فيينا، 31 مايو/آيار (إفي): أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم عن قلقها إزاء التوسعات العسكرية في البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل، رغم اعترافها أن التعاون التقني من جانب طهران شهد تحسنا في بعض الجوانب مع الوكالة التابعة للأمم المتحدة.
وأبرزت الوكالة في تقرير صادر في فيينا أنها "قلقة بشأن احتمال وجود أنشطة نووية غير معلنة، في الماضي أو الحاضر، متورطة فيها منظمات عسكرية، تتضمن أنشطة مرتبطة بتطوير قدرات في مجال التسلح النووي من أنشطتها النووية الحالية.
وحسب إحصاء الوكالة، فقد قامت إيران بتخصيب إجمالي ألفي و427 كجم من اليورانيوم بنسبة أقل من 5%، أي بزيادة 620 كجم من نصف عام مضى.
وفي التقرير، أكد المدير العام للوكالة الدولية يوكيا أمانو، أن إيران مازالت تواصل من جانب آخر انتهاكها لجميع القرارات الصادرة من مجلس الأمن الدولي ومجلس محافظي الوكالة.
وجاء في التقرير أنه فيما يتعلق بقرار تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% المثير للجدل، فقد سمحت إيران بنظام صارم للتفتيش من قبل الوكالة الدولية، يتضمن زيارات مفاجئة.
وأعلنت طهران عن تخصيب يورانيوم بنسب أعلى في فبراير/شباط الماضي، والذي يهدف إلى إنتاج المواد اللازمة لإنتاج وقود نووي قادر على تشغيل مفاعل الأبحاث العلمي.
وكان خبراء الوكالة الدولية قد انتقدوا إيران في بادئ الأمر لأنها لم تعطهم الوقت الكافي لوضع وسائل المراقبة اللازمة في ذلك المفاعل، الواقع في منطقة ناتانز وسط البلاد.
ووافق الإيرانيون على نظام معقد من عمليات التفتيش، وهو ما اعتبره دبلوماسي مقرب من الوكالة في فيينا "بالمرضية" للوكالة.
وينص الاتفاق على إجراء عمليات التفتيش مرتين في الشهر دون إبلاغ مسبق، إضافة إلى القيام بالزيارات الأخرى العادية، والتي تصل لمرة واحدة كل أسبوع.
وحتى الآن، فان الإيرانيين قاموا بتخصيب 5.7 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 19.7%.
ويعتقد الخبراء أنه من خلال تخصيب إيران لليورانيوم إلى تلك المستويات، فإن علماء طهران يتقدمون في معرفتهم حول كيفية القيام بعملية تنقية لليورانيوم تصل إلى 90%، اللازمة لصنع قنابل ذرية.
ورغم هذه الانفراجة، فقد حث أمانو إيران على التعاون في مجالات أخرى "لازمة لكي تتأكد الوكالة من أن جميع المنشآت النووية في إيران تقوم بأنشطة سلمية".
وكانت جهود الوساطة التي بذلها دا سيلفا ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد نجحت يوم 17 من الشهر الجاري في إقناع إيران بالتوقيع على اتفاقية تقوم بموجبها بتسليم 1200 كجم من اليورانيوم منخفض التخصيب إلى تركيا مقابل الحصول على 120 كجم من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، على أن تتعهد أنقرة بأنه في حالة عدم تسلم إيران اليورانيوم المخصب، بإعادة اليورانيوم الإيراني المخزن لديها.
وكان المقترح الأول، الذي بدء في أكتوبر/تشرين أول 2009 من قبل سلف أمانو، المصري محمد البرادعي، تمثل في أن هذه الكمية من اليورانيوم (1200 كجم) المخصب بنسبة نقاء أقل من 5%، يمثل 75% من الكمية التي تمتلكها إيران في ذلك الوقت.
ويأتي تقرير الوكالة قبل أسبوع من اجتماع مجلس محافظي الوكالة في فيينا ووسط مفاوضات مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة حول عقوبات جديدة ضد الجمهورية الإسلامية.(إفي)