قررت مملكة البحرين منذ زمن بعيد على استغلال موقعها الجغرافي الاستراتيجي للارتقاء بمستوى معيشة مواطنيها وترسيخ قاعدة ريادتها كمركز إقليمي للعمل المصرفي بشقيه التقليدي والإسلامي والتجارة البينية، مع الحفاظ على معدلات نمو اقتصادي قوية تبقي المملكة محصنة من أية تقلبات اقليمية او عالمية التأثير.
فقد أكد تقريران صادران عن مؤتمرات يورومني أن القطاع المالي في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي مستمر في تحقيق نمو على الرغم من الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد العالمي. وكشفت الدراسة الاحصائية عن المراكز المالية الخليجية والتي أجرتها مؤتمرات يورومني وجود ارتفاع في عدد المؤسسات المالية الخاضعة للنظم في كل المراكز الرئيسية بالمنطقة (المركز المالي بالبحرين وقطر ومركز دبي المالي العالمي)، وذلك خلال العام الفائت 2011.
وأوضحت الدراسة أن البحرين ما تزال في المقدمة من حيث عدد المؤسسات المالية الذي بلغ 412 مؤسسة مالية بنهاية عام 2011 (ارتفع العدد إلى 415 بنهاية فبراير 2012)، إضافة إلى أن البحرين توظف كذلك أكبر عدد من الأفراد في قطاع الخدمات المالية.
وقال محافظ مصرف البحرين المركزي رشيد محمد المعرج في افتتاح مؤتمر الخدمات المصرفية الخاصة في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، «يفخر مصرف البحرين المركزي بتاريخ تنظيمي مشرف، حيث تم تطوير أطر العمل بالمصرف على مدى سنوات، الأمر الذي مكن المصرف من خدمة شركائنا كما ينبغي في الأوقات العصيبة، سواء أكان ذلك محلياً أو إقليمياً أو عالمياً. ويعمل مصرف البحرين المركزي على قيادة وتوجيه الجهات المرخص لها، كما يقدم للمستثمرين فهماً متكاملاً للطريقة التي يتوقع المصرف أن تتبعها البنوك والمؤسسات المالية للاضطلاع بمسئولياتها».
وأضاف «ستتركز نشاطاتنا ابتداءً من عام 2012 على خمس مبادرات رئيسية، وهذه المبادرات هي تطبيق معايير تنقيح كفاية رأس المال، والمتطلبات الجديدة للسيولة واستمرار تحسين إطار الحوكمة، بما في ذلك سياسة المكافآت، وتطبيق معايير مجلس الخدمات المالية الإسلامية والتحسين التنظيمي المطلوب للأسواق المالية».
ويقود المركز المالي في قطر النمو هناك، بينما يستمر مركز دبي المالي العالمي في تقديم أداء قوي من حيث النمو. وتتميز دبي كذلك بقوتها من ناحية خدمات الدعم ومنافذ البيع وذلك في المركز المالي للمدينة. ومن ناحية الأصول، تحتل الإمارات العربية المتحدة مركز الريادة – وعلى الرغم من ذلك فإن الأصول الأجنبية في القطاع المصرفي بالبحرين تصل إلى أكثر من ضعف مثيلتها في الإمارات العربية المتحدة وأكثر من خمسة أضعاف مثيلتها في قطر، الأمر الذي يؤكد على مكانتها كمركز بالغ الأهمية بالمنطقة.
www.nuqudy.com/نقودي.كوم