Investing.com - ارتفع الذهب مع بداية الأسبوع الأخير من العام، حيث يتطلع المتداولون إلى تخفيضات أسعار الفائدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي في عام 2024 وضعف العملة الأمريكية، إذ يأتي ذلك بعدما حقق المعدن الأصفر ارتفاعات ملحوظة خلال هذا العام رغم ارتفاع أسعار الفائدة.
يتم تداول السبائك بالقرب من مستوى قياسي مرتفع، متجهًا لتحقيق أول زيادة سنوية له في ثلاث سنوات، حيث عززت البيانات التي تظهر تراجع ضغوط الأسعار الأمريكية التوقعات بتخفيضات متعددة لأسعار الفائدة في عام 2024.
اقرأ أيضًا: عملة رقمية تتعرض لهجوم سيبراني وتفقد 65% من قيمتها في لحظات
أظهرت بيانات يوم الجمعة أن التضخم في الولايات المتحدة انخفض في نوفمبر للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف، مما دفع الزيادة السنوية في التضخم إلى أقل من 3٪. حيث كشفت بيانات وزارة التجارة الأمريكية، ارتفاع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي بنسبة 3.2% في نوفمبر على أساس سنوي و0.1% على أساس شهري، في مقابل توقعات رجحت تسجيل الأسعار زيادة بنسبة 3.3% و0.1% على التوالي.
وتتوقع أسواق المقايضة الآن فرصة تزيد عن 80% لخفض الفائدة بحلول مارس/آذار، وهو ما سيكون إيجابيا بالنسبة للأصول التي لا تحمل فائدة مثل الذهب، على الرغم من أن بعض مسؤولي البنك المركزي تراجعوا عن احتمال التيسير المبكر.
اقرأ أيضًا: دولة عربية تتصدر قائمة البنك الدولي للدول الأكثر تأثرًا بارتفاع أسعار الغذاء
على الجانب الآخر، من الجدير التكرار بأن شهر يناير هو أفضل شهر بالنسبة للذهب. في الأسابيع القليلة الماضية، ارتفع الذهب ليستقر بالقرب من مستويات قياسية في تداولات ديسمبر، منتعشًا من حوالي 1975 دولارًا إلى حوالي 2050 دولارًا حاليًا. ومع ذلك، فإن المقاومة الرئيسية من أعلى مستوى لعام 2020 عند 2075 دولارًا تقريبًا لا تزال صامدة على الرسوم البيانية اليومية والأسبوعية والشهرية، ويظل هذا هو المستوى الحرج الذي يجب مراقبته مع التوجه إلى العام المقبل.
وفي غضون ذلك، من غير المؤكد أن الذهب سيكون قادرًا على التألق في تداولات يناير مرة أخرى. وذلك لأنه إذا أراد الذهب أن يتقدم أكثر، فيجب عليه كسر مستوى المقاومة الرئيسي الموضح أعلاه. وهذا يعني أن الذهب يحتاج إلى الارتفاع ليغلق عند مستويات قياسية.
ويأتي ارتفاع الذهب منذ نوفمبر أيضًا على خلفية ضعف الدولار وانخفاض عائدات السندات، حيث يعد الأخير محركًا رئيسيًا على وجه الخصوص. يأتي ذلك في الوقت الذي تتوقع فيه الأسواق تخفيضات بأسعار الفائدة من البنك المركزي العام المقبل. حيث حقق الذهب مكاسب بأكثر من 13% منذ بداية العام.
اقرأ أيضًا: الذهب يجني المزيد من المكاسب.. ويتجهز لاختراق هذا المستوى
الذهب في تركيا ومصر
لم يتوقف الذهب عن الارتفاع عالميًا فقط، بل واصل صعوده بشكل قياسي في عدد من الأسواق الناشئة، خاصة في تركيا ومصر، باعتبار أن العملتين في هاتين الدولتين تعرضتا لانخفاضات ملحوظة خلال هذا العام.
ففي تركيا، ارتفع سعر جرام الذهب في الأسواق المحلية، وبلغ ذروته مقتربًا من مستوى 2000 ليرة تركية. حيث حطم جرام الذهب رقمًا قياسيًّا قبل قرار البنك المركزي التركي رفع سعر الفائدة، وسجل جرام الذهب إلى ذروته بـ 1976 ليرة.
ويسجل سعر غرام الذهب ليرة تركية نحو 1945 ليرة خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم، بارتفاع بلغ 1.15%. حيث يأتي ذلك بالتزامن مع تراجع الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي بنسبة 0.32% إلى 29.33 ليرة للدولار الواحد. وفقد الليرة أكثر من نصف قيمتها خلال هذا العام فقط.
أما في مصر، فتواصل أسعار الذهب تحقيق مستويات قياسية غير مسبوقة، حيث قفزت الأسعار اليوم لأعلى مستوياتها على الإطلاق، بالتزامن مع ارتفاع الدولