عمرو فهمي.
القاهرة، 30 مايو/أيار (إفي): بعد هدوء دام عدة أشهر، تشتعل الملاعب الأفريقية من جديد مع بدء المرحلة الثانية من التصفيات المؤهلة لكأس العالم والتي تواجه في أولى جولاتها الفرق العربية اختبارات متباينة المستوى ينتظر أن تنعكس عليها نتائج كأس الأمم الأخيرة في غينيا الاستوائية والجابون والتي عرفت مفاجآت ثقيلة.
ويستهل المنتخب المصري بطل القارة سبع مرات رحلة البحث عن الظهور المونديالي الثالث والأول منذ عام 1990 بلقاء موزمبيق في الإسكندرية ضمن المجموعة السابعة التي تضم أيضا كلا من غينيا وزيمبابوي.
وللمرة الأولى يبدو "الفراعنة" خارج دائرة الضوء في الإعلام المحلي بسبب الانشغال بالأحداث السياسية سواء انتخابات الرئاسة أو محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك وهو ما قد يستفيد منه نسبيا اللاعبون في الخروج من الضغط النفسي.
ويواجه المدرب الأمريكي بوب برادلي تحديا صعبا في أول اختبار رسمي له مع مصر، إذ يفتقد غالبية اللاعبين حساسية المباريات الرسمية بسبب توقف الدوري المحلي، كما أنه اضطر للعب مباريات ودية خارجية نظرا لتدهور الحالة الأمنية بعد أحداث ملعب بورسعيد في فبراير/شباط الماضي التي راح ضحيتها أكثر من 70 مشجعا وأدت إلى إلغاء الدوري.
وضخ برادلي دماء جديدة في صفوف المنتخب يبدو أنها ستكون حاضرة في التشكيل الأساسي أمام موزمبيق مثل الحارس أحمد الشناوي والمدافع أحمد حجازي والمهاجم محمد صلاح المنتقل مؤخرا إلى بازل السويسري.
وفي المقابل، أبقى برادلي على عناصر خبرة مثل صانع ألعاب الأهلي محمد أبو تريكة ولاعب الوسط المدافع محمد شوقي.
ويأمل المصريون في تحقيق فوز مريح على موزمبيق قبل أسبوع من اللقاء الصعب في الجولة الثانية حين يحلون ضيوفا على غينيا في كوناكري.
أما المنتخب التونسي بقيادة المدرب سامي الطرابلسي، فيبدأ مسيرته بلقاء غينيا الاستوائية في المنستير ضمن المجموعة الثانية التي تضم أيضا سييراليون والرأس الأخضر.
ويعتمد الطرابلسي على قائمة عمادها من اللاعبين المحليين وإن كان يغيب عنها نجم الترجي أسامة الدراجي، شأنه شأن المهاجم الماهر أمين الشرميطي، وكذلك قلب الدفاع كريم حقي الذي أكد المدرب أن ابتعاده عن التشكيل "مؤقت".
وتحوم الشكوك حول قدرة لاعب الوسط يوسف المساكني على المشاركة في لقاء غينيا الاستوائية للإصابة إلا أنه سيكون حاضرا في الجولة الثانية أمام الرأس الأخضر.
أما الجزائر ممثل العرب الوحيد في المونديال الأخير، فتدشن رحلتها من البليدة حيث تستضيف رواندا ضمن المجموعة الثامنة التي تضم أيضا الجارة مالي وبنين.
وتبدو المهمة في متناول محاربي الصحراء بالنظر إلى البداية الواعدة التي حققها الفريق مع المدرب البوسني وحيد خليلوجيتش بالانتصار في جامبيا خلال تصفيات أمم أفريقيا 2013.
ويغيب عن التشكيل الجزائري بعض الأسماء التي صنعت إنجاز التأهل المونديالي الماضي مثل عنتر يحيى وكريم زياني ونذير بلحاج، في ظل اكتشافات جديدة للمواهب المبعثرة في أوروبا.
ويبدو سفيان فاغولي لاعب وسط فالنسيا الإسباني جاهزا كي يكون كلمة السر في تشكيل الجزائر بجانب الظهير الأيسر لميلان الإيطالي جمال مصباح، في حين يظل الحارس الأساسي رايس مبولحي فارضا سطوته على فوزي الشاوشي.
