من بولينا دفيت ومايكل هوجان
موسكو/هامبورج (رويترز) - يبدو من غير المرجح أن يعجل مصدرو الحبوب بإرسال شحنات القمح الروسي قبل بدء تطببق ضريبة تصدير في منتصف فبراير شباط، في حين من المتوقع ألا يتعجل المزارعون التوريد، لاسيما في ضوء التوقعات الضعيفة لمحصول العام القادم.
أوقدت الرسوم المزمعة شرارة تقلبات في الأسعار العالمية إذ حاولت السوق استنتاج ما إذا كانت ستكبح الصادرات، أو تعززها، من مورد الحبوب الكبير روسيا.
أُقرت الضريبة رسميا يوم الثلاثاء في إطار جهود لتحقيق الاستقرار في أسعار الغذاء، وتبلغ 25 يورو (30.46 دولار) لطن صادرات القمح من 15 فبراير شباط إلى نهاية موسم التسويق في 30 يونيو حزيران.
وترددت أحاديث في السوق عن زيادة سريعة في الصادرات الروسية بحيث يمكن شحن القمح قبل دخول الضريبة حيز التنفيذ، لكن عروضا أغلى كثيرا للقمح الروسي في مناقصة طرحتها مصر يوم الثلاثاء تنبئ بأن ذلك قد لا يحدث.
وبعد ترددهم في البيع في وقت سابق من الموسم نظرا لاستفادتهم من صعود الأسعار، قد يقاوم المزارعون إرسال الحبوب بأسعار أقل كثيرا.
وقال سبستيان بونسيليت من شركة أجريتل الاستشارية "الأمر بيد المزارع الروسي."
وبسبب التوقعات الضعيفة لمحصول العام القادم يبدي المزارعون عزوفا عن بيع حصاد العام الحالي بأسعار زهيدة. وفي وقت سابق هذا الشهر، قالت هيئة الأرصاد الجوية الروسية إن حوالي 22 بالمئة من غراس حبوب الشتاء حالتها سيئة، وهو أعلى مستوى منذ 2013.
وقد تتباطأ الشحنات في ظل عزوف المزارعين عن تحمل عبء الضريبة عن طريق خفض أسعارهم والصعوبات التي يجدها التجار في تمرير مثل تلك التكاليف بأسواق تصدير تشهد منافسة محتدمة.
وتقول سوف-إيكون للاستشارات الزراعية إن الضريبة قد تقلص صادرات القمح الروسية في 202021 بين مليونين وثلاثة ملايين طن، من توقعات سابقة للشركة نفسها لإجمالي يبلغ 40.8 مليون طن.
وتظهر الأسعار المرتفعة نسبيا للقمح الروسي المعروضة في مناقصة طرحتها مصر، أكبر مستورد في العالم والمشتري الكبير للقمح الروسي، يوم الثلاثاء حالة القلق في أوساط المصدرين.
وقال نويل فراير، المحلل وناشر تقارير فراير، "لن يغرق المصدرون السوق بالقمح."
وتابع أن كثيرين باعوا ثم واجهوا صعوبات في تدبير الإمدادات من المزارعين "لحقهم ضرر بالغ في بداية الموسم... ولن يكرروا الخطأ."
ومع اقتراب عطلات نهاية السنة والانتهاء بالفعل من إبرام تعاقدات التصدير حتى نهاية فبراير شباط، فإن تداعيات ضريبة الصادرات قد لا تظهر على الفور.
وقال متعامل أوروبي "المزارعون الروس بحاجة إلى الوقت لاستيعاب الصدمة.. ضريبة التصدير والحصص حدثت سريعا على نحو أحدث نوعا من الصدمة بين الباعة في روسيا."
لكن البعض يتوقع تداعيات متوسطة فحسب هذا الموسم، خاصة بالمقارنة مع الاضطرابات التي أحدثها حظر على التصدير فرضته روسيا قبل عشر سنوات.
تحتفظ روسيا بجزء كبير من محصول 2020، ثاني أكبر محصول لها على الإطلاق، ومن ثم فإن كميات كبيرة سيتعين شحنها. وفي غضون ذلك، فإن محصولا وفيرا قيد الحصاد في أستراليا يتيح بديلا للمدى القصير.
وقال متعامل أوروبي آخر "السوق ستجد سبيلا إلى تحقيق التوازن بسرعة كبيرة.
"جزء من الضريبة الروسية سيدفعه المزارعون، وجزء ستغطيه تكاليف إنتاج أقل، ثم تصبح أسعار السوق أعلى قليلا."
لكن المصدرين يخشون من عواقب في المدى الطويل من أحدث تدخل للحكومة الروسية في أسواق الحبوب.
وقال إدوارد زرنين، مدير اتحاد (SE:7020) مصدري الحبوب الروس، "يقولون لنا في الدول الأخرى - إذا أصبحتم قادة (تصدير)، فلتتحملوا إذن مسؤولية استقرار إمداداتكم.
"لذا فإن الوضع الذي نجد أنفسنا فيه حاليا، في ظل سن مجموعة كاملة من القيود على الصادرات - هو أمر مثبط حقا."
(الدولار = 0.8207 يورو)
(شارك في التغطية أولجا بوبوفا في موسكو وجاس ترومبيز في باريس; إعداد أحمد إلهامي للنشرة العربية)