Investing.com - ارتفع الذهب بقوة بعد بيانات التوظيف الأضعف من المتوقع يوم الجمعة، ليجني 15 دولارًا، ويرتفع لـ 1,782.35 دولار للأوقية. وجاء الارتفاع بدافع من تراجع مؤشر الدولار وتراجع عوائد سندات الخزانة التي هبطت فور صدور البيانات، ومنحت الذهب دافعًا قصير المدى.
ولكن سرعان ما تخلى الذهب عن أرباحه، ليغلق التداولات عند 1,757 دولار للأوقية.
جاء التراجع عقب استعادة مؤشر الدولار الأمريكي قوته، كما تعافت عوائد سندات الخزانة الأمريكية أجل 10 سنوات.
وتشير التقارير إلى أن الضعف غير المتوقع في سوق العمل يقلل من فرص اتخاذ الفيدرالي إجراءات تشديد نقدية خلال شهر نوفمبر. ولكن يظل هذا الافتراض مشكوك فيه، خاصة مع ارتفاع الأجور بأكثر من المتوقع، بما يزيد من الضغوط التضخمية، وربما يهدد بتحول التضخم من مؤقت لدائم، ووقوع الاقتصاد في موجة ركود تضخمي. كما أن معدل البطالة وصل لأدنى مستوى له منذ فبراير 2020، عند 4.8%. وكذلك خضعت الأرقام السابقة لشهري أغسطس، ويوليو لمراجعة ارتفاع. وإذا أضفنا زيادات الشهرين لرقم أكتوبر سيصل إجمالي الوظائف المضافة لـ 363 ألف، وهو ما يقترب من التقدير المبدئي عند 500 ألف وظيفة.
ويستمر عدد الموظفين في القطاع الخاص بالنمو، مع ارتفاع الأجور، التي جاءت على خلفية عدم وجود موظفين مناسبين، مما أجبر أصحاب العمل على رفع الأجور، ولكن عدم إيجاد موظفين بسهولة تظل مشكلة تواجه سوق العمل وتمنع من انطلاقته، وفي آي إن جي.
"الضغوط التضخمية ما زالت ترتفع، وتصب في صالح إجراءات تخفيف التيسيرات النقدية."
والموقف الراهن لم يتغير، فعلى أغلب الظن سيتخذ الفيدرالي قراره في نوفمبر المقبل، لأسباب عدة من بينها استمرار قيود سلاسل الإمداد بما يرفع التضخم وأسعار سوق الطاقة المستمرة في الارتفاع لمستويات هي الأعلى في عدة سنوات، مع إغلاق نفط برنت فوق 82 دولار، واستمرار قوة الغاز الطبيعي.
تشكل هذه العوامل خطر على الاقتصاد، وتخلق قيود ركود تضخمي.
ودخلت بعض الدول الغربية في ركود تضخمي في سبعينيات القرن الماضي، وارتفع عندها سعر الذهب من 40 إلى 635 دولار.
وفي حالة لم يتخذ الفيدرالي أي إجراء تشديدي قريبًا، ربما يظل الذهب هو أفضل تحوط، ولكن هذا مرهون بقرار الفيدرالي فقط.
ومن وجهة نظر فنية يرى تشولي ميلمان من آر جي أوه، أن الذهب فشل في الإغلاق عند ارتفاع 1,781 دولار للأوقية، ولكنه تمكن من الوصول للمتوسط المتحرك عند 50 يوم، ولو تمكن الذهب خلال الأسبوع المقبل من الإغلاق أعلى هذه المقاومة، يمكن أن يمهد هذا الطريق لـ 1,800 دولار للأوقية.
ويرى تشولي أن أولى دعوم الذهب القوية تظهر عند 1,720 دولار للأوقية.