Investing,com - لا يمر الذهب بأفضل عام له حتى الآن، فالتقلبات السعرية شديدة، لجانب مروره بربع أول سيء. ولكن في الربع الثاني يبدو أن الأمر تحسنت بعض الشيء، ولكن التقلب لم يغب عن المشهد. فخلال الأسبوع الماضي فقد الذهب 40 دولار بجلسة تداول واحدة بعد بيانات ADP المشيرة لسوق عمل أمريكي أقوى بكثير من المتوقع، بما زاد المخاوف من تضخم قوي، ورفع عوائد سندات الخزانة الأمريكي، وكذلك مؤشر الدولار الأمريكي.
ولكن مع بيانات يوم الجمعة لتقرير التوظيف الأمريكي، والتي جاءت أقل من المتوقع، تمكن الذهب من استعادة بعض الخسائر، ولكن فشل في الإغلاق أعلى أو عند 1,900 دولار للأوقية، وهو أحد المستويات النفسية الهامة.
ويظهر على الذهب الآن حساسية شديدة تجاه أي حديث لتشديد السياسة النقدية من الاحتياطي الفيدرالي، أي لمحة عن تشديد السياسة النقدية ترفع مؤشر الدولار وعوائد السندات وتهوي بالذهب.
لذا، وحتى الآن، العلاقة بين الذهب والسندات ما زالت عكسية وبقوة، وعلى جميع متداولي الذهب مراقبة أي تغير في عوائد السندات لأنه حتمًا سيؤثر على الذهب بالاتجاه المضاد.
كما أن الرسوم البيانية لسعر الذهب تشير لتفوق الثيران على الدببة في الوقت الراهن، ولكن الفنيات ما زالت مضطربة بما ينعكس بقوة على السعر ما إن يقع أي تغيير على مشهد الاقتصاد الكلي.
وعن الصلة بين الذهب وعملة بتكوين، أورد المحلل، فواد رازق زاده، في مقاله الحصري لموقع Investing.com عدم وجود أي صلة بين الذهب وبتكوين، ولكن الذهب بالفعل مرتبط بالعوائد والدولار.
اقرأ: الرسم البياني لليوم: العملات الرقمية فشلت في الاختراق، فهل الآن وقت الشراء؟
العلاقة بين الذهب والبيانات:
يستمد الذهب قوته الحالية من استمرار سياسات التيسير النقدي من الاحتياطي الفيدرالي. وما يعيق الانطلاق بقوة هو تكهن السوق بعدم قدرة الفيدرالي على مجابهة التضخم المرتفع في ظل تحسن بيانات الاقتصاد الكلي.
وبالتالي فكلما ظهر على الاقتصاد الكلي هدوء (أي عدم تحسن وتفوق على التوقعات بقوة) يتوقع السوق استمرار التحفيز، وبالتالي يرتفع سعر الذهب في ظل معدل الفائدة المنخفض، والأموال الرخيصة التي تغمر السوق.
ويقول بوب هابيركورن من آر جي أوه، إن الاتجاه الصاعد للذهب خلال شهر مارس يظل صاعد دون مساس.
وقال هابيركورن: "الاتجاه الصاعد مبني على بيانات التوظيف. فالذهب يحاول العودة لارتفاعات شهر أغسطس الماضي. وأرى الذهب صاعد حتى 1,920 دولار للأوقية خلال الأسبوع المقبل." "ما قد يعيق تقدم الذهب هو أحاديث رؤساء الفيدرالي وإشارة أي منهم لتشديد السياسة النقدية."
ويرى هابيركورن تدفق الأموال في فضاء الذهب ما إن ينجح في اختراق سعر 1,915 دولار للأوقية. فلو أغلق السعر أعلى 1,900 دولار للأوقية، وسيكون الثيران على استعداد للتوجه نحو 1,920 دولار للأوقية.
بينما يقول بيرت ميليك من آر جي أوه، إن الذهب يتحرك بنطاق بين 1,855 دولار للأوقية و1,935 دولار للأوقية، وربما يصل خلال الأسبوع المقبل لحوالي 1,920 دولار للأوقية.
وفي السادس عشر من الشهر الجاري ينتظر السوق قرار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي، والبيان الصادر بعده من رئيس الاحتياطي الفيدرالي.
وكالعادة يعتمد السوق على ما يقوله الفيدرالي. ولكن الفيدرالي يريد عودة الاقتصاد للتوظيف الكامل قبل اتخاذ أي قرار. واتخذ الفيدرالي الأسبوع الماضي قرارًا ببيع سندات الشركات التي اشتراها خلال وباء كورونا العام الماضي. ولكن برنامج شراء السندات بـ 120 مليار دولار يظل دون مساس.
بينما يرى خبير المعادن الثمينة إيثيريت ميلمان، أنه مع اقتراب موعد اجتماع لجنة السوق المفتوح التابعة للاحتياطي الفيدرالي خلال أسبوعين من الآن، لن يتحرك الذهب بقوة، وربما يظل بنطاق 1,870 و1,890 دولار للأوقية الأسبوع المقبل.
وباعتماد كل من: الذهب والدولار والسندات على بيانات التضخم وبيانات الاقتصاد الكلي، ينتظر السوق الأسبوع المقبل أرقام مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة. تخرج الأرقام يوم الخميس المقبل، ومن المتوقع أن يستمر ارتفاع التضخم، فتشير توقعات محللين أجرى Investing.com مسحًا لهم ارتفاع التضخم على أساس سنوي بـ 4.8%، وخلال الشهر الماضي كان التضخم عند أعلى المستويات منذ 2008، عندما وصل سعر النفط الخام لـ 146 دولار للبرميل.
ولكن القراءة المنتظرة هذا الأسبوع، وفق محللي آي إن جي، ستكون الأعلى منذ 1993.
وينتظر السوق بيانات سوق العمل، طلبات إعانة البطالة، يوم الخميس. ويصدر قرار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس.
ويرى محللون أن البيانات الأسوأ من المتوقع ستفيد الذهب، ولكن بيانات مؤشر أسعار المستهلك يتعين أن تأتي أقوى من المتوقع لتصب في صالح سعر الذهب.