من جيفري هيلر
القدس (رويترز) - بدأت الحكومة الإسرائيلية يوم الثلاثاء استخدام تقنية مراقبة الهواتف المحمولة في مواجهة فيروس كورونا وطلبت من الناس عدم مغادرة منازلهم إلا في حالات الضرورة.
وأقر مجلس الوزراء الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو هذه القواعد الاستثنائية التي تتيح لجهاز الأمن الداخلي شين بيت الدخول إلى بيانات الهواتف المحمولة لتعقب حركة المصابين.
وتستخدم هذه البيانات عادة لمكافحة الإرهاب، وذكرت الحكومة أن وزارة الصحة ستستخدمها لتحديد مكان المصاب وتحذير المحيطين به.
وفي العادة يتطلب مثل هذا الإجراء موافقة البرلمان وإشرافا قضائيا. وقد التف نتنياهو، الذي أعلن هذا الإجراء يوم الاثنين، حول تلك الخطوات باستدعاء قوانين الطواريء.
وأصدرت وزارة الصحة توجيهات جديدة تطالب المواطنين بعدم مغادرة منازلهم إلا "للاحتياجات والخدمات الضرورية". ووصف مسؤول في وزارة العدل هذه التوجيهات بأنها توصيات لا إجراءات ملزمة يتعين على الشرطة فرض تطبيقها.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إنها بدأت استدعاء 2500 من الاحتياط للمساعدة في إدارة الأزمة.
وأضافت وزارة الصحة في توجيهاتها المتنزهات والشواطئ إلى قائمة الأماكن التي جرى إغلاقها أمام الجمهور وتضم المدارس والمراكز التجارية والمطاعم والمسارح. ولا يُفترض وجود أكثر من عشرة أشخاص في مكان واحد.
وأثارت الاستعانة بهذه التكنولوجيا التي تستخدم في مكافحة الإرهاب لتعقب المصابين وأي شخص كان على اتصال بهم انتقادات من جماعات الحقوق المدنية عندما اقترح نتنياهو ذلك خلال العطلة الأسبوعية.
وقالت السلطات الإسرائيلية إن مراقبة بيانات الهواتف المحمولة خلال الأسبوعين المقبلين تهدف إلى وقف انتشار المرض وسيتم مسحها عند انتهاء حالة الطواريء.
غير أن رابطة الحقوق المدنية في إسرائيل وصفت هذه الخطوة بأنها "سابقة خطيرة ومنحدر زلق".
وكانت هذه الإجراءات الاستثنائية موضع انتقاد أيضا من جابي أشكينازي أحد كبار أعضاء حزب أزرق أبيض الذي كلف الرئيس الإسرائيلي زعيمه بيني جانتس بتشكيل حكومة جديدة في أعقاب الانتخابات التي جرت في الثاني من مارس آذار.
وكتب أشكينازي يقول على تويتر "من غير المناسب اعتماد مثل هذا الإجراء بهذه الطريقة دون إشراف شعبي وبرلماني".
ورفض وزير العدل عامير أوهانا هذا الانتقاد.
وقال عبر راديو إسرائيل "الخطر الذي نواجهه يفوق مخاوف من تقلقهم المراقبة الإلكترونية".
وتوجد 324 حالة إصابة بالفيروس في إسرائيل. وفي الأراضي الفلسطينية تأكدت 41 حالة إصابة في الضفة الغربية ولا توجد حالات في قطاع غزة.
وطالبت الحكومة الفلسطينية مواطنيها الذين يعملون في إسرائيل بإيجاد أماكن لإقامتهم هناك إذ أنهم سيُمنعون من الذهاب إلى هناك اعتبارا من يوم الجمعة. كما طالبت الفلسطينيين بالتوقف عن العمل في المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة كإجراء احترازي في مواجهة انتشار كورونا.
(شارك في التغطية دان وليامز ونضال المغربي - إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)