الذهب يصارع كبرياء الفيدرالي

قصة الذهب باختصار شديد

إذا نظرنا إلى التاريخ الأميركي لوجدنا أن الفيدرالي تأسس عام 1913 بهدف واضح وصريح وهو حماية البنوك التي تعمل في الولايات الأميركية من الإفلاس وهذا من خلال ضخ الأموال لها ، وهنا ننوه أن الأموال تطبع بدراسة شديدة وتتم تغطية هذه الطباعة من خلال الذهب ، سارت الأمور على وتيرة جيدة ليتوسع الفيدرالي بتثبيت الدولار عملة بديلة للذهب عام 1944 وذلك من خلال اتفاقية BrettonWoods لتبدأ أونصة الذهب 35$ ولكن النزعة الفطرية التي تملأ أي صاحب سلطة وعلى رأي ابن خلدون بأنه لا وجود لصاحب سلطة مطلقة لا يميل إلى نزعة الخروج من القانون ، فإن الفيدرالي وبفترة حكم ريتشارد نيكسون قام بطباعة مليارات الدولارات دون تغطية لها ليصرح عام 1974 بأنه لا وجود لذهب يعطي هذا الدولار ، فترتفع سعر الأونصة خلال أقل من ثلاث اشهر من 35$ وحتى 750$.

يعلق على هذه القصة تشارلز ويلان مؤلف كتاب الاقتصاد عارياً ، بأن الحكومة الأميركية لا مفر لها من أن الدولار بلا قيمة ، ولهذا فهي لا تملك إلا حلين إما أن تعترف بذلك علناً وتذهب حينها هيمنة الدولار أو تحارب باستمرار مع قبول ضعف الدولار على المدى البعيد

 على هذا أعلق لكم كمحلل بأن الفيدرالي يعمل على تعزيز قوة الدولار الوهمية من حين لآخر ، إلا أن هذا التعزيز لن ينجح  باستمرار وهذا لكون نجاح هذا التعزيز تعني قبول الخيار الأكثر سوءا...

 آخر التطورات الفنية

منذ فترة وكان الذهب يتداول أعلى 2000 ، لاحظنا من خلالها أن الذهب تراجع بقوة من المنطقة 2057 لمرتين على التوالي ، على الرغم من أن التحليل الفني يوافق التحليل الأساسي بأن الذهب إلى الصعود وخصوصاً بفترة قلق تحيط بمالية الولايات ، إلا أن التصريحات المبالغ فيها من اجتماعات الفيدرالي تردع الذهب بقوة نحو الأسفل وهذا علمياً يسمى شذوذ التحليل وفيه نرى خروج التحليل الفني عن مطابقة التحليل الأساس على المدى القريب ومن ما حدث نشتق القاعدتين التاليتين:

1.  شذوذ التحليل الأساس عن الفني تعني أن السعر بمرحلة تحيز وعلينا أن نعتمد على سعر الإغلاق للخروج من حالة الشك

2.  شذوذ التحليل الأساسي عن الفني تعطي يقين أن السعر سيقاوم حتى آخر لحظة ممكنة ، وهذا لا يتجلى على المدى القريب و إنما على المدى البعيد.

 آخر التطورات على الصعيد الأساسي

ينتظر الذهب خلال هذا الأسبوع ، مجموعة من أهم الأخبار و التي يمكن تصيفها على النحو التالي

1. أخبار تتعلق بخطابات الفيدرالي والتي سيكون لها اثر إيجابي على الدولار و سلبي على الذهب

2.  أخبار تتعلق بالعوائد على السندات وهي أخبار إيجابية على الذهب وخصوصاً  بحال ارتفع العائد على السند فهذا دليل صريح على القبول بالتضخم

3. مؤشرات التجزئة و ارتفاع هذه المؤشرات تعني ارتفاع التضخم

4. التداعيات من البطالة والتي لها أثر طردي على الذهب

 أثر الأخبار على المدى القريب

نظراً لتضارب الأخبار التي تقسم إلى قسمين احدهما يناصر الدولار و الآخر يعكس الواقع السيء للولايات فإننا لا نستطيع الجزم بماذا سيصرح الفيدرالي إلا اننا نستطيع ان نجزم بأنه مهما كان التصريح فسيكون مؤقت وعلى هذا فإننا نتوقع أحد السيناريوهات التالية:

