في المقالات القادمة، ولمزيد من التحديثات السريعة والمستمرة يمكنكم متابعة
حسابي على تويتر
@GhaithAbohlal
حيث يمكنكم التفاعل من خلال التعليقات في أي وقت
تذكير على هامش المقال:
. أسواق التداول تتقلب باتجاهاتها دائما، وتعتمد على الكثير من المعطيات والأخبار، بالإضافة إلى كبار البنوك وصناع السوق الذين يقومون غالبا بتوجيه السوق، حتى بخلاف الواقع والمنطق أحيانا.
. الآراء والأفكار أعلاه هي خلاصة التحليل، وهي ليست توصيات مباشرة، وإنما هي نصيحة للمتابعين، مع الأخذ بعين الاعتبار أن لا أحد قادر على الربح بشكل مستمر من عمليات التداول حتى كبار المستثمرين.
. لذلك نسعى دائما للحد من الخسائر، وزيادة الأرباح بما يتوافق مع التحليل ووجهة النظر لطريقة تداول الأسعار، وذلك من خلال تطبيق العديد من طرق التحليل مجتمعة ومتقاطعة لمحاولة الوصول لأفضل النتائج.
. نحن علينا الاجتهاد، والله ولي التوفيق.