احصل على خصم 40%
👀 اكتشف كيف ينتقي وارين بافيت أسهم رابحة تتفوق على إس آند بي 500 بـ 174.3%احصل على 40% خصم

تحليل-لعبة القوة.. الهند تستخدم ‭'‬سلاح‭'‬ النفط لخفض الاعتماد على السعودية

تم النشر 02/04/2021, 14:08
محدث 03/04/2021, 07:32
© Reuters. تحليل-لعبة القوة.. الهند تستخدم 'سلاح' النفط لخفض الاعتماد على السعودية

من نيدهي فيرما

نيودلهي (رويترز) - أرسلت الحكومة الهندية رسالة تعكس نفوذها وتلقي الضوء على التغييرات في خرائط الطاقة العالمية عندما طلبت من شركات التكرير في الشهر الماضي تسريع التنويع وخفض الاعتماد على الشرق الأوسط بعد أيام من إعلان مجموعة أوبك+ أنها ستُبقي على تخفيضات الإنتاج.

كانت تلك خطوة يجري الإعداد لها منذ أعوام، وعززتها تصريحات متكررة من وزير النفط الهندي دارمندرا برادان، الذي وصف مشتريات النفط في 2015 بأنها "سلاح" لبلده.

وعندما مددت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجون مستقلون كبار تخفيضات الإنتاج حتى أبريل نيسان، أخرجت الهند هذا السلاح من جعبتها.

وقالت مصادر لرويترز إن شركات التكرير الهندية تعتزم خفض الواردات من السعودية بنحو الربع في مايو أيار، لتتراجع إلى 10.8 مليون برميل من متوسط 14.7-14.8 مليون برميل شهريا.

وقال وكيل وزارة النفط الهندية تارون كابور لرويترز إن الهند طلبت من شركات التكرير الحكومية التفاوض على نحو مشترك مع منتجي النفط للتوصل إلى اتفاقات أفضل، لكنه امتنع عن التعقيب على خطط خفض الواردات السعودية.

وأضاف "الهند سوق كبيرة لذلك يتعين على البائعين مراعاة الطلب في بلدنا وكذلك الحفاظ على سلامة العلاقة طويلة الأمد".

وامتنعت شركة النفط الحكومية السعودية أرامكو (SE:2222) ووزارة الطاقة عن التعليق.

وقال برادان، الذي يرى أسعار النفط المرتفعة تهديدا للتعافي الاقتصادي في الهند، إنه يشعر بالأسف لقرار أوبك+. وارتفعت فاتورة واردات النفط الهندية بشدة بينما بلغت أسعار الوقود، التي تضخمت بسبب الضرائب التي فرضتها الحكومة العام الماضي، مستويات قياسية.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يرتفع استهلاك الهند إلى مثليه وأن تصل فاتورة وارداتها من النفط إلى نحو ثلاثة أمثالها مقارنة بمستويات 2019 إلى أكثر من 250 مليار دولار بحلول 2040.

وذكر مسؤول في وزارة النفط، طلب عدم ذكر هويته، أن تخفيضات أوبك+ خلقت حالة من الضبابية وصعبت على شركات التكرير التخطيط للمشتريات ومخاطر السعر.

كما أنها خلقت فرصا أيضا لسد الفجوة من جانب شركات في الأمريكتين وأفريقيا وروسيا.

وإذا نجحت الهند، فسوف تضرب مثالا لبقية الدول. إذ إنه في الوقت الذي يرى فيه المشترون المزيد من الخيارات بأسعار في المتناول، وتصبح الطاقة المتجددة أكثر شيوعا، فإن نفوذ المنتجين الكبار مثل السعودية قد يعتريه الضعف مما يغير الأوضاع الجيوسياسية ومسارات التجارة.

*مسعى التنويع

زاد الطلب على النفط في الهند 25 بالمئة في الأعوام السبعة الماضية، وهو ما يتجاوز طلب بقية المشترين الكبار. وتخطى البلد اليابان كثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم.

وخفضت الهند بالفعل اعتمادها على الشرق الأوسط من أكثر من 64 بالمئة من الواردات في 2016 إلى أقل من 60 بالمئة في 2019.

لكن هذا الوضع تغير في 2020، عندما قوضت جائحة كوفيد-19 الطلب على الوقود وأجبرت شركات التكرير الهندية على الالتزام بمشتريات نفط من الشرق الأوسط بموجب عقود محددة المدة واستبعاد المشتريات الفورية.

وقال المسؤول في وزارة النفط إن شركات التكرير تبحث الآن عن موردين جدد مع تحول الهند مجددا في أعقاب دعوة برادان إلى تسريع التنوع.

وفي الأعوام الفائتة، تفاوضت شركات التكرير على نحو مشترك لإبرام صفقات نفط مع إيران الخاضعة لعقوبات، والتي تعرض خصومات في السعر وشحنا مجانيا، وتعتزم الآن أن تفعل المثل مع منتجين آخرين.

