من ستيفن شير
أنقرة (رويترز) - قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الأربعاء إنه يعتقد أن زيارة نظيره الإسرائيلي لأنقرة ستشكل نقطة تحول في العلاقات المتوترة منذ فترة طويلة بين القوتين الإقليميتين، مشيرا إلى أن أنقرة مستعدة للتعاون مع إسرائيل في قطاع الطاقة.
جاءت تصريحات أردوغان بعد محادثات أجراها مع الرئيس إسحق هرتزوج الذي صار يوم الأربعاء أول زعيم إسرائيلي يزور أنقرة منذ 2008.
ويسعى الخصمان إلى تجاوز فترة من العداء استمرت سنوات لأسباب أبرزها احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية ودعم أنقرة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تحكم غزة.
وقال أردوغان في مؤتمر صحفي في القصر الرئاسي "أعتقد أن هذه الزيارة التاريخية ستكون نقطة تحول جديدة في العلاقات التركية الإسرائيلية. هدفنا المشترك هو إحياء الحوار السياسي" على أساس المصالح المشتركة.
وأضاف "أعتقد أن هذه فرصة لإحياء التعاون في مجال الطاقة والذي كان قد بدأ في السابق"، في إشارة إلى أنشطة سفن التنقيب والمسح السيزمي التركية في البحر المتوسط والبحر الأسود.
وكان أردوغان قال في وقت سابق إن البلدين يمكنهما العمل سويا لنقل الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى أوروبا، في إحياء لفكرة نوقشت لأول مرة منذ أكثر من 20 عاما.
ومن الممكن أن تخفف إمدادات الغاز من منطقة البحر المتوسط اعتماد أوروبا على الغاز الروسي الذي أصبح موضوعا ساخنا في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا وما أعقبه من نداءات من القادة الأوروبيين لتقليل اعتماد القارة على الغاز الروسي.
وتعثرت خطط لمد خط أنابيب تحت سطح البحر من شرق البحر المتوسط إلى أوروبا مع استبعاد تركيا بعد أن أبدت الولايات المتحدة شكوكها في الأمر في يناير كانون الثاني.
وقال مسؤول تركي بارز إن غزو روسيا لأوكرانيا أظهر أن هناك حاجة لخطوات ملموسة لتنويع مصادر الطاقة في السوق.
وتابع قائلا "من الحيوي للغاية نقل موارد الغاز الإسرائيلي إلى تركيا ومن هناك إلى الأسواق الأوروبية... تركيا مستعدة لاتخاذ الخطوات الضرورية ولعب دورها في هذا الشأن".
وقال هرتزوج إن البلدين يجب أن يتفقا على أنهما لا يجب أن يتفقا على كل شيء.
وتابع قائلا "لكننا نطمح لحل خلافاتنا على أساس الاحترام المتبادل وحسن النية من خلال الآليات والمؤسسات المناسبة التي سنعمل على تطويرها معا مع تطلعنا سويا نحو مستقبل مشترك".
وأضاف "أنت وأنا وشعبك وشعبي، كلنا أبناء إبراهيم أبو المؤمنين بالله".
* احتجاج
هوت العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل إلى أدنى مستوى لها في 2018 عندما طرد البلدان السفيرين في نزاع بسبب قتل القوات الإسرائيلية 60 فلسطينيا خلال احتجاجات عنيفة على حدود قطاع غزة.
وأدى ذلك إلى توقف مصالحة تدريجية على مدار سنوات في أعقاب خلاف على هجوم إسرائيلي عام 2010 على سفينة مساعدات كانت في طريقها إلى غزة أسفر عن مقتل تسعة ناشطين أتراك. وتوفي ناشط عاشر أصيب في الحادث عام 2014 بعد أن ظل سنوات في غيبوبة.
وتظاهر عشرات الأتراك يوم الأربعاء احتجاجا على زيارة هرتزوج ودعوا أنقرة للرجوع عن "خطأ" تعزيز العلاقات في ظل العداء الطويل بسبب مقتل النشطاء.
وفي المظاهرة التي دعت إليها منظمة تأسست لدعم ضحايا هذا الحادث، اصطف عشرات الأشخاص خلف لافتة كتبوا عليها شعار يقول "لا نريد قاتلا في بلادنا".
وهتف المتظاهرون "مافي مرمرة هي فخرنا"، في إشارة إلى اسم سفينة المساعدات التي تعرضت للاعتداء.
وقال محمد تونج أحد النشطاء الذي كانوا على السفينة مافي مرمرة وقت الحادث "هذا مصدر ألم عظيم وعذاب. الأمر يشبه غرس سكين في صدر شعبنا".
ورغم سنوات العداء استمرت التجارة بين تركيا وإسرائيل وبلغت قيمتها 6.7 مليار دولار في 2021 ارتفاعا من خمسة مليارات دولار في العامين 2019 و2020 وفقا للأرقام الرسمية.
وقال أردوغان إنه يأمل أن تصل التجارة إلى عشرة مليارات دولار هذا العام.
(إعداد سلمى نجم وأحمد السيد للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)