واشنطن، 4 يناير/كانون ثان (إفي): يعود الرئيس الامريكي باراك أوباما اليوم إلى واشنطن، عقب عطلة قضاها في هاواي، بأجندة حافلة للعام الجديد، تشمل اعادة هيكلة حكومته، والتأقلم على الحضور الأكبر للجمهوريين في الكونجرس.
فبعد عشرة ايام من الراحة في هاواي، مسقط رأسه، يستعيد أوباما نشاطه منذ اللحظة الاولى لعودته، باجراء اجتماع مع وزير الدفاع روبرت جيبس.
وسيبحث الاربعاء كيفية السيطرة على الكونجرس الجديد، بعد انتزاع الجمهوريين الاغلبية في مجلس النواب، واعلانهم انهم سيقومون بالغاء بعض الانجازات التشريعية الكبرى التي احرزها الرئيس خلال الدورة الماضية، كالاصلاح الصحي، بمجرد سيطرتهم عليه.
وكان أوباما قد وعد انه سيعمل هذا العام على مد الجسور نحو المعارضة، وهو "التكتيك" الذي ساعده خلال الاسابيع الاخيرة من 2010 على انجاز بعض الخطوات الهامة، كاقرار معاهدة (ستارت) الجديدة للحد من الاسلحة الاستراتيجية مع روسيا.
ومن بين المجالات التي يأمل البيت الابيض التعاون فيها مع الجمهورين يبرز التعليم، حيث ينبغي مد اجل قانون "لا طفل يتخلف عن التعليم"، الذي تمت المصادقة عليه في عهد الرئيس السابق جورج بوس
كما انه قد يستغل الاغلبية الجمهورية للمضي قدما في اتفاقيتين للتجارة الحرة مع كولومبيا وبنما، عالقتين في الكونجرس بسبب المعارضة الديمقراطية.
إلا ان الاجندة التشريعية لأوباما يمكن ان تتعارض مع الجمهوريين في قضايا مثل اصلاح قوانين الهجرة، وبالاخص مشروع "دريم أكت" أو (قانون الحلم)،الذي يهدف لتقنين إقامة الطلاب غير الحاملين لوثائق رسمية بشكل دائم في البلاد، والذي وعد الرئيس بمواصلة دفعه خلال هذا العام، بعد الفشل في اقراره الشهر الماضي.
وينتظر ان تدور اشد المعارك خلال المداولات المتعلقة بإجراءات الحد من عجز الميزانية، اذ ان أوباما يرغب في تقليله بقدر نحو 1.5 تريليون دولار انطلاقا من اعتقاده بان اتخاذ اجراءات جذرية في الوقت الراهن يمكن ان يعرض بوادر التعافي للخطر، في حين يؤكد الجمهوريون انهم سيلجأون لتدابير صارمة للحد من العجز على الفور.
ومن جانب آخر، وخلال الوقت الذي سيبحث فيه أوباما والجمهوريوين صيغة للتعاون او لشن الحرب، ستزخر اجندة الرئيس بالكثير من القضايا الاخرى خلال الاسابيع المقبلة.
فالرئيس الامريكي سيستقبل في البيت الابيض نظيريه الفرنسي نيكولا ساركوزي الاسبوع المقبل، والصيني هو جينتاو في غضون 15 يوما، وسيبحث مع الاخير حزمة من القضايا المتنوعة، بدءا من صادرات المعادن النادرة وحتى حقوق الانسان، مرورا بالوضع كوريا الشمالية وسعر صرف اليوان.
وقد بدأ أوباما في الاعداد لخطاب "حالة الاتحاد"، الذي سيدلي به أواخر يناير/كانون ثان لجاري امام اعضاء مجلسي الكونجرس، حيث سيعرض الاولويات التشريعية لهذا العام، ويتعين عليه ان يقدم منتصف فبراير/شباط المقبل اقتراحه للميزانية الفيدرالية.
كذلك يعد الرئيس الامريكي لاجراء اعادة هيكلة لحكومته، يبدأها هذاالاسبوع او مطلع الاسبوع المقبل، حيث ينتظر ان يعيين رئيسا جديدا لمجلس المستشارين الاقتصاديين، وهو منصب شاغر منذ استقالة لاري سامرز عنه في ديسمبر/كانون اول الماضي.
ومن بين المرشحين لهذا المنصب يبرز الاقتصادي روجر ألتمان، ورئيس جامعة ييل ريتشارد ليفين ومسئول وزارة الخزانة جين سبيرلنج.
وتتكهن وسائل الاعلام بقيام اوباما خلال الاسابيع المقبلة بتعيين وزير التجارة السابق وليام ديلي كرئيس للحكومة، خلفا لبيتر روز، الذي يشغل المنصب بشكل مؤقت حاليا.
كما ينتظر ان يعود المستشار السياسي الحالي لاوباما ديفيد اكسلفورد خلال الشهر الجاري الى شيكاغو لبدء الاعداد للحملة الانتخابية لعام 2012 ، وسيحل محله ديفيد بلوف ، مخطط حملة 2008.
وتمتد التغييرات المتوقعة إلى المتحدث باسم البيت الابيض روبرت جيبس، ووزير الدفاع روبرت جيتس الذي اعلن انه سيغادر منصبه هذا العام.(إفي)