واشنطن، 13 فبراير/شباط (إفي): أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه عن "حالة الاتحاد" عن تخفيض عدد القوات في أفغانستان في غضون عام إلى النصف بسحب 34 ألف جندي بحلول فبراير/شباط المقبل، في وقت حذر فيه كوريا الشمالية من "إجراءات قوية" ضد تهديداتها النووية، وفعل كل ما هو "ضروري" لمنع إيران من حيازة سلاح نووي.
وقال أوباما في الخطاب الذي ألقاه أمام الكونجرس الليلة الماضية وتطرق فيه إلى ملفات داخلية وخارجية: "يمكننا أن نقول بثقة إن الولايات المتحدة ستنهي مهمتها في أفغانستان وسنحقق هدفنا في هزيمة نواة القاعدة".
وأضاف أوباما أن الاتفاق مع الحكومة الافغانية بعد 2014 سيتركز على جانبين هما إعداد القوات المحلية "لكي لا يسقط البلد من جديد في الفوضى"، والاستمرار في جهود مكافحة الإرهاب "لملاحقة بقايا تنظيم القاعدة وحلفائه".
ويبلغ عدد القوات الأمريكية في أفغانستان التي تعمل في إطار بعثة (إيساف) لحلف شمال الاطلسي (الناتو) حاليا نحو 66 ألف جندي، ومن المقرر أن تنهي البعثة عملها في أواخر 2014.
وحول التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية أمس وآثارت ردود فعل اقليمية ودولية غاضبة، قال أوباما إن مثل تلك "الاستفزازت" ستؤدي لزيادة عزلة بيونج يانج، متوعدا باتخاذ "إجراءات قوية" ردا على تهديدات بيونج يانج الأخيرة.
وتطرق الرئيس الأمريكي في خطابه إلى الملف النووي الإيراني، مؤكدا أنه على قادة طهران الاعتراف بانه "قد حان الوقت للتوصل لحل دبلوماسي"، في وقت شدد فيه بأن بلاده ستفعل "كل ما هو ضروري" لمنع الجمهورية الاسلامية من حيازة سلاح نووي.
وأشار أوباما إلى أن الولايات المتحدة ستجري مفاوضات مع روسيا لخفض الترسانة النووية لموسكو وواشنطن.
وقال "سنظل نقود الجهود الدولية لتأمين المواد النووية ولكي لا تقع في اليد الخطأ، لأن قدرتنا علىالتأثير في الآخرين تتوقف على رغبتنا في القيادة".
ومن جانب آخر، أعلن أوباما في كلمته، التي احتل الاقتصاد الجانب الأكبر منها، أن بلاده بصدد إطلاق مفاوضات مع الاتحاد الاوروبي لإنشاء منطقة تجارة حرة، دون كشف تفاصيل أخرى حول هذه المحادثات.
وعلى الصعيد المحلي، اعتبر أن زيادة الاستثمارات في التعليم والتي تشمل زيادة برامج مرحلة ما قبل الدراسة "عالية الجودة" ستساعد البلاد على تحسين قدرة العمال الأمريكيين.
وقال "اقترح هذه الليلة العمل مع الولايات لكي تكون برامج التعليم عالية الجودة لمرحلة ما قبل الدراسة متاحة لكل طفل في الولايات المتحدة. كل دولار نستثمره في التعليم المبكر عال الجودة ربما يمثل ادخارا لأكثر من سبعة دولارات مستقبلا".
ومن ناحية أخرى، تعهد أوباما بسن تعديل شامل لقوانين للهجرة بشكل "فوري" إذا ما وافق عليها الكونجرس خلال الأشهر القادمة، مشيرا إلى أن ذلك يمثل زيادة في أمن الحدود.
وعلى صعيد آخر، دعا أوباما الكونجرس إلى التصديق على زيادة الحد الأدنى من الرواتب تدريجيا ليصل إلى تسعة دولارات في الساعة بحلول عام 2015 ، مقابل مبلغ 7.25 دولار الساري حاليا.
كما شدد الرئيس الأمريكي على أن الأهم ليس تخفيض عجز الولايات المتحدة فقط بل "يجب العمل على نمو الاقتصاد وخلق فرص عمل لمواطني الطبقة الوسطى". (إفي)