كيتو، 6 أبريل/نيسان (إفي): في خطوة تنذر بمزيد من توتر العلاقات بين الولايات المتحدة ودول أمريكا اللاتينية، أعلن مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون أمريكا اللاتينية أرتورو فالنزويلا أثناء تواجده في كيتو أن بلاده تتفاوض مع البرازيل بخصوص اتفاقية عسكرية-أمنية "لم يتم تحديد ملامحها بعد"، مبرزا أن هذا الأمر يأتي في اطار "السياسة الاعتيادية" للولايات المتحدة.
وصرح فالنزويلا للصحفيين "الولايات المتحدة تتفاوض مع البرازيل بخصوص اتفاقية عسكرية-أمنية في اطار السياسة الاعتيادية لواشنطن التي تسعى دائما لوضع أطر متعددة للاتفاقيات".
وتجنب المسئول الأمريكي التعليق على اذا ما كانت هذه الاجراءات ستؤدي لمشكلات جديدة بين اعضاء اتحاد دول أمريكا الجنوبية (اوناسور)، الذي رفض توقيع واشنطن مع بوجوتا العام الماضي على اتفاقية تتيح استخدام الولايات المتحدة لسبع قواعد في الأراضي الكولومبية.
واقتصر تعليق نائب وزيرة الخارجية على أن بلاده شرحت "جيدا" في هذه اللحظة "نواياها بخصوص التعاون الأمريكي الكولومبي"، معتبرا أن التفسيرات التي أعطاها "تم قبولها من قبل دول المنطقة".
وقال فالنزويلا "أرغب في التأكيد على ضرورة أن يتفهم العالم بأكمله أنها مجرد اتفاقية ثنائية بين الولايات المتحدة وكولومبيا، دون أي محاولة للتعدي على أراضي الغير".
وتأتي تصريحات المسئول الأمريكي في اطار جولته اللاتينية بدول الإنديز والتي بدأها بالاكوادور وستقوده لكل من كولومبيا وبيرو.
ووصل فالنزويلا الاثنين إلى العاصمة كيتو، حيث حضر منذ وصوله بعض اللقاءات الأكاديمية والاجتماعات الخاصة، ومن المقرر أن يلتقي غدا برئيس الإكوادور رفائيل كوريا ووزير الخارجية ريكاردو باتينيو.
وسيناقش الطرفان خلال اللقاء، وفقا لما أكدته الخارجية الإكوادورية، بعض الموضوعات الثنائية المتعلقة بالتعاون والهجرة والأمن، فضلا عن امكانية طرح أجندة للحوار بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما وزعماء (اوناسور) بخصوص سياسة واشنطن العسكرية في أمريكا اللاتينية.
وأبرز مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية أثناء الخطاب الذي ألقاه في مؤتمر عقد بكلية العلوم الاجتماعية امام جمع من رجال السياسة والجيش والدبلوماسيين والأكاديميين أهم اعمدة السياسة الأمريكية تجاه المنطقة وهي تدعيم التنافسية وتطوير الأمن العام واستخدام الطاقات النظيفة، فضلا عن تقوية الحكم الرشيد.
وقال فالنزويلا أن الفارق الأكبر مع سياسة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، هو أن أوباما يسعى "للتعددية في الساحة الدولية مرتكزا على تدعيم المؤسسات التي تعود بالنفع على الشعب".
وأكد المسئول أن السياسة الحالية مع أمريكا اللاتينية تسعى "للتواصل النافع القائم على أساس الاحترام والصراحة، وتفهم الماضي وبناء المستقبل الأفضل، في اشارة إلى الكلمات التي سبق وألقاها أوباما في قمة الأمريكتين بترينداد وتوباجو منذ حوالي عام.
ويرى نائب وزير الخارجية أن تدعيم العلاقات سيأتي عن طريق منظمة الدول الأمريكية، ولكنه أعرب في نفس الوقت عن ثقته في أن واشنطن لن تبخل في جهود تطوير وبناء هيئات أخرى مثل (أوناسور) و(ميركوسور).
وعن الأزمة التي تحياها هندوراس، أفاد المسئول الأمريكي بأن الانتخابات التي شهدتها البلاد في نوفمبر/تشرين ثان الماضي كان لا بد من حدوثها، لأنها "جزء من حل الأزمة".
ويشار إلى أن الاتفاقية التي أبرمتها الولايات المتحدة مع كولومبيا قد واجهت معارضة شديدة من جانب العديد من زعماء أمريكا اللاتينية، وفي مقدمتهم الفنزويلي هوجو شافيز، والبوليفي إيفو موراليس، اللذين اعتبراها تهديدا لأمن القارة واستقرار دولها.
وكانت الإكوادور قد رفضت تجديد الاتفاقية التي كانت موقعة بينها وبين الولايات المتحدة بخصوص استخدام قاعدة مانتا العسكرية القائمة على أراضيها.
وتقول واشنطن إن هدفها من تمركز جنودها في قواعد بدول لاتينية يتركز في مكافحة المخدرات. (إفي)