من عزيز اليعقوبي وحميرة باموق
الرياض (رويترز) - قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الخميس إن واشنطن ستمضي قدما في جهود تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين حليفتيها الرئيسيتين في الشرق الأوسط، السعودية وإسرائيل.
لكن بلينكن امتنع عن الإفصاح عما إذا كانت الولايات المتحدة ستدعم طموحات الرياض النووية.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع بلينكن، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إنه يأمل في التوصل لاتفاق أمريكي لدعم مسعى المملكة لتوليد الطاقة النووية.
ولم يتطرق أي منهما إلى احتمال أن يكون الدعم الأمريكي لبرنامج نووي مدني سعودي مقابل التطبيع مع إسرائيل، وهي صفقة لوحت بها الرياض.
ويزور بلينكن السعودية في إطار مسعى أمريكي لنزع فتيل الخلاف بين البلدين بخصوص عدة قضايا منها أسعار النفط وحقوق الإنسان وانفتاح الرياض على إيران.
وقال الوزير الأمريكي إن تطبيع العلاقات بين إسرائيل وجيرانها لتمهيد الطريق أمام شرق أوسط أكثر تكاملا يمثل أولوية للولايات المتحدة.
وأضاف في ختام زيارته التي استغرقت ثلاثة أيام "ناقشنا ذلك (تطبيع إسرائيل مع العرب) هنا وسنواصل العمل عليه لدفعه قدما في الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة".
وتقاوم السعودية ضغوطا أمريكية شديدة لإنهاء عدم اعترافها بإسرائيل، على غرار ما فعلت الإمارات والبحرين.
وأقر الأمير فيصل بأن التطبيع سيحقق فوائد لكنها ستكون محدودة ما لم يكن هناك مسار صوب حل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال مصدر مطلع إن الرياض تريد دعم الولايات المتحدة لبرنامجها النووي المدني مقابل التطبيع مع إسرائيل. وجاء في تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال في مارس آذار أن المساعدة النووية، والضمانات الأمنية أيضا، كانت من بين الامتيازات التي طالبت بها الرياض.
وقال الأمير فيصل إن السعودية تفضل أن تكون الولايات المتحدة من مقدمي العطاءات لتطوير البرنامج، لكنه لم يوضح إذا كانت الطموحات النووية شرطا مسبقا للتطبيع.
وتعثرت المحادثات بشأن التعاون النووي المدني في ظل رفض الرياض الموافقة على قيود تخصيب اليورانيوم وإعادة معالجة الوقود المستنفد والتي تستهدف منعها من تطوير أسلحة نووية.
وقال الأمير فيصل "لدينا خلافات في الرأي لكننا نعمل على إيجاد آليات لنكون قادرين على العمل معا" مضيفا أن هناك داعمين آخرين وأن السعودية تعتزم المضي قدما في البرنامج.
* لا "إهداءات"
وبلينكن هو ثاني مسؤول أمريكي كبير يزور أقرب حليف استراتيجي لواشنطن في الشرق الأوسط خلال أقل من شهر بعد زيارة مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان في السابع من مايو أيار.
ومع ذلك، فإن اجتماعات بلينكن مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، ووزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، لم تُنشر إلا في صفحات داخلية في الوطن وعكاظ، أكبر صحيفتين في السعودية.
وقال مسؤول أمريكي إن بلينكن وولي العهد السعودي أجريا محادثات "منفتحة وصريحة" لمدة ساعة و40 دقيقة، تناولت موضوعات بينها الصراع في اليمن والحرب في السودان وإسرائيل وحقوق الإنسان.
قال عبد العزيز الغشيان، المحلل السعودي المتخصص في العلاقات الخليجية الإسرائيلية، إن الرياض لن تتزحزح عن موقفها حيال التطبيع لأسباب منها حكومة إسرائيل القومية الدينية المتطرفة واستياؤها من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وأضاف "هذه ليست الإدارة الأمريكية التي يريد السعوديون إهداءها تطبيع علاقاتهم بإسرائيل".
وقال "سيكون إنجازا هائلا، سيكون تحت مظلة أمريكية، وهم لا يريدون أن يكون لإدارة بايدن أي فضل في ذلك".
استفادت الرياض أيضا من علاقاتها المتنامية مع روسيا والصين، في وقت لم تقبل فيه إدارة بايدن بمطالب سعودية منها رفع القيود على مبيعات الأسلحة والمساعدة في صناعات التكنولوجيا الفائقة الحساسة.
وساءت العلاقات الأمريكية السعودية منذ مقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي، الذي كان مقيما في الولايات المتحدة، عام 2018 داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.
وتدهورت العلاقات بعد أن تولت إدارة بايدن السلطة في أوائل 2021 ونشرت تقييما للمخابرات مفاده أن الأمير محمد بن سلمان وافق على قتل خاشقجي وهو ما نفاه ولي العهد.
وتعتمل خلافات أخرى بين الجانبين بشأن تدخل السعودية في الصراع اليمني وكذلك علاقاتها مع الصين وأسعار النفط.
(شارك في التغطية مها الدهان - إعداد محمد حرفوش ومحمد محمدين مروة سلام وسلمى نجم- للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)