هل تستطيع تكنولوجيا البرق حل مشكلات شبكة بتكوين؟

بينما نشهد حاليا تصادم الهيئات التنظيمية والمؤسسات الحكومية مع العملات المشفرة ومنها (البتكوين)، نجد أن التجار والمستثمرون يحاولون مواجهة مشكلات النظام. ونبعت هذه المشكلات من الارتفاع المكوكي في كلا من: شعبية العملة، وقيمتها. ويتدخل حاليا المطورون في محاولة منهم لإضافة طبقة جديدة في سلسة الكتل تُعرف ب "شبكة البرق" (Lightning Network).

وتكنولوجيا البرق هي تكنولوجيا متطورة يُروج بأنها الحل لكافة المشكلات التوسع لشبكة بتكوين؛ فهي تعمل على تخفيض رسوم وزمن اتمام التعاملات النقدية. وأطلق هذه التكنولوجيا كلا من: جوزيف بون، وثاديوس دريجا. وأُصدرت مواصفات برتوكول البرق في ديسمبر 2017. وأشارت تقارير إلى أن شبكة البرق مزودة بنظام معالجة برسوم محدودة جدا يسمى "تكلفة البرق" (Lightning Charge' ). وتساعد هذه التقنية في عمليات تطوير تطبيقات على شبكة البرق، وقامت شركة مقرها سان فرانسيسكو تدعى Blockstream بتطوير، وتشغيل تقنية تكلفة البرق. وبدأ العمل تكلفة البرق في 18 يناير2018، ولو أن الشركة صرحت بأن: "ما تزال شبكة البرق تحت الاختبار."

كيف تعمل هذه التقنية؟

يزودنا موقع الشبكة ببعض المعلومات حول هذه التقنية:

"ونجد أن الرصيد مقسم في فرعين بين طرفي العملية، إذ يحتاج كلا الطرفين أن يوقعا (إذ يلزم أكثر من تصريح لإتمام التعاملات لتوزيع المسؤولية) وتتواجد في "قناة عنوان بتكوين". وتعتبر هذه القناة مدخل إلى سجل الحسابات العامة لبتكوين. وبذلك حتى تتمكن من فتح الرصيد من القناة، يجب أن يتفق كلا الطرفين على رصد الحساب. ويكون الحساب الحالي مخزنا وفقا لآخر تعامل وقعه الطرفين، ويكون الإنفاق من قناة العنوان. ولكي تقوم بعملية دفع وسداد، يجب عندها على الطرفين أن يوقعا على وضع خروج من التعامل الخاص بالإنفاق من قناة الحساب. وبمجرد الخروج من التعامل الجديد، يصبح الخروج المسجل من كافة التعاملات القديمة غير صالح".

ولا تتطلب شبكة البرق تعاونا من الطرف الآخر للخروج من القناة. ويمتلك كل طرف على حدى خيار الخروج من القناة، وقطع الصلات. ويمكن لأي طرف أن يرسل مدفوعات لطرف آخر على الشبكة، وذلك لأن جميع الأفراد على الشبكة متمتعة بقنوات توقيع متعددة متنوعة، مع أطراف أخرى على نفس الشبكة.

نشهد حالة من البقاء للأقوى في هذا القرار:

وأدلى مجموعة من الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي بانطباعاتهم عن تجربتهم مع شبكة البرق . وتخبرنا CoinTelegraph بأن أولى التعاملات تمت على شبكة البرق.

ويقول أحد مستخدمي Reddit أنه اشترى راوتر VPN من قناة دفع تزودها TorGuard، وكتب أحد مزودي خدمة VPN، وخدمات البروكسي على تويتر أنه يرحب بشبكة البرق.

