بغداد، 3 ديسمبر/كانون أول (إفي): حذرت الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي اليوم الاثنين المسؤولين الاكراد من ارسال المزيد من الحشود العسكرية إلى كركوك والمناطق الاخرى التنازع عليها.
وقالت الحكومة في بيان اصدرته اليوم "ان تطور الأحداث الجارية في المناطق المختلطة وطبيعة التصريحات الصادرة من المسؤولين في الإقليم، لاتنم عن نية حسنة ورغبة حقيقية في حل المشاكل عن طريق الحوار، فرغم إصرار الحكومة الاتحادية على وجوب حل المشاكل عن طريق التفاهم والحوار وما قدمته من مبادرات عملية للحل ومنها العودة الى تفاهمات عامي 2009 - 2010 وتشكيل السيطرات المشتركة أو تدريب العدد الكافي من ابناء المناطق ذاتها للقيام بهذه المهمة، يصر المسؤولون هناك على إنتهاج نبرة التصعيد غير المسؤولة التي تعود بالضرر الكبير على الجميع وفي مقدمتهم الشعب الكردي".
واضاف" ان تحريك القوات العسكرية والتحشيدات الجديدة خلال الساعات الاخيرة والدفع بها الى هذه المناطق ومحاولات تهجير بعض العوائل من كركوك وتوجيه الانذارات اليهم، وما يتعرض له المواطنون من مضايقات في إقامتهم هناك أو أثناء دخولهم أو خروجهم من الإقليم، كل هذه المؤشرات وغيرها لاتدل على رغبة حقيقية في إيجاد الحلول، بل تكشف عن محاولات للتصعيد لأغراض تعبوية خاصة بمسؤولين معينين بعيدا عن مصالح الشعب الكردي وحقه في الأمن والاستقرار".
وخلصت الى القول "إننا ندعو المسؤولين هناك الى الكف عن هذه التصرفات والانتباه لخطورة هذا المسلك وما يمكن ان يجلبه من مخاطر لا تحمد عقباها على الجميع".
وتصاعدت الازمة بين بغداد واربيل مؤخرا على خلفية تحركات قوات عمليات دجلة في المناطق المتنازع عليها، والتي يعارضها الاكراد، ما ادى إلى تعزيز التواجد العسكري فيها، مادفع رئيس البرلمان اسامة النجيفي الى القيام بمبادرة لانهاء الازمة.
لكن الازمة عادت الى حدتها بعد اتهام رئيس الوزراء نوري المالكي امس للاكراد بإثارة ضجة حول صفقة الأسلحة الروسية لمنع العراق من التسلح، فضلا عن اتهامه للاكراد بمخالفة الدستور من خلال نشر قوات في المناطق المتنازع عليها.
يذكر أن مصادر كردية اعلنت ان قوات البيشمركة الكردية ارسلت اليوم تعزيزات عسكرية واسلحة ثقيلة الى كركوك قادمة من اربيل بقيادة نجل مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان.
ويصف المراقبون الوضع بين الحكومة المركزية والاقليم بانه بالغ الخطورة، واذا لم تبدل اللهجة القائمة حاليا والركون إلى الحوار فقد تحدث مواجهات عسكرية بين الجانبين يكون الخاسر الاكبر فيها الشعب العراقي وعمليته السياسية. (إفي)