يعلن الفيدرالي الأمريكي عن قرارات الفائدة غدًا في الساعة 7:00م بتوقيت جرينتش، ومن المتوقع أن يتم خفض الفائدة من 2.50% إلى 2.25%
رسم بياني يوضح احتمالات خفض الفائدة غدًا، تبلغ احتمالات خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس 73.9% بينما تبلغ احتمالية خفضها بمقدار 50 نقطة أساس 26.1%.
ولكن بالرغم من توقعات خفض الفائدة إلا أن الدولار الأمرييكي واصل تعزيز مكاسبه، وذلك للأسباب التالية:
النمو الاقتصادي
بالرغم من اتجاه الفيدرالي لخفض الفائدة لتخفيف الضغوط الناجمة عن تباطؤ النمو العالمي واتجاه البنوك المركزية العالمية لتسهيل السياسة النقدية، إلا أن معدل النمو الاقتصادي القوي الذي وصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الخزانة منوتتشن بأنه الأقوى في عدة سنوات، بالنظر إلى بيانات الربع الثاني من العام حينما سجل الاقتصاد نموًا بنسبة 2.1% نلاحظ بأن معدل إنفاق المستهلكين ارتفع بنسبة 4.3% خلال الربع الثاني على أساس سنوي مقابل 1.1% خلال الربع الأول، بالرغم من تباطؤ النمو الاقتصادي بسبب الصراع التجاري لكن معدل النمو بشكل عام لا يزال ضمن النطاق المقبول كما هو موضح على الرسم البياني.
يلاحظ أيضًا أن مرحلة الانتعاش الاقتصادي امتدت حتى الآن لـ 11 عام منذ الأزمة المالية العالمية وهي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة،
التضخم
ضعف معدلات التضخم سبب كافي لإعطاء الفيدرالي الأمريكي مساحة لخفض الفائدة، لكن بالرغم من ضعفها إلا أنها لن غير مستقرة عند مستويات منخفضة جدًا ولهذا وتيرة خفض الفائدة لن تكون سريعة خلال الشهور المقبلة.
رسم بياني يوضح تباطؤ معدل ارتفاع التضخم منذ يوليو 2018
الاتجاه السياسي
بالرغم من استقلالية الفيدرالي الأمريكي لكننا اعتدنا أن نسمع تصريحات من دونالد ترامب يدعوا فيها الفيدرالي لخفض الفائدة، وذلك لأنه يرى أن تغيير العلاقات التجارية مع دول وعلى رأسهم الصين جعلت البنوك المركزية تقدم تسهيلات تحفز فيها النمو الاقتصادي بداية من بنك الصين الشعبي والبنك الاحتياطي الاسترالي والنيوزلندي وننتظر المركزي الأوروبي في سبتمبر.
وبالنظر أيضًا إلى بيانات النمو الأمريكية خلال الربع الثاني سنلاحظ تراجع معدل إنفاق الأعمال والاستثمارات غير السكنية بنسبة 0.6% وكان أغلب النمو مدعوم بإنفاق المستهلكين، الأمر الذي يلقي الضوء على الآثار السلبية للصراع التجاري على الثقة ومعدل إنفاق الأعمال.
الأسهم ومنحنى العائد
سجلت أسواق الأسهم مستويات قياسية بينما اقترب منحنى العائد من التسطح كإشارة لاقتراب الاقتصاد الأمريكي من الركود وهو ما قد يجعل الفيدرالي يلمح بأن خفض الفائدة غدًا قد يتبعه خفض آخر ولكن ليس بوتيرة سريعة.
المؤتمر الصحفي
ستكون تصريحات جيروم باول محافظ الفيدرالي الأمريكي هامة جدًا، فهي التي ستوضح توجهات الفيدرالي الأمريكي، وبالرغم من أن قرار الخفض سيكون بمثابة قرار وقائي من المخاطر المحتملة على الاقتصاد الأمريكي إلا أن ترك الباب مفتوحًا أمام المزيد من الخفض سيكون سلبي للدولار، وكما تم الإشارة سابقًا فإن وتيرة الخفض قد لا تتخطى الـ 75 نقطة أساس خلال الشهور المقبلة وستكون الإشارة إلى اعتماد الفيدرالي على البيانات الاقتصادية أقل سلبًا على الأسواق من تحديد وتيرة معينة للخفض.
الجانب الفني كسر مؤشر الدولار الأمريكي خط العنق لنموذج الرأس والكتفين يدعم المزيد من الارتفاع إلى المستوى 98.40، وتظل النظرة الشرائية قائمة ما لم يغلق مؤشر الدولار أسفل المستوى 97.00.