من عبد الرحمن العنسي
صنعاء (رويترز) - استبدل أصحاب المخابز في العاصمة اليمنية صنعاء وقود الديزل والغاز بالحطب لتشغيل أفرانهم والاستمرار في إنتاج الخبز مع نقص الوقود في بلد ينتشر فيه الجوع بعد سنوات من الحرب.
فيوميا يُفرغ العمال أطنانا من جذوع الأشجار من شاحنات نقلتها مئات الكيلومترات من مناطق جبلية نائية باليمن إلى أكبر سوق للحطب في صنعاء.
وتجارة الحطب المتنامية تعتبر تذكرة صارخة بالمشكلات البيئية في اليمن الذي يعاني الحرب والمرض. كما أنها تزيد الضغط على الغابات التي تضررت بالفعل بسبب زراعة القات.
وقال علي الشبيلي، وهو صاحب مخبز في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، "كنا نستخدم الديزل وبعدها انتقلنا إلى الجاز وبعدها انتقلنا إلى الغاز بسبب الحصار، وبعدها الغاز انقطع بسبب الحصار، وبعدها انتقلنا إلى الحطب".
ويتهم الحوثيون، المتحالفون مع إيران، التحالف الذي تقوده السعودية بشن حرب اقتصادية على الأراضي التي يسيطرون عليها من خلال احتجاز السفن التجارية في ميناء الحُديدة على البحر الأحمر بما في ذلك ناقلات الوقود.
واستولى الحوثيون على صنعاء ومعظم المدن الرئيسية في 2014 بعد أن أطاحوا بحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي التي تدعمها السعودية. وتسببت الحرب التي تلت ذلك في أزمة إنسانية كبيرة.
وقال عبد الرحمن يحيى، وهو تاجر حطب وعاقل السوق (المشرف عليه) في صنعاء، "ازداد طلب الحطب بشكل كبير مع أزمة البترول والديزل والغاز والحصار العالمي على اليمن".
وارتفعت أسعار الحطب والخبز أيضا نتيجة لذلك.
وقال الخباز توفيق عبد المغني "صارت مع الأيام ارتفاع أسعار الحطب كان الدينا (شاحنة) نشلها (نشتريها) بـ 130/120) (ألف ريال يمني) (500 دولار). الآن قدي بـ 250 و 230 (ألف ريال يمني) (ألف دولار)".
وتحت ضغط من السلطات يضطر الخبازون لتصغير حجم أرغفة الخبز بدلا من رفع الأسعار.
وفي مخبز النمري، بالحي القديم بصنعاء المدرج ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة التربية والعلم والثقافة (يونسكو)، يصنع عمال خبز الكُدم اليمني الشهير وكذلك خبز الروتي، بينما يغذون الفرن بقطع من جذوع شجر البلوط.
وتُخزن في السوق أكوام ضخمة من الحطب، على تربة ذات لون بني يميل إلى الحُمرة، انتظارا للمشترين.
وبينما يشتري الخبز قال مطر علي ناجي، وهو من سكان صنعاء، "أنا أناشد العالم بأن يفكوا الحصار على الشعب اليمني، (لكي) يقدر يعيش زيما يعيشوا كل الناس أو كل العالم.
"نحن محاصرين كشعب يمني".
(إعداد محمد محمدين للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي)