لندن، 11 مايو/أيار (إفي): في تطورات متلاحقة على الساحة السياسية البريطانية قبلت الملكة إليزابيث الثانية مساء اليوم الاستقالة التي تقدم بها زعيم حزب العمال البريطاني جوردن براون، من منصبه كرئيس للوزراء، لتكلف جلالتها زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون بتشكيل حكومة ائتلافية مع حزب الأحرار الديمقراطيين بزعامة نيك كليج بعد توصلهما إلى اتفاق حول تقاسم السلطة.
وأشار كاميرون عقب وصوله إلى 10 داوننج ستريت المقر الرسمي لرئاسة الوزراء، إلى التحديات الضخمة التي تواجه البلاد في الوقت الراهن، وعلى رأسها استعادة الثقة في النظام السياسي.
وأوضح أول رئيس وزراء يصل لهذا المنصب في عمر 43 عاما منذ القرن التاسع عشر، أن المحافظين والأحرار الديمقراطيين، سعيا منهما لتحقيق هذا الهدف وللتوصل لحكومة قوية ومستقرة، تمكنوا من تجاوز ختلافاتهما. وتعتبر هذه الحكومة الائتلافية الأولى من نوعها منذ سبعينيات القرن الماضي.
كما أشاد كاميرون بالجهد الذي بذله سلفه العمالي جوردون براون، الذي تولى المسئولية في فترة صعبة، معربا عن تقديره للجهود التي بذلها في خدمة الأمة.
وكانت الملكة إليزابيث قد استقبلت كاميرون مساء اليوم في قصر باكينجهام وكلفته بتشكيل الحكومة الجديدة عقب استقالة جوردون براون من منصبه، الذي وضع قراره نهاية لثلاث سنوات من عمر حكومته التي بدأت مع استقالة سلفه توني بلير، كما يضع حدا لسيطرة العمال طوال 13 عاما على السلطة.
وقال براون في نص خطاب الاستقالة: "كما تعلمون، فإن الانتخابات العامة لم تمكن أي حزب من الحصول على الأغلبية في البرلمان، وقد تعهدت من قبل بأن أعمل على أن تتشكل حكومة قوية مستقرة قائمة على أسس وقادرة على التعامل مع التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه بريطانيا".
وأضاف: "ويحتم واجبي الدستوري أن أضمن تشكيل حكومة عقب الانتخابات التي أجريت الخميس الماضي"، مشيرا إلى أنه أوصى بتكليف زعيم المعارضة ديفيد كاميرون بتشكيل الحكومة، متمنيا له التوفيق في منصبه الجديد في جميع مهامه وقراراته المستقبلية.
واستطرد: "فقط هؤلاء الذين تولوا منصب رئيس الوزراء يدركون ثقل المهمة والمسئوليات التي تقع على عاتقهم من أجل اتخاذ قرار صائب".
وهكذا وضع ائتلاف المحافظين والأحرار نهاية لسيطرة العمال طوال 13 عاما على السلطة في بريطانيا.
وتم الإعلان في وقت سابق اليوم عن فشل المفاوضات بين العمال والأحرار الديمقراطيين، فيما كان المفاوضون من حزبي المحافظين يجتمعون مع الأحرار في العاصمة لندن لبحث تشكيل أغلبية برلمانية كافية لتكوين حكومة بعد الانتخابات التي أجريت الخميس الماضي.
يشار إلى أن المحافظين حصلوا على 306 مقاعد في الانتخابات الأخيرة وهو الرقم الأقل من 326 مقعدا اللازمة للفوز بالأغلبية وتشكيل الحكومة، بينما حصل حزب العمال بقيادة جوردون براون على 258 مقعدا.
وعلى الرغم من كون الديمقراطيين الأحرار الحزب الثالث في عدد الأصوات، بفارق كبير عن الحزبين الآخرين، فان عدم حصول المحافظين على الأغلبية المطلقة لمقاعد البرلمان في الانتخابات أعطى لهم الفرصة للمشاركة في الحكومة المقبلة.(إفي)