من مير واعظ هاروني
كابول (رويترز) - أعلن تنظيم الدولة الإسلامية يوم الاثنين مسؤوليته عن هجوم على السفارة العراقية في العاصمة الأفغانية كابول بدأ بتفجير انتحاري عند البوابة الرئيسية مما سمح للمسلحين بدخول المبنى والاشتباك مع قوات الأمن.
ورغم عدم التأكد بوجود روابط مباشرة في التخطيط بين الدولة الإسلامية في أفغانستان والكيان الرئيسي للتنظيم في العراق وسوريا فإن الهجوم الذي يأتي بعد ثلاثة أسابيع من طرد الدولة الإسلامية من الموصل يبرز المخاوف من امتداد القتال في الشرق الأوسط إلى أفغانستان.
وتصدت قوات الأمن الأفغانية لثلاثة مسلحين لساعات قبل أن تعلن وزارة الداخلية عصرا أن الهجوم الذي وقع في المنطقة التجارية المزدحمة عادة بالعاصمة انتهى.
وقال سيد بصير عضو وحدة القوات الخاصة التي تعاملت مع الحادث "انتهى الهجوم" موضحا أن المهاجمين الأربعة قتلوا بينما أصيب اثنان من وحدته بجروح طفيفة.
وتعرض مبنى السفارة لأضرار وكساه السواد نتيجة الدخان وألسنة اللهب لكن بخلاف ذلك كان تأثير الهجوم محدودا نسبيا مقارنة بهجمات أخرى وقعت مؤخرا في العاصمة الأفغانية.
وقال نجيب دانيش المتحدث باسم وزارة الداخلية إن اثنين من الموظفين الأفغان بالسفارة قتلا بينما لم يصب أي عراقي بسوء.
وقال بيان منفصل من وزارة الخارجية العراقية إنه جرى إنقاذ دبلوماسي عراقي بينما قال مستشفى قريب تديره مجموعة (إيمرجنسي) الإيطالية للإغاثة إنه استقبل مصابين اثنين.
وأعلنت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية إن مهاجمين اثنين بحوزتهما بنادق آلية وقذائف يدوية ويرتديان أحزمة ناسفة فجرا البوابة وإن مقاتلين اقتحما مبنى السفارة.
وأضافت أعماق أن أكثر من 27 حارسا قتلوا وهو عدد أعلى بكثير مما أعلنته السلطات الأفغانية.
ويأتي الهجوم بعد أسبوع من مقتل 35 شخصا على الأقل في هجوم نفذته حركة طالبان واستهدف موظفين حكوميين في كابول مما يسلط الضوء على الوضع الأمني الخطير في أفغانستان في الوقت الذي تدرس فيه الإدارة الأمريكية تعديل سياستها في المنطقة.
ونفذ التنظيم سلسلة من الهجمات الكبيرة في كابول واستهدف على الأخص أفرادا من قومية الهزارة الشيعية مما أجج المخاوف من أن يكون ذلك امتدادا للقتال في سوريا والعراق.
وأدان أكبر قائد أمريكي في أفغانستان الجنرال جون نيكولسن الهجوم. وقال نيكولسن في بيان "إن داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) في خراسان يسعى فقط إلى تدمير مستقبل سلمي للشعب الأفغاني. لقد فشلوا في هذا الهجوم وسيهزمون".
ويقول قادة أمريكيون إن التنظيم تعرض لقصف شرس بطائرات بلا طيار وعمليات مشتركة للقوات الأفغانية والأمريكية الخاصة مما أسفر عن مقتل مئات من المقاتلين والقادة.
إلا أن مسؤولي الأمن الأفغان يقولون إن التنظيم ينشط في نحو تسعة أقاليم من ننكرهار وكونار في الشرق إلى بدخشان وجوزجان وفارياب في الشمال وبادغيس وغور في الغرب.
وتعارض حركة طالبان تنظيم الدولة الإسلامية. وتقاتل طالبان من أجل فرض تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية بعد 16 عاما من الإطاحة بها من الحكم في حملة قادتها الولايات المتحدة عام 2001.
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)