وعبر المطور مايك لاندو على تويتر عن أنه متحمس للتمتع بعمليات التداول السريعة:

هذا وكتب راين رادولف أحد مؤسسي، ومدير CoinShares، والأب الروحي للمزود XBT أول شركة تطلق بتكوين إتن، كتب على تويتر:

ويشرح رادولف أن شبكة البرق مصممة للتزويد بعمليات دفع وسداد سريعة وزهيدة لبتكوين. وأضاف بأن من الممتع أن يكون هذا التطور لشبكة البتكوين وليس للعملة، كما أن العديد من البرتوكولات شرعت في تطوير طبقات جديدة، تتيح استخدمات وميزات مختلفة، تساهم كافتها في تطوير يتجاوز عمليات الدفع والسداد، فيقول:

"هذا يناظر ما ناله الأنترنت من تطور، عندما تم تقديم طبقة جديدة للطلب، وأدوات تفعيل لها مثل (سكايب) لجعل الشبكة العنكبوتية مفيدة للجميع

ومن المبكر جدا أن نصرح بتوقعات تأثير هذه التقنية على السعر. ولكن في حال نجحت شبكة البرق في جذب المستخدمين، بالتالي ستزداد فوائد وخدمات البتكوين. وعليه، فسوف يزداد معدل الطلب على العملة".

ولكن يظل الاحتمال قائما بأن شبكة البرق ليست الحل السحري لكافة مشكلات توسع شبكة بتكوين. فتقدم هذه التكنولوجيا حل جزئي لمشكلات شبكة البتكوين، كما أكد سام بروكس، أحد القائمين على سلسة الكتل Havven، وهي شبكة دفع وسداد غير مركزية. وعلى جانب آخر، نرى أنه عندما تؤتي التكنولوجيا الجديدة ثمارها، يمكن عندها للمستثمرين أن يتوقعوا ارتفاع للبتكوين، حتى وإن كان ارتفاع قصير الأمد:

بينما نجد أن قنوات شبكة البرق هي من السبيل الأمثل لزيادة توسع الشبكة، وبالتأكيد سوف تحسن من وضع عمليات التبادل، من خلال قدرتها الإنتاجية في بعض الحالات. وتقدم هذه التكنولوجيا حلا جزئيا لتحديات التوسع التي تواجه شبكة بتكوين. وبالرغم من ذلك، فأي تصريح إيجابي حول بتكوين، يحتمل أن يؤدي لارتفاع السعر لفترة قصير."

تذكّر رؤية ساتوشي...

نحن نشير هنا إلى البيان الذي أصدره مصمم البتكوين (يعتقد البعض أن ورائها مجموعة من المصممين، ولكن على أي)، المعروف فقط باسمه ساتوشي ناكاموتو. الدكتور جيانغاغ وو، رئيس قسم التطوير لمؤسسة FUSION ، وهي شبكة سلسة كتل عامة تعمل على تطوير تقنية يدعونها "المنصة الاقتصادية للعملات المشفرة"، يذكرنا وو برؤية ساتوشي، ويصف لنا تكنولوجيا البرق بأنها تكنولوجيا موصلة، فيقول:

"إذا رغبنا في تحسين كفاءة البتكوين، وتحقيق الرؤية المثالية لساتوشي ناكاموتو الدائرة حول "نظام تعاملات نقدية إلكترونية بين نظيرين"، أو أردنا تحسين قابلية التشغيل البيني لسلسة الكتل، نجد أن الطريق يقودنا إلى الحل المبتكر شبكة البرق، هذه الشبكة التي تستخدم القنوات لتمكين عمليات تبال مدفوعات صغيرة كميا. تحاول تلك التفرعات توطيد النظام البيئي للبتكوين، عن طريق تجريب تكنولوجيات مختلفة، وتحاول تكنولوجيات السلسة الفرعية تحقيق عمليات التداول النووية، أو توصيل سلسلتي كتل".

ويعتقد وو أن هذه المحاولات عظيمة. ويستخلص أن "تكنولوجيا السلسلة الجانبية" تتطور تطورا سريعا. وفي الواقع، نلحظ ذلك بوضوح في تقدم عالم العملات المشفرة بسرعة البرق.

على الرغم من أن التطورات التي طالت شبكة سلسلة الكتل الأساسية تعد انتصارا للعملات المشفرة، إلا أن تكنولوجيا شبكة البرق ما تزال في مرحلة التقديم للسوق. فما زالت فاعليتها غير مثبتة في الأسواق الضخمة. ولكنها ما زالت تدلل لنا على قوة عزيمة القائمين على العملة المشفرة، والتزامهم بالسعي المستمر لتحسين هذه الأصول، وبشكل خاص نجدهم يعملون على تدعيم بتكوين بقدرات جديدة، دون إلقاء بال للشكوك حول مدة حياتها.