تتعرض دائماً الكتلة المالية و الاقتصادية الروسية لانتقادات بسبب رغبتها فى الجلوس إنتظاراً لتجاوز أسعار النفط الرخيصة. ومن المعتاد أيضا انتقاد وزير المالية السابق أليكسي كودرين، الذي هو صاحب فكرة إلزام الرباط جامدة لشركات النفط في ضريبة استخراج الخامات و رسوم التصدير وصندوق تحقيق الاستقرار. لهذه القرارات الاقتصادية واستثمار الاحتياطيات المالية في سندات الدول الغربية، و في المقام الأول في الولايات المتحدة، المعارضة الروسية تنتقد تقليديا كذلك فلاديمير بوتين.
ومع ذلك، أظهرت الحياة أن فلاديمير بوتين والليكسي كودرين كانا على حق. وتبقى الحقيقة أنه بفضل أموال صندوق تحقيق الاستقرار السابق روسيا تخطت فترة أسعار النفط المنخفضة. لذلك، الأسوأ بالنسبة للاقتصاد الروسي هو من وراءنا. هذا الأمر لم يدركه الجميع بعد. وبالتأكيد لم يتم الأخذ بالحسبان الأمر في أسهم النفط والغاز الروسي وسوق الأوراق المالية الروسية ككل. نحن نعتقد أن أسعار الذهب الأسود هذا العام ستكون في القناة 70-80 $. وبطبيعة الحال، هذا ليس 100$ كما في أفضل السنوات، ولكن مقبولة عموماً.
أسباب تحسن سوق الخامات كثيرة. المخاوف من نقص المواد الخام بسبب انخفاض الاستثمار في فترة انخفاض أسعار النفط. الوضع الغير مستقر في إيران والعراق وليبيا. وعلينا أن لا ننسى أن السعوديين يرغبون في رفع أسعار النفط قبل عقد الاكتتاب العام لأرامكو. وبطبيعة الحال، الأسعار عند المستويات 70-80 $ هي مريحة للنشاط الاستثماري في قطاع النفط العالمي. وتتطلب جميع الحقول المكتشفة حديثاً استثمارات كبيرة جدا. القطب الشمالي الروسي عموماً مربح فقط مع أسعار النفط فوق 100 $ للبرميل.
قبل ثلاث سنوات، وخلال أزمة المالية، كان الأمر مخيفاً بصراحة لكل من المسؤولين الحكوميين وممولي الشركات الخاصة. الجميع كان يفهم تماما أن النفط أعيد بيعه، ولكن لا أحد يعرف أين سيتوقف كذلك الروبل ومؤشر بورصة موسكو "موسبيرج". حتى أن المسؤولين بدأوا يرويون حكايات حول فوائد تخفيض قيمة العملة، التي يوماً أدت إلى مقتل الثقة بالعملة الوطنية. بطبيعة الحال، العقوبات الأمريكية لديها كل فرصة لزعزعة الأسواق المالية الروسية. لاسيما إن بقوا من دون دعم بنك روسيا على الرغم من أن التصريحات الرسمية تفيد عكس ذلك. ولعل العقوبات ستدخل حيز التنفيذ في يناير وليس فبراير. مع ذلك، فإن كل هذا تأثير قصيرة الأجل. من وجهة نظر التحليل الأساسي، فإن الأوقات السيئة لروسيا، بالتأكيد، قد تركت وراءها. وقد تجاوزت روسيا النفط الرخيص.
توصياتنا الرئيسية في قطاع النفط والغاز هي: غازبروم، الأسهم المفضلة من باشنفت وسورغوت نفتي غاز. على أمل أن يوزع هذا الأخير الأرباح يوماً ما.