1.  أن يستطيع الفيدرالي استيعاب نسب التضخم وأن يعرض خطط واقعية لاستيعاب ما يصيب الولايات فتعود أسعار الذهب مقاربة لما كانت عليه أي أسفل 2000 وليس أقل

2.  ألا يستطيع الفيدرالي استيعاب التضخم و أن يبدو القلق على حديثه فهذا يؤول إلى استمرار الارتفاع

 السعر فنياً في الوقت الحالي

(ما الذي يخبرنا به التحليل)

من حيث التحليل الفني فإن الذهب بمرحلة انحسار عزم ، حيث أن العزم الذي كان يمتلكه لاختراق 2050 قد فقده بعد تصريحات الفيدرالي الأخيرة وعلى هذا فإن العامل الحاسم لدينا في وقت فيه ذروة الأخبار وأقل عزم ممكن هو سعر الإغلاق.

على المدى المتوسط

" الإغلاق يومي، لمساء الإثنين، الثلاثاء  ، والنتيجة هي يوم الأربعاء و الخميس "

السيناريو الأول

بحال أغلق السعر أعلى 2000 ، مع توافق السيناريو الأول في التحيل الأساسي فإننا نتوقع صعود أقصاه 2050

السيناريو الثاني

بحال أغلق أسفل 2000 ، مع توافق السيناريو الثاني في التحليل الأساسي ، فإننا نتوقع هبوط أقصاه 1945

 السيناريو الثالث بحال لم يتفق التحليل الفني مع الأساسي يترك الامر للعشوائية

لماذا أتبع هذا الأسلوب

إن ذكري لعدة سيناريوهات يعود لمجموعة من الأسباب أهمها

1.  أني أرى السوق من وجهة نظر احتمالية ( كل احتمال هو وارد ) ، وهذا ما وضحته في مقال بعنوان لن تربح من الأسواق أنصحك بقراءته بشدة بحال استهجنت الفكرة

2.  اعتمادي على أسلوب تداول يسمى أسلوب الشرط و النتيجة وهو أسلوب يقتضي على أنه لا يمكن حدوث احتمال معين في السوق إلا بحال تحقق شرط معين كأن لا يصعد السوق إلا إذا أكتسب عزماً وأغلق أعلى منطقة معينة

3. صعوبة النشر المتتابع الذي يواكب الاختلاف المستمر للأسعار

 " ترقبونا بويبنار قريب جداً نشرح فيه أسلوب التحليل المستخدم من قبلنا "

على المدى البعيد

ما زالت نظرتي على المدى البعيد كما هي بأن السوق باستهداف سعري لا يقل عن 3000$ وخصوصاً خلال السنتين القادمتين ، حيث أن القلق المالي لا يظهر أثره في الوقت الحالي وإنما يتراكم على المدى البعيد وما تقوم به الولايات من أفعال ما هو إلا تأخير العقاب لا أكثر

 ننوه ان التحليل لشارت الذهب يوافق أن الذهب لصعود لا محال ...

خلاصة القول ورأي المحلل الفني

في الختام عزيزي القارئ أود منك أن تفكر ملياً حول الطريقة التي تقرأ بها الأسواق فإن كنت تقرأ على مدى زمني قصير فيؤسفني أن أخبرك أنك ضحية تستغلها حيتان الأسواق ، وأن أكبر خطر تتعرض له بالسوق هو جهلك بالسوق لا السوق وإن كان من الصعب إدراك العلوم التي تحتاجها لا تتردد بالاستعانة بمن هم أهل لها...

المحلل: عمر الصياح

 لا تتردد في طرح أي سؤال، أو التواصل معنا إن تطلب الأمر، فنحن نخصص الكثير من الوقت لكي نسمع منك.

 للمزيد....

 Twitter: @SyyahOmar