وتدرك الجزائر الحاجة الماسة إلى الفوز في البليدة قبل الاختبار الصعب في ضيافة مالي حتى تحافظ على حظوظها من الضياع مبكرا.
ويواجه المنتخب السوداني الطريق الأصعب إلى الدور التالي بوقوعه في المجموعة الرابعة التي تضم زامبيا بطلة القارة، وكذلك غانا وليسوتو.
ويستهل "صقور الجديان" المسيرة أمام زامبيا في الخرطوم في مباراة يسعون من خلالها لمحو ذكريات الخسارة بثلاثية بيضاء في كأس الأمم الماضية.
ولعل الثقة التي حصل عليها الزامبيون مع المدرب الفرنسي إرفيه رونار تمثل عقبة كأداء في طريق السودان التي سيتمنى جماهيرها مباراة خالية من الأخطاء للحارس المعز محجوب ويقظة أمام المرمى لاستغلال أنصاف الفرص من جانب مهند الطاهر والمدثر الطاهر.
أما المغرب فتخوض بروح جديدة مباراة خارج التوقعات في ضيافة جامبيا ضمن المجموعة الثالثة التي تضم كوت ديفوار وتنزانيا.
ويسعى البلجيكي إريك جيريتس مدرب أسود الأطلسي إلى مصالحة الجماهير بعد الخروج المخيب من الدور الأول لكأس الأمم بتحقيق نتيجة إيجابية تفتح باب الأمل أمام الظهور المونديالي الخامس والأول منذ 1998.
ويظل يونس بلهندة نجم مونبيلييه بطل الدوري الفرنسي معقد الآمال المغربية في ظل ابتعاد مروان الشماخ عن اللعب أساسيا مع فريقه الإنجليزي أرسنال.
ويستضيف المغرب كوت ديفوار خلال الجولة الثانية في مراكش وهي المباراة التي قد تحدد إلى درجة كبيرة مسار صدارة المجموعة.
وتعتبر نقطة الضعف الأبرز للفريق الإيفواري عدم استقرار الطاقم الفني خاصة بعد رحيل المدرب الوطني فرانسوا زاوي وقدوم الفرنسي صبري العموشي خلفا منه قبل انطلاق التصفيات بقليل.
أما ليبيا، فتستهل مسيرتها في المجموعة التاسعة بلقاء مضيفتها توجو بمعنويات مرتفعة بعد العروض الطيبة التي قدمها الفريق خلال كأس الأمم رغم صعوبة التحضيرات بسبب الأوضاع الأمنية.
ولن يتمكن الليبيون من اللعب وسط أنصارهم في الجولة الثانية حين يلتقون بالكاميرون إذ ستقام المباراة في مدينة صفاقس التونسية.
وتضم المجموعة ذاتها منتخب الكونغو الديمقراطية الذي استعان بالمدرب الفرنسي كلود لوروا صاحب الخبرة الواسعة في القارة الأفريقية والذي يحلم بقيادة فريقه للظهور المونديالي الثاني بعد تجربة 1974 المريرة.
وفي بقية المجموعات، تواجه جنوب أفريقيا مهمة سهلة حين تستضيف إثيوبيا في المجموعة الأولى التي تضم أيضا بوتسوانا وأفريقيا الوسطى، في حين تلعب بوركينا فاسو مع الكونغو والنيجر مع الجابون في المجموعة الرابعة.
وتواجه نيجيريا لقاء سهلا نظريا تحت قيادة المدرب الوطني ستيفان كيشي ضد ناميبيا في حين تلعب كينيا مع مالاوي في إطار المجموعة السادسة.
أما المجموعة العاشرة والأخيرة فستشهد استضافة السنغال لليبيريا في داكار في حين تحل أوغندا ضيفة على أنجولا.
ومن المعروف أن أبطال المجموعات يتأهلون تلقائيا إلى الدور الرابع الذي سيشهد مشاركة عشر فرق تقسم إلى خمس مواجهات يلعب طرفا كل منها بنظام الذهاب والعودة ليتأهل الفائز إلى مونديال البرازيل. (إفي)