أبوظبي، أول ديسمبر/كانون أول (إفي): توجه الناخبون الكويتيون صباح اليوم إلى صناديق الاقتراع في خمس دوائر انتخابية لاختيار 50 عضوا لمجلس الأمة (البرلمان) في فصله التشريعي الـ14 وفقا لنظام انتخابي جديد هو نظام الصوت الواحد لمرشح واحد، الذي ترفضه المعارضة الكويتية المتنوعة باعتباره خرقا لدستور البلاد.
وأفادت تقارير محلية بأن مركزا انتخابيا واحدا على الأقل، وهو مركز سلوى الذي يقع على بعد 15 كيلومترا جنوب العاصمة الكويت، شهد إقبال عدد قليل من الناخبين رغم أن عدد المسجلين فيه هو 4600 شخص تقريبا.
وتوقع رئيس اللجنة الوطنية العليا للانتخابات، ورئيس محكمة الاستئناف المستشار أحمد العجيل أن يتم خلال ثلاث أو أربع ساعات من إقفال باب التصويت، الإعلان عن النتيجة النهائية لانتخابات اليوم التي بدأت الساعة الثامنة صباح اليوم وتستمر لـ 12 ساعة.
ووصف المستشار العجيل، في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية، الإقبال على صناديق الاقتراع في أحد المراكز الانتخابية بالدائرة الأولى الذي تفقده في وقت سابق اليوم بأنه "جيد".
وذكر العجيل أن عدد الأصوات الذي سجل في ذلك المركز بلغ حتى الآن 113 صوتا من أصل 650 صوتا، متوقعا أن يصل عدد الأصوات في هذا المركز إلى 500 صوت عند إغلاق باب التصويت "ما يبشر بالخير".
من جهته، وصف وزير الإعلام ووزير الدولة لشئون مجلس الوزراء الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح حضور الناخبين إلى أحد مراكز الاقتراع بالدائرة الانتخابية الثانية بالإيجابي والجيد.
وقال الوزير في تصريحات صحفية اليوم لدى تفقده مركز الاقتراع في مدرسة عبدالعزيز العتيقي بمنطقة الصليبيخات (الدائرة الثانية) إن توافد الناخبين على هذا المركز "ملحوظ وإيجابي" على الرغم من أن الفترة الصباحية في العادة تشهد حضورا ضعيفا.
وكان الوزير قد صرح أمس بأن "الخاسر الأكبر في انتخابات مجلس الأمة التي ستجري اليوم، هم المقاطعون الذين تنازلوا تلقائيا عن حقهم في المشاركة، ما يجعلهم يتحملون تبعات عملية المقاطعة".
واعتبر مصطفى الشمالي، وزير المالية السابق، أن انتخابات اليوم هي "بداية الديمقراطية الحقيقية في الكويت".
وأفادت صحيفة "الآن" بأن إقبال الناخبين على عملية التصويت "لازال ضعيفا جدا حتى الساعة 12 ظهرا، وخاصة في مقار الاقتراع الواقعة في مناطق الدائرة الخامسة".
وشهدت الدائرة الثانية (مدرسة الشامية) إقبالا جيدا للناخبين حتى الساعة 12 ونصف من ظهر اليوم، حيث أدلى 142 ناخبا من أصل 654 بأصواتهم في اللجنة الأصلية، وأدلى 116 من أصل 560 بأصواتهم في اللجنة الفرعية. وفي مركز آخر أدلى 134 ناخبا من أصل 593 بأصواتهم.
وفي الدائرة الأولى، وصلت نسبة المشاركة إلى 25% عموما، وتعدت 30% في بعض لجان الدائرة.
وشهدت الدائرة الثالثة، حتى الآن، إقبالا أغلبه من كبار السن، ووصلت نسبة المشاركة إلى 17% تقريبا.
وبلغت نسبة الإقبال في الدائرة الرابعة 12% حتى الساعة 12، بحسب التقارير حتى الآن.
وتأتي انتخابات اليوم وسط معارضة شعبية للنظام الانتخابي الجديد الذي يشكل أساس الأزمة الحالية، وأكدت معارضتها أمس بالخروج في "مسيرة كرامة وطن" والتي شارك فيها، بحسب التقديرات، حوالي 100 ألف مواطن ومواطنة من مختلف أطياف المعارضة والمجتمع، وشهدت رفع شعارات المقاطعة للانتخابات والدعوة لإسقاط مرسوم تعديل النظام الانتخابي. وبموجب النظام القديم، نظام الأصوات الأربعة، كان يحق الكويتي أن يعطي صوته لاربعة مرشحين في وقت واحد.
ونشرت صحيفة الرأي المحلية بيانا لمجموعة من "التيار الوطني" دعت فيه المواطنين للمشاركة في الانتخابات واختيار من يرونه مناسبا لتمثيلهم، للحفاظ على المكتسبات الدستورية، وتأكيد هوية الدولة المدنية.
وهذه هي المرة الثانية التي تجرى فيها انتخابات مجلس الأمة في العام الحالي 2012 (في غضون عشرة أشهر فقط)، والخامسة منذ يونيو/حزيران 2006، حيث لم يكمل المجلس مدته الدستورية وتم حله أربع مرات متتالية خلال أعوام 2008 و2009 و2011 و2012.
وكانت المعارضة التي يقودها الإسلاميون وممثلو القبائل، حققت فوزا كاسحا في آخر انتخابات تشريعية في شباط/فبراير الماضي، فقامت المحكمة الدستورية في يونيو الماضي، بحل مجلس الأمة وقامت بإرجاع تشيكلة مجلس الأمة لعام 2009 والتي يحظى فيها الموالون للحكومة بنسبة الأغلبية.
وأصدر أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في أكتوبر/تشرين أول الماضي مرسوما يقضي بحل مجلس الأمة ومرسوما آخر دعا فيه إلى انتخاب أعضاء مجلس الأمة اليوم (الأول من ديسمبر/كانون أول 2012)، وهي خطوة خارج إطار البرلمان وتعتبرها المعارضة محاولة من الحكومة لتغيير نتائج الانتخابات لتشكيل مجلس أمة موال للحكومة.
ووفق النظام الانتخابي الجديد، يحق لكل ناخب من الناخبين المسجلين، وعددهم 422569 ناخبا وناخبة (196754 من الذكور و225815 من الإناث)، اختيار مرشح واحد من بين 307 مرشحين ومرشحات يتنافسون في الدوائر الانتخابية الخمس للفوز بعضوية مجلس الأمة بواقع عشرة نواب لكل دائرة.
وقامت اللجنة الوطنية العليا للانتخابات بتحديد 666 لجنة انتخابية، منها لجان أصلية ولجان فرعية، موزعة على 100 مدرسة في مختلف مناطق الكويت. وتعتبر الدائرة الانتخابية الخامسة هي الأكبر حيث تضم 187 لجنة موزعة على 26 مدرسة بواقع 89 لجنة للرجال و98 للإناث. (إفي)