تفيدنا الأرقام في كثير من الأحيان في تتبع الاتجاه العام للسوق ومعرفة مدى شهية المستثمرين والمتداولين للشراء أو البيع. خلال عام من الآن تراجعت عوائد سندات الخزينة الأمريكية لعشر سنوات بنسبة -0.85% , وصلت حالياً الى 2.04% علماً أنها تراجعت أكثر قبل أسبوعين الى 1.95% . خلال نفس الفترة, حقق مؤشر الدولار الأمريكي مكاسب بنسبة 2.7% يتداول حالياً عند 97 نقطة . وفي نفس الفترة أيضاً, حقق الذهب مكاسب قوية وصلت الى 17% تقريباً ووصل الى 1437$ للأونصة اليوم علماً أنه وصل اليوم الجمعة صباحاً الى 1450$ للأونصة , أعلى مستوياته على الاطلاق منذ ستة أعوام كاملة . النتيجة أنه رغم زخم الدولار الأمريكي بقي الذهب متربعاً على العرش من ناحية نسبة الارتفاع وزخم الشراء.
الوصول الى مستويات 1500$ للأونصة سيكون مسألة وقت فقط, هذا الزخم الشرائي باق حالياً. البطئ في تداولات الذهب قبل شهرين , واستقراره بين 1275$ و 1300$ للأونصة شكل قاعدةً مهمة لبناء صفقات تدريجية قلنا سابقاً أنها الاستراتيجية الأفضل لشراء الذهب . لابد أن نتذكر ثلاثة نقاط مهمة:
أولاً, تخفيض الفائدة الأمريكية ان حدث بعد اسبوعين سيكون محدوداً , ليس أكثر من 0.5% بأفضل الحالات وهكذا تخفيض هو مسعّر حالياً, التأثير كفائدة سيكون محدوداً في زخم الذهب شرائياً.
ثانياً, اذا بقيت المؤشرات الأمريكية تؤدي أداءً جيداً , عندها قد نرى تصحيحاً على الذهب دون أن يلغي الاتجاه العام الصاعد .
ثالثاً, لا أحد يجب أن يقول أن الذهب أصبح مرتفعاً وخطيراً لأن هذا الكلام هو نفسي أكثر منه واقعي. ولكن الأمانة وادارة المخاطر تتطلب منا قدراً من الواقعية في عدم الانكشاف الكبير لأن تخفيض الفائدة وتصحيح الدولار الأمريكي سيكون تدريجياً كما سبق وقلنا.
التقلبات الحالية للعملات والارتفاع السريع للذهب ثم التراجع بعشرين دولار تقريباً للأونصة الواحدة اليوم يدل على مخاطر سريعة, وعدم استقرار في وجهات المستثمرين, المهم ألا تضيع بوصلة الاتجاه العام .
تابعونا على حساباتنا في تويتر وتيليجرام للمزيد من التحليلات والتحديثات اليومية للأسواق العالمية.