شركة صاعدة تنافس إنفيديا بدعم صيني..هل تستحق الرهان؟

بشكل عام، تمتلك الشركة التايوانية أكثر مسابك صناعة الرقائق تقدمًا في العالم. وتستعد عملية الطباعة الحجرية فوق البنفسجية العميقة (DUV) ذات العقدة N3 المتطورة (3 نانومتر) التي تقوم بها الشركة لرسم معايير جديدة للكفاءة والأداء.

وبحلول عام 2030، ستكون عملية 1 نانومتر من شركة تي إس إم سي هي المعلم الرئيسي على خارطة الطريق، والتي ستحزم أكثر من تريليون ترانزستور مع شرائح مكدسة ثلاثية الأبعاد. على الرغم من أن سامسونج وإنتل متقاربتان في هذا المجال، إلا أن صانعي الرقائق الصينية لم يصلوا إلى هذا المستوى بعد.

وبضغط من الدعم الحكومي، تتجه الشركة الصينية الدولية لتصنيع أشباه الموصلات (SMIC) وهواوي إلى تصنيع رقائق 5 نانومتر في شنغهاي، متخلفة بذلك بجيل واحد. وتحاول ضوابط التصدير الأمريكية إبقاء الأمر على هذا النحو. وفي الوقت نفسه، فإن الدعم الذي تقدمه الحكومة الأمريكية من خلال قانون الرقائق يدفع شركة إنتل (INTC) لتحتل مكان سامسونج خلف شركة تي إس إم سي .

وفي الوقت نفسه، فإن وزيرة التجارة الأمريكية جينا رايموندو تعادي الصين علانية، حيث أشارت في مارس إلى أنه "لا يمكننا السماح للصين بالوصول إلى التكنولوجيا الأكثر تطورًا لدينا من أجل تقدمهم العسكري".

في وقت لاحق ، اعترفت رايموندو في مقابلة على برنامج 60 دقيقة بأن شركة تي إس إم سي هي الترس الحاسم في القمع التكنولوجي للصين.

وتتفاخر الوزيرة جينا رايموندو وتقول "لدينا أشباه الموصلات الأكثر تطورًا في العالم. أما الصين فلا. لقد تفوّقنا على الصين في الابتكار"، وتسألها ليزلي ستال: حسناً، "نحن"، تقصدين تايوان؟

هذه الديناميكية تضع مستثمري تي إس إم سي في موقف محرج. ففي النهاية، تقع تايوان بجوار الصين مباشرة، مما يفتح الأبواب على مصراعيها أمام حالة من عدم اليقين. ويمكن للصين أن تقوم بقمعها من خلال الحصار أو التدريبات العسكرية، كما حدث مؤخرًا منذ يوم الخميس.

وتضع حالة عدم اليقين هذه سهم تي إس إم بقوة في نطاق يقلل من قيمته. ولكن بمقدار كم؟

سعر وأرباح تي إس إم سي

منذ بداية العام وحتى تاريخه، ارتفعت قيمة سهم تي إس إم بنسبة 56%. على الرغم من أن أداء السهم كان مثيرًا للإعجاب ومتفوقًا على نطاق واسع على المؤشر إس آند بي 500 الواسع، إلا أن انفيديا حققت مكاسب تزيد عن ضعف ذلك بزيادة 116% في نفس الفترة. وبالسعر الحالي البالغ 158.25 دولارًا للسهم الواحد، يقترب سهم تي إس إم من أعلى مستوى له على الإطلاق الذي تحقق يوم الخميس عند 160.64 دولارًا.

وحدث هذا عندما بدأ السعر في الانخفاض مع بدء التدريبات العسكرية الصينية حول تايوان. ويبلغ سهم تي إس إم ضعف أدنى مستوى له خلال 52 أسبوعًا تقريبًا عند 84.02 دولارًا للسهم الواحد. وفي أبريل، أعلنت شركة تي إس إم سي عن أرباحها للربع الأول من عام 2024.

وعلى الرغم من تسجيلها انخفاضًا فصليًا بنسبة 3.8%، إلا أن الشركة سجلت نموًا في الإيرادات بنسبة 12.9% على أساس سنوي لتصل إلى 18.87 مليار دولار. واستحوذت الرقاقة 3 نانومتر الجديدة على 9% من إجمالي الإيرادات. وشكلت الرقائق 5 نانومتر، وهي أعلى تكنولوجيا في الصين، 37% من الإيرادات، بينما حقق الجيل الأخير 7 نانومتر 19% من الإيرادات. سجلت شركة تي إس إم سي صافي دخل صافٍ بلغ 7.17 مليار دولار، بزيادة 8.8% على أساس سنوي. بالنسبة للربع الثاني المقرر صدوره في 18 يوليو، تتوقع الشركة تحقيق المزيد من النمو في نطاق إيرادات يتراوح بين 19.6 و20.4 مليار دولار.