ومنذ بدء الخلاف مع السعودية، عقد برادان اجتماعات مع وزير الدولة الإماراتي والرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) سلطان أحمد الجابر ووزيرة الطاقة الأمريكية جنيفر جرانهولم لتعزيز شراكات الطاقة.

وقال برادان في الآونة الأخيرة إن البلدان الأفريقية قد تلعب دورا محوريا في تنويع النفط في الهند. ويتطلع البلد إلى توقيع اتفاق توريد نفط طويل الأمد مع جيانا، فضلا عن دراسة خيارات لزيادة الواردات من روسيا حسبما ذكر مصدر في وزارة النفط.

وقال مصدر منفصل في الحكومة الهندية إن الحكومة تتوقع تخفيف العقوبات المفروضة على إيران في الشهور الثلاثة أو الأربعة المقبلة، مما يوفر بديلا محتملا أرخص ثمنا للنفط السعودي.

واتفق اثنان من المتعاملين على أن إيران لديها فرصة جيدة للاستفادة من التحول في الهند، وكذلك فنزويلا والكويت والولايات المتحدة. وذكر مصدر في شركة تكرير هندية أن الولايات المتحدة وأفريقيا ومزيج سي.بي.سي الخاص بقازاخستان والنفط الروسي لديهم فرصة كذلك على الأرجح.

وعلى الرغم من أن المستوردين في الهند سيشترون سريعا أحجاما متزايدة من درجات الخام العالمية المسعرة عند مستويات مغرية، فإن معظم المحللين يتوقعون أن يظل الشرق الأوسط المورد الرئيسي للنفط إلى الهند لأسباب أهمها تكاليف الشحن الأقل.

وتتعاون وزارة النفط الهندية مع شركات التكرير لوضع إطار عمل لبنود التفاوض المشترك مع الموردين.

وقال كابور "المشترون لديهم خيارات في السوق اليوم، وهذه الخيارات ستتضاعف مستقبلا... هناك الكثير من الشركات في الهند التي تقوم بالشراء وحدها، لذا عندما تتجمع هذه الشركات فإنها تصبح تكتلا كبيرا للغاية".

واتفقت السعودية وأوبك+ يوم الخميس بعد مناقشات مع مسؤولين أمريكيين على تخفيف القيود على إنتاج النفط بدءا من مايو أيار.

وأقر وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان بأن تخفيضات الإنتاج تسببت في مواجهة شركة النفط الحكومية أرامكو "بعض الصعوبات مع بعض شركائها".

*العلاقة

يقول محللون إن الخلاف النفطي ليس من الضروري أن يمتد إلى علاقات إستراتيجية أوسع نطاقا في بقية القطاعات، لا سيما الدفاع.

وقالت أوراسيا للاستشارات في مذكرة "حتى الآونة الأخيرة، فإن ميزان القوى يميل صوب السعودية، لكن الهند باتت على نحو متزايد تستغل الوصول إلى سوقها وتنوع الخيارات لفرض ضغوط على السعودية.

"بالنسبة للسعودية، فإن خسارة حصة سوقية في بيئة عالمية تشهد فيها معظم الاقتصادات المتقدمة (SE:2330) بالفعل انخفاضا في طلبها على النفط بسبب تطبيق سياسات أقل تلويثا للبيئة، ستكون ضربة".

وأكد الأمير عبد العزيز أن أرامكو أبقت على إمدادات نفط عادية في أبريل نيسان إلى شركات التكرير الهندية بينما خفضتها لمشترين آخرين، في مؤشر على أن القلق ينتاب المملكة بشأن بحث الهند عن مصادر جديدة.

والسعودية رابع أكبر شريك تجاري للهند، وتستورد العديد من المنتجات ومنها الأغذية. وتدرس أرامكو شراء حصة 20 بالمئة في أنشطة النفط والكيماويات التابعة لريلاينس إندستريز. كما أنها جزء من مشروع مشترك لبناء مصفاة بطاقة 1.2 مليون برميل يوميا في الهند.

لكن أميتيندو باليت الباحث لدى الجامعة الوطنية في سنغافورة قال إنه سيكون من الصعب على السعودية العثور على مشتر بديل مستقر إذا واصلت الهند خفض المشتريات لفترة طويلة.

وقال باليت "هذه العلاقة الثنائية لا يجب أن تتأثر بسبب أي قرارات تخص سلعة أولية واحدة. لكن في ظل فائض عالمي، فإن المشترين في السوق لديهم قدر كبير من قوة التفاوض والمصادر".

© Reuters. تحليل-لعبة القوة.. الهند تستخدم 'سلاح' النفط لخفض الاعتماد على السعودية

(إعداد مروة سلام ومعتز محمد للنشرة العربية)

أحدث التعليقات

Hhhhhh
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.