أبيدجان، أول أبريل/نيسان (إفي): تواصلت اليوم الهجمات التي شنتها القوات الجمهورية الإيفوارية الموالية لرئيس البلاد المنتخب الحسن واتارا الليلة الماضية على مدينة أبيدجان، والتي تخللها قصف القصر الرئاسي، مقر إقامة الرئيس المنتهية ولايته لوران جباجبو.
ورغم انخفاض شدتها مقارنة بالليلة الماضية، إلا ان المعارك لا تزال متواصلة في أبيدجان، العاصمة الاقتصادية للبلاد، فيما ظهر كآخر بادرة مقاومة من الجنود القلائل والمليشيات الموالية لجباجبو، عقب استسلام الجيش وقوات الشرطة والدرك.
وكانت الهجمات على أبيدجان قد بدأت بعدما رفض جباجبو آخر انذار وجهته له حكومة وتارا كي يستسلم هو واتباعه قبل الساعة 19:00 ت ج من مساء الخميس.
وسمع دوي إطلاق رصاص من اسلحة ثقيلة الليلة الماضية في ثلاثة مواقع، هي مبنى التليفزيون الحكومي والمقر الرسمي لجباجبو والقصر الرئاسي.
وسرعان ما وقع مبنى التليفزيون الحكومي بشكل سريع في قبضة القوات الجمهورية الايفوارية، وتوقف عن البث قبيل الساعة 23:00 ت ج من ليل الخميس، إلا ان الوضع كان مختلفا عند المقر الرسمي والقصر الرئاسي، حيث قاتلت القوات الموالية لجباجبو بمقاومة شديدة.
ومن بين معاقل المقاومة الاخرى يبرز أجبان، أكبر ثكنة عسكرية في البلد الافريقي، حيث احتمى بعض ضباط الشرطة، بينهم اثنين من قيادي قوات الدفاع والأمن، المقربين من جباجبو وزوجته.
وليس معلوما في الوقت الراهن مكان جباجبو، الذي طالبه الاتحاد الافريقي مجددا بتسليم السلطة لوتارا بشكل فوري حقنا للدماء.
إلا ان محللين يعتقدون انه موجود في أجبان، لوجود القياديين العسكريين به، ولكونه مكانا بعيدا عن الانظار منذ بدء الهجوم.
وكانت القوات الجمهورية قد احتلت خلال الأيام الماضية العاصمة ياموسوركو وميناء سان بدرو، الثاني في البلاد، كما أعلن وتارا الخميس فرض حظر التجوال اعتبارا من اليوم حتى الأحد ما بين الساعة 21.00 و06.00 ت.م في ابيدجان.
وتمر كوت ديفوار بأزمة سياسية طاحنة وموجة من العنف منذ رفض جباجبو تسليم السلطة لوتارا، الفائز في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية التي أجريت في 28 نوفمبر/تشرين ثان الماضي، والمعترف به من جانب المجتمع الدولي كرئيس للبلاد.
وكان المجلس الدستوري في كوت ديفوار، والذي يسيطر عليه أنصار جباجبو، قد ألغى نتائج هذه الانتخابات في سبع مقاطعات شمال البلاد حيث تتزايد شعبية وتارا، لتغير النتائج لصالح الاول الذي نصب نفسه رئيسا للبلاد لفترة رئاسية جديدة.(إفي)