أساسيات تي إس إم سي

على غرار انفيديا، تفوقت تي إس إم سي على تقديرات أرباح السهم الواحد خلال الأرباع الأربعة الأخيرة على التوالي، مما يدل على أساسيات قوية. ومع ذلك، في حين أن انفيديا حققت مفاجأة صعودية بنسبة 12.84% في الربع الأخير، فإن تي إس إم سي حققت 6.98% فقط. وهناك تباين أكبر في الأرباع الأخرى أيضًا.

وكمثال على ذلك، عندما أنهت انفيديا الربع الأخير من شهر يوليو 2023 بمفاجأة صعودية بنسبة 38.89%، أنهت تي إس إم سي الربع الأخير بنسبة 6.54% للفترة نفسها. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع مضاعف الربحية (P/E) لشركة انفيديا بما يقرب من ثلاثة أضعاف تي إس إم سي، ووصل إلى مضاعف الربحية لانفيديا إلى 87.67 مقابل 30.33 لسهم تي إس إم سي، وهو مقياس لمدى استعداد المستثمرين لدفع ثمن سهم الشركة مقابل كل دولار واحد من أرباحها السنوية.

ولكن بالنظر إلى أن انفيديا و إيه إم دي وإنتل تعتمد جميعها على تي إس إم سي في عمليات التصنيع على نطاق واسع وعمليات العقد المتطورة، فإن هذا يشير بوضوح إلى تحول تركيز المستثمرين. وبعبارة أخرى، لا يزال موقع تايوان محركًا مثبطًا لأسعار تي إس إم.

ومع ذلك، مع استمرار توسع شركة تي إس إم سي خارج الجزيرة إلى ألمانيا واليابان والولايات المتحدة، من المرجح أن تضعف قوة الكبح. وبموجب قانون الرقائق وحده، حصلت شركة تي إس إم سي على 11.6 مليار دولار في شكل قروض ومنح لبناء مصانع جديدة في ولاية أريزونا.

.هل الصين مجرد دولة؟

تجدر الإشارة إلى أن الاقتصادين متشابكان بعمق على الرغم من العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة والصين. على الرغم من أن وزيرة الخزانة جانيت يلين دعت إلى "جدار من المعارضة" لصادرات الصين، إلا أن الصين تمتلك 797.7 مليار دولار من سندات الخزانة الأمريكية، أو ما يعادل 10٪ تقريبًا من الدين القومي الأمريكي، في يناير.

وهذا يضع الصين في موقف ضعيف ماليًا وسط تهديدات المسؤولين الأمريكيين. ففي نهاية المطاف، تعتمد الصين على سندات الخزانة للحفاظ على انخفاض أسعار الصادرات. ومن شأن تحقيق فائض تجاري مع الولايات المتحدة الأمريكية أن يسمح بتدفق المزيد من الدولار الأمريكي إلى الصين، الأمر الذي من شأنه أن يرفع قيمة اليوان الصيني ويجعل الصادرات الصينية أكثر تكلفة.

ويتعين على الصين الاعتماد على سندات الخزانة الأمريكية للاحتفاظ بتدفقات الدولار الأمريكي دون رفع قيمة اليوان. وإلا فإن الاقتصاد الصيني الموجه نحو التصدير سيخسر مكانته العالمية بسبب ارتفاع أسعار الصادرات. ومع ذلك، فإن هذه الديناميكية لا تمنع الصين من اتخاذ مواقف، مما يؤثر سلبًا على المستثمرين.

ما هي توقعات أسعار أسهم تي إس إم؟

استنادًا إلى بيانات التوقعات التي جمعتها بورصة ناسداك، لا يزال سهم تي إس إم في منطقة "الشراء القوي". مقابل السعر الحالي للسهم البالغ 158.25 دولارًا ، ويبلغ متوسط السعر المستهدف لسهم تي إس إم 164.11 دولارًا. ويبلغ أعلى تقدير 188 دولارًا بينما يبلغ أدنى تقدير 150 دولارًا للسهم الواحد.

وبالمثل، يبلغ متوسط السعر المستهدف لوول ستريت 162.64 دولارًا للسهم الواحد. ويبلغ أعلى سعر مستهدف 182 دولارًا، بينما يبلغ أدنى تقدير 130 دولارًا للسهم الواحد.

**