Investing.com - العام يقترب من نهايته، وسعر الذهب صعد هذا العام بنسبة تفوق 21%، ووصل سعر العقود الآجلة لأعلى مستوى قياسي له على الإطلاق. كما سجلت السبائك أعلى أسعارها على الإطلاق، فعندما يتمكن الثيران من الاختراق لا شيء يوقفهم.
ولكن ما يلزم لاختراق ثيراني عنيف كان مزيجًا غير مسبوق في الذاكرة الحديثة، فتفشى وباء عالمي، دفع العالم للإغلاق بالكامل، وتسبب بحالة كساد أصبحت ضمن أكبر موجات الكساد منذ كساد الثلاثينات. وتدخلت البنوك المركزي بكامل ثقلها، بطباعة كميات هائلة من النقود، لتنخفض قيم العملات جميعًا مقابل الذهب.
وبدأ الذهب يسجل أرقام قياسية مقابل عملة سيادية تلو الأخرى، ليختتم المسيرة بالدولار الأمريكي.
الذهب يسجل مستويات قياسية بجميع العملات، متى يحين دور الدولار؟
وجاء الطلب على الذهب استثماري محض، ففي ظل الكساد تضررت حركة بيع المجوهرات بقوة، مع تسجيل معدلات البطالة حول العالم أرقام قياسية، والاعتماد على الحزم والمعنويات التي تقدمها الحكومات.
3 أسباب تجعل تصحيح الذهب والفضة في صالح الصعود لعام 2021 (وما بعده)
وبالتالي سجل التدفق لصناديق التداول مستويات قياسية غير مسبوقة، وبدأ الذهب يتصرف في بعض الأوقات كأصل من أصول المخاطرة، فيتراجع مع تراجع الأسهم بقوة باستخدام المستثمرين له كذخيرة دفاع عن محافظ تتكبد خسائر ضخمة، ومعرضة لما يعرف بنداء الهامش وسط حالة من الاضطراب ضربت السوق والمعنويات.
لا شيء قادر على دعم الذهب، هل يتغير هذا؟
كان هذا هو المزيج الذي دفع الذهب بقوة، قيم عملات تنهار، معنويات متضررة، حاجة ماسة للتحوط، وباء عالمي، كساد عالمي، إغلاق العالم أبوابه.
وما إن لاحت علامات التحسن على السوق، قبع الذهب محله، ليسجل ذروات سعرية أقل، ومستويات منخفضة أكثر انخفاضًا من سابقتها.
والآن، يوجد على الأقل 3 لقاحات مرخصة للاستخدام في بعض دول العالم. لم يتحسن الوضع الاقتصادي تمامًا، فأكبر اقتصاد في العالم ما زال يعتمد في تداولاته على حزم التحفيز، ويأخذ المستثمرون أسهمهم ويصعدون بها ما إن يصلهم خبر عن تحفيز نقدي.
التحفيز النقدي يخلق دورة: أموال رخيصة تأتي من العدم لأيدي المستثمرين، يضاربون بها في السوق، لا يقل الطلب على العملة، ولكن المعروض منها ضخم، تراجع قيمة العملة، ارتفاع اختياري للتضخم، يهدف له الاحتياطي الفيدرالي، ارتفاع التضخم، وتراجع العملة يجعل الذهب -كمخزن قيمة عديم العائد- جذاب.
البنوك المركزية تفاعلت بشكل جيد مع الوباء في 2020 ولكنها خاطرت بلعب دور سياسي
تحديات البنوك المركزية في إدارة التوقعات مع تعافي الاقتصادات
ولكن تلك الجاذبية تواجه تحدي قوي من الأسهم المنتعشة بقوة، والمؤشرات القياسية الأمريكية المتخطية رقم قياسي تلو الآخر.
الجلسة قبل الأخيرة لعام استثنائي، داو جونز يصعد 140 نقطة
فرغم أن أساسيات الاقتصاد تصرخ بأن الوضع ليس على ما يرام تمامًا، إلا أن المعنويات تقف على جبال الأموال الرخيصة، وترى مستقبل مشرق يدفعها للإقبال على المخاطرة.
السلع في 2021: بعد صعود الذهب والنحاس في العام الحالي، توقعات بالمزيد من المكاسب
وتتجلى شهية المخاطرة القوية في صعود عملة بتكوين، التي وصلت اليوم لمستوى قياسي فوق 28 ألف دولار للعملة الواحدة، والعملة معروف عنها تقلباتها العنيفة، ويأتي الصعود فيما تعاني ثالث أكبر عملة رقمية من دعاوى قضائية موجهة من هيئة البورصات والأوراق المالية الأمريكية، بسبب اعتبارها ورقة مالية غير مرخصة، وتوقف بعض المنصات عن تداول العملة.
عاجل: العثرات تزيد في طريق متداولي العملة الرقمية ريبيل
ولكن صعود العملات الرقمية مستمر، بعد كل تصحيح تسجل العملة ذروة سعرية جديدة.
توقعات 2021: ما الذي يمكن توقعه من الأسهم وبيتكوين والدولار؟
وشرحنا في هذا المقال أسباب أخرى لتحركات الذهب المقيدة:
تراجع أسعار الذهب عالميًا، هل يستطيع الذهب الحفاظ على بريقه؟
ويظل الذهب في تلك الأثناء أسير نطاق 1,800-1,900 دولار، مع مقاومة عنيفة عند 1,900 دولار تحطم المعنويات كل مرة يصل لها السعر، ليعاود الهبوط.
كما يجب التنبه إلى الآن اليوم وغد هما آخر يومي تداول في العام، ويسبقان عطلة نهاية أسبوع طويلة في موسم معروف بموسم الأعياد، لذا فحجم التداول ضعيف، وعلى المستثمر الحذر من أي حركة لأنها تبدو في العادة أكبر مما هي عليه.
ويهبط مؤشر الدولار الأمريكي لمستويات عامين ونصف المنخفضة، وترتفع مراكز المضاربة على هبوط الدولار لأكثر من 30 مليار دولار للأسبوع المنتهي في 21 ديسمبر.
تحليل مؤشر الدولار: الافتتاح الأمريكي: الذهب دون حراك، والجميع يضارب على هبوط الدولار، وبتكوين تتألق
ويقول محلل إكس إم في مذكرة: "يعاني الذهب من أجل الوصول لاتجاه، مع نهاية العام. فالمعدن الثمين في وسط الطريق بين عوائد حقيقية تتعافى قليلًا، ودولار أمريكي ضعيف، ليظل بين 1,860-1.905 دولار."
محطات الذهب في 2020، وتوقعات 2021، وكيف تتوقع توجه سعر الذهب بمفردك؟