Investing.com - ارتفعت أسعار النفط خلال اللحظات الحالية من تعاملات، اليوم الإثنين، بقوة على وقع استمرار إغلاق خط أنابيب كيستون في أمريكا الشمالية، وتوقعات بعودة الطلب الصيني بعد تخفيف قيود كورونا وهدوء وتيرة رفع الفائدة الفترة المقبلة، الأمر الذي جعل عددًا من المؤسسات والبنوك العالمية يتوقعون ارتفاع الأسعار الفترة القادمة، ولكن منهم من له رأي آخر.
قال بنك أوف أمريكا، إن سعر خام برنت القياسي قد يرتفع بشكل سريع ليتجاوز مستوى 90 دولارًا للبرميل، بدعم توقف الاحتياطي الفيدرالي عن رفع معدلات الفائدة وعودة الطلب الصيني.
ويتوقع اقتصاديو بنك ING أيضًا أن يقفز سعر خام برنت لما يقرب من 104 دولارا للبرميل في المتوسط، وذلك بحلول العام المقبل.
ولكن على الجانب الآخر، خفض محللو سيتي جروب (NYSE:C) متوسط توقعاتهم للخام العام المقبل بنسبة 10٪ إلى 80 دولارا للبرميل.
الولايات المتحدة "تحرق" الذهب الروسي..قرار يقيّد 133 مليار دولار روسي
الأسعار الآن
ارتفعت أسعار خام تكساس الأمريكي خلال هذه اللحظات من تعاملات، اليوم الإثنين، بنسبة 4% في البرميل، وصولًا إلى مستويات قرب الـ 74 دولار للبرميل.
وقفز خام برنت القياسي خلال تعاملات، اليوم الإثنين، في حدود 3% وصولا إلى مستويات قرب الـ 78.4 دولار للبرميل.
توقعات بنك أوف أمريكا (NYSE:BAC)
أفاد بنك أوف أمريكا في مذكرة بحثية حديثة، أن خام برنت قد يصل إلى متوسط 100 دولارًا للبرميل في العام المقبل، مقارنة بمستوياته الحالية قرب 76 دولارًا.
وبرر البنك توقعاته بتعافي الطلب الصيني على النفط مع إعادة فتح الاقتصاد، وهبوط الإمدادات الروسية من الخام بنحو مليون برميل يومياً بفعل العقوبات الأوروبية.
كما أشار إلى قرار تحالف “أوبك+” بخفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يومياً، والذي قد يقدم الدعم لأسعار الخام.
لكن بنك أوف أمريكا، أشار إلى أن توقعات الطلب والأسعار تعتمد بشكل كبير على تعافي نمو الطلب من جانب الصين والهند، موضحًا أن أي تأخير في إعادة فتح الاقتصادات الآسيوية قد يؤثر على توقعات الأسعار بشكل كبير.
عاجل: خلاف أوروبي يشعل أسعار الغاز الأمريكي.. صدقت روسيا وربحت واشنطن
توقعات بنك ING
توقع اقتصاديو بنك ING أن يقفز سعر خام برنت لما يقرب من 104 دولارا للبرميل في المتوسط، وذلك بحلول العام المقبل.
واستدل الخبراء على ذلك، بأن المعروض من النفط الروسي سيشهد انخفاضا هائلا في أوائل العام القادم، قُدرت بنحو 1.8 مليون برميل في اليوم على أساس سنوي.
وعلاوة على ذلك، لن يكون معروض النفط الأمريكي قادرا على سد تلك الفجوة، بالتزامن مع استمرار تخفيضات إمدادات أوبك +، مما عزز احتمالات الخبراء بصدد التضييق الشديد الذي سيشهده سوق النفط طوال عام 2023.
خط كيستون
أدت أنباء وقوع حادث إغلاق خط أنابيب كيستون، التابع لشركة ترانس كندا في الولايات المتحدة، إلى ارتفاع قصير يوم الخميس، لكن أسعار النفط الخام تراجعت بعد ذلك، إذ اعتبرت السوق أن الإغلاق سيكون قصيرًا، ولكن مع استمرار الإغلاق ارتفعت الأسعار بقوة الآن.
تسرب أكثر من 14 ألف برميل من النفط الخام في جدول بكانساس، ما يجعله أحد أكبر تسربات النفط الخام في الولايات المتحدة منذ ما يقرب من عقد من الزمان.
وقال المحلل في آر بي سي كابيتال، روبرت كوان، إن الانقطاعات السابقة الناجمة عن التسربات تُصحح عادةً في غضون أسبوعين تقريبًا، على الرغم من أن الانقطاع الأخير قد يكون أطول، نظرًا لأنه ينطوي على تسرب في أحد الموارد المائية.
النفط خلال عام 2022
تراجع الطلب الصيني
الصين هي أكبر مستورد للخام في العالم، وثاني أكبر دولة مستهلكة للنفط بعد الولايات المتحدة، وأدى التدخل الحكومي الصارم لاحتواء تفشي فيروس كورونا خلال عام 2022 إلى هبوط حاد في الإنتاج الصناعي والاقتصادي، فضلا عن الطلب على السفر.
ووفقا لتقديرات المحللين، فقد أدت الإجراءات التي اتخذتها الصين إلى خفض الطلب على النفط بما يتراوح بين 30 و40% في البلاد.
كما لم تشهد بدايات فصل الشتاء في أوروبا انخفاضا حادا في درجات الحرارة، مما حدّ من الطلب على أنواع الوقود المختلفة، بما في ذلك نواتج التقطير مثل زيت التدفئة المستخدم في توليد الطاقة وتدفئة المنازل.
وانخفض النشاط الاقتصادي بشكل عام حول العالم، لا سيما في الصين وأيضا في الولايات المتحدة.
الفائدة والدولار
لمحاربة ارتفاع التضخم، اتخذت بنوك مركزية حول العالم سلسلة قرارات برفع معدلات الفائدة لتهدئة الاقتصاد وسوق العمل.
وأدت زيادات معدلات الفائدة إلى صعود قيمة الدولار، الأمر الذي ضغط على أسعار النفط، إذ أن ارتفاع الدولار يجعل السلعة المقومة به أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى.
مخاوف التوريد
في أكتوبر اتفقت “أوبك+”، التي تضم منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” وحلفاء من خارجها من بينهم روسيا، على خفض الإنتاج المستهدف بمليوني برميل يوميا، تعادل 2% من الطلب العالمي، اعتبارا من نوفمبر وحتى نهاية 2023 بهدف ضمان استقرار أسواق النفط، بعد بيانات أشارت لضعف التوقعات الاقتصادية العالمية.
ويذكر أن نحو نصف الخفض الخاص بأوبك هو على الورق فقط، بالنظر إلى أن المنظمة دأبت في الفترة الماضية على إنتاج أقل من الكمية المستهدفة، وفي الوقت نفسه، ارتفع الإنتاج في الولايات المتحدة.
وينمو الإنتاج المحلي ببطء لكنه وصل في الآونة الأخيرة إلى 12.2 مليون برميل يوميا، وهو أعلى مستوى منذ الموجة الأولى من وباء كورونا في مارس من عام 2020.
ومن بين الأسباب التي قادت لارتفاع الأسعار المخاوف من أن تؤثر سلسلة العقوبات التي فرضتها الدول الأوروبية والولايات المتحدة على روسيا على إمداداتها.
ورغم أن إنتاج روسيا قد تراجع بالفعل، فإنه لم يحدث بالسرعة التي كانت متوقعة.
وفرضت دول مجموعة السبع وأستراليا هذا الأسبوع سقفا عند 60 دولارا للبرميل من الخام الروسي المنقول بحرا لتقويض قدرة روسيا على تمويل حربها في أوكرانيا.
غير أن النفط الروسي يجري بالفعل تداوله بخصم عن هذا السعر، مما يعني أنه من المستبعد أن تؤدي هذه الخطوة إلى اضطرابات في الأسواق.