ارتفاع العوائد الأمريكية بسبب طلبات إعانة البطالة، والدولار الأمريكي يستفيد. نجح زوج اليورو دولار في البقاء فوق مستوى 1.10 يوم أمس لفترة طويلة نسبيا - حوالي خمس ساعات - ولكنه عاد للانخفاض تحت هذا المستوى عندما صدرت قراءة تقرير طلبات إعانة البطالة المقدمة لأول مرة والتي جاءت أفضل مما كان متوقعا. وحتى إذا كانت قراءة العديد من المؤشرات الاقتصادية الأمريكية تأتي أقل من التوقعات، إلا أن بيانات العمالة تظل قوية، وهي أحد النقطتين الرئيسيتين لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. فالنمو ليس من ضمن مسئوليات مجلس الاحتياطي الفيدرالي، ولكن الوصول إلى "الحد الأقصى للتوظيف" من ضمن مسئوليته. وكانت علامات استمرار العمل القوي قد أدت إلى ارتفاع توقعات سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية وعائدات السندات فضلا عن دعم الدولار بشكل عام. وهكذا فإن الحديث عن نهاية ارتفاع الدولار كان أمرا سابقا جدا لأوانه! وستترقب الأسواق لسماع ما ستقوله رئيسة مجلس الاحتياطي الاتحادي جانيت يلين حول هذا الموضوع في وقت لاحق اليوم (يرجى قراءة السطور التالية).
مزيد من التوضيح بشأن لماذا أتوقع انخفاض النفط. كنت قد ذكرت يوم أمس أنه وفقا للمعدل الحالي فإن التخزين في منشأة توزيع النفط الرئيسية في كوشينغ بولاية أوكلاهوما سيصل إلى الحد الأقصى بحلول نهاية يونيو. وأود أن أستفيض في توضيح هذه النقطة لشرح لماذا ما زلت أتوقع انخفاض النفط (على افتراض عدم حدوث أي كارثة في الشرق الأوسط).
ظن الجميع أن إنتاج الولايات المتحدة من النفط سيشهد انخفاضا في ظل انخفاض الأسعار لأن الكثير من إنتاج الولايات المتحدة يأتي عن طريق "تقنية التكسير الهيدروليكي" وهو أمر مكلف للغاية. ومع ذلك فإن هذا لم يحدث. بل على العكس من ذلك، ظل إنتاج النفط في الولايات المتحدة يرتفع وربما بمستويات قياسية. ومع ذلك فإنه يحظر على المنتجين الأمريكي تصدير النفط. وهكذا فإن قدرا كبيرا من الزيادة في المعروض سيكون مصيرها التخزين. ويذكر أن مخزون النفط قد سجل ارتفاعا لمدة 11 أسبوعا على التوالي، وهي أطول سلسلة ارتفاع على الإطلاق، ويبلغ المخزون الآن مستويات قياسية أيضا.
ومع الأسف فإن هناك حد أقصى لكمية النفط التي يمكن تخزينها؛ فهناك طاقة قصوى لصهاريج تخزين النفط في كوشينغ الذي يعد أكبر مرفق لتخزين النفط في العالم. وكان المحزون في كوشينغ قد ظل يرتفع بأكثر قليلا من مليوني برميل أسبوعيا هذا العام. ويذكر أن الطاقة القصوى للتخزين في كوشينغ هي 85 مليون برميل. ووفقا لهذا المعدل، فإن جميع صهاريج التخزين في كوشينغ ستصل لطاقتها القصوى بحلول أواخر يونيو. وبعد ذلك لن يكون أمام الولايات المتحدة خيارا سوى إلقاء النفط في السوق بأي ثمن.
وسيكون ذلك سيئا بما فيه الكفاية، ولكن الأمر يزداد سوءا! فمن المرجح أن يرتفع الإنتاج في الولايات المتحدة بسبب القواعد التنظيمية في ولاية داكوتا الشمالية، وهي ثاني أكبر ولاية منتجة للنفط في الولايات المتحدة بعد ولاية تكساس. فهناك حوالي 125 بئرا في الولاية يجب أن يتم الانتهاء منها بحلول نهاية يونيو من أجل الامتثال لمتطلبات الولاية لاستكمال الحفر في غضون عام. وفي الوقت نفسه، فإن الضرائب على النفط في ولاية داكوتا الشمالية من المحتمل أن تنخفض في شهر يونيو، لأن الولاية تقوم بخفض الضرائب عندما ينخفض متوسط الأسعار عن مستوى معين لمدة خمسة أشهر متتالية. ويعني ذلك أن معظم الآبار في الولاية ستكون معفاة من ضريبة استخراج النفط. وهذا المزيج من التخفيضات الضريبية والاضطرار للعمل في العديد من الآبار حتى يمكن الوصول إلى المهلة النهائية لمدة عام يعني أن إنتاج النفط في ولاية داكوتا الشمالية سيشهد ارتفاعا.
وهكذا فإنه من المرجح أن يرتفع إنتاج الولايات المتحدة من النفط في شهر يونيو وذلك في نفس الوقت الذي تصل فيه صهاريج تخزين النفط إلى طاقتها القصوى! وعندئذ فإن أسعار النفط قد تنخفض. وفي الواقع فإن أسعار النفط من المرجح أن تنخفض حتى قبل ذلك في ظل استعداد المستثمرين لهذا الاحتمال. ولهذا السبب فإنني أتوقع انخفاض النفط خلال الأشهر القليلة القادمة – وكذلك انخفاض عملات البلدان النفطية، ولاسيما الدولار الكندي والكرونة النرويجية والدولار الأسترالي والروبل الروسي.
ويعتمد ذلك، بطبيعة الحال، على ما أفترضه بأن القتال في الشرق الأوسط لن يؤثر على إنتاج النفط أو شحنه من هناك. أما إذا حدث تأثير فإن الأمور ستصبح غامضة. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تغيير البيئة الكلية للأسواق المالية.