إرتفعت أسعار النفط وسط التفاؤل بأن تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين ستحفز الطلب، وكما يتوقع المحللون انخفاض مخزونات الخام الأمريكية.
عزز النفط من مكاسبه على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية بعد إتفاق أوبك وحلفائها بوقت سابق في بداية ديسمبر، وكذلك الإنفراج بالمحادثات التجارية بين أكبر إقتصادين بالعالم.
هذا دفع بالنفط الخام لتجاوز مستوى 60 دولاراً للبرميل، وبذلك حقق كلاً من نفط خام ونفط برنت مكاسب في ديسمبر تقدر أكثر من 7%.
هذا ما توقعناه في مدونة شركة أوربكس بمقالتنا السابقة قبيل إجتماع أوبك حيث يمكنك الإطلاع عليها بالضغط على هذا العنوان "هل تنجح أوبك وحلفائها بدفع أسعار النفط أعلى 60 دولاراً للبرميل؟ ".
إتفاق أوبك والتفاؤل بإتفاق تجاري يعزز المكاسب!
ارتفع النفط ليستقر عند أعلى مستوى في ثلاثة أشهر وسط تفاؤل بأن اتفاقاً تجارياً جزئياُ بين أكبر اقتصادين في العالم سيحفز الطلب على الوقود لشاحنات الطاقة والقطارات والطائرات والسيارات.
حيث أغلقت العقود الآجلة فوق مستوى 60 دولار للبرميل للجلسة الثانية على التوالي يوم أمس الاثنين، وبذلك حققت مكاسب ما تقارب 2.5% خلال الجلسات الثلاثة الماضية.
هذا يأتي على الرغم من أن العديد من التعريفات الجمركية التي فرضت خلال نزاع دام 20 شهراً ستظل سارية، وذلك لأن الإتفاقية الأولية تشير إلى تحسن في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.
يأتي التفاؤل بعد تخفيضات الإنتاج الأعمق من المتوقع التي أعلنت عنها أوبك وشركاؤها في وقت سابق من هذا الشهر.
حيث قامت المجموعة بخفض هدف الإنتاج الجماعي بمقدار 500 ألف برميل يومياً للربع الأول من عام 2020 مما أدى إلى خفض مستوى خطوط الأساس من 2018 إلى 1.7 مليون برميل يومياً.
يبدو أن هذا يشير إلى أن إنتاج أوبك سيتم تخفيضه بمقدار 900 ألف برميل يومياً حيث يأتي 770 ألف برميل من أوبك والباقي من شركائها، ولكن في الواقع فإن الفرق الذي سيحدثه الاتفاق على الإنتاج المادي ضئيل للغاية حتى لو التزم الجميع بأهدافهم الجديدة.
ففي اجتماع فيينا ضمنت روسيا المساهم الرئيسي من خارج أوبك في هذه التخفيضات مثل هذا الإعفاء.
مما سمح لها بتقديم 40 ألف برميل أخرى من التخفيضات في اليوم دون إزالة برميل إضافي واحد بالفعل، وهذا بعد عدم إمتثالها لمعدلات الإنتاج غير ثلاثة أشهر في 2019.
فيما تظل أكبر مشاكل أوبك مع أعضائها العراق ونيجيريا حيث يجب على العراق أن يساهم بما يقرب من نصف التخفيضات المستحقة على أوبك، ولكنه فشل في الاقتراب من هدف 2019 حتى الآن.
تعني المصادفة أن تخفيضات الإنتاج التي وافقت عليها أوبك وحلفاؤها قد خدمة المملكة العربية السعودية لأنها كانت تهدف إلى موازنة سوق النفط في عام 2020، وهذا كان الهدف لدعم سعر سهم شركة النفط السعودية "أرامكو السعودية (SE:2222)" التي تم طرحها بالبورصة.
إرتفاع المراكز المراهنة على صعود أسعار النفط!
قالت لجنة تداول العقود الآجلة للسلع في الولايات المتحدة يوم الجمعة إن المركز الصافية طويل الأجل لمديري الأموال للرهانات الصعودية قد ارتفعت إلى 228425 من العقود الآجلة والخيارات خلال الأسبوع المنتهي في 10 ديسمبر.
حيث رفع مديري الصناديق رهاناتهم الصعودية على النفط الخام لأكثر من ثلاث سنوات في الوقت المناسب فقط للربح من هدنة طال انتظارها في الصدام التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
زادت صناديق التحوط من الرهان الصعودي على نفط غرب تكساس الوسيط بنسبة 52٪ في الأيام التي سبقت إعلان يوم الجمعة بأن الولايات المتحدة والصين قد يوقعان اتفاقاً لدرء جولة جديدة من ضريبة التجارة، وكان هذا الارتفاع هو الأعلى منذ أغسطس 2016.
مع ذلك، يكون النفط الخام الخام فوق 60 دولاراً للبرميل لللمرة الأولى منذ أن أدت الهجمات الصاروخية المدمرة على المملكة العربية السعودية إلى ارتفاع قياسي في الأسعار في منتصف سبتمبر.
النظرة الفنية,
توقعنا في بداية ديسمبر انه إذا نجحت “أوبك” وحلفائها في قراراتها فإن أسعار النفط الخام قد ترتفع لمناطق 61 دولار للبرميل قبيل نهاية 2019.
كما خلال منتصف 2020 قد تشهد ارتفاعاً لمستويات 68 دولاراً للبرميل إذا ظلت محافظة على تداولاتها أعلى مستوى 50 دولاراً للبرميل.
أما حالياً يشهد النفط الخام على المدى القصير إستقرار بتداولاته أعلى مستوى 59.00، وبذلك قد يستهدف مستوى 61.00 دولار للبرميل.
إذا إستقرت الأسعار أعلى هذا المستوى على أساس أسبوعي قد تشهد المزيد من الزخم الإيجابي لإستهداف مناطق 63.00 دولار للبرميل.
بينما في حالة فقدان المكاسب والتراجع ما دون مستوى 59.50 قد يستهدف مستوى الدعم 58.70، وفي حالة التداول على أساس يومي دون هذا المستوى قد تتراجع الأسعار لإستهداف مستوى 57.65 متوسط متحرك 200 يوم.
- يمكنك الإطلاع على مقالتنا الرئيسية من خلال التغطية المباشرة للسوق بمدونة شركة أوربكس من (هنا).
تويتر:
Abdelhamid_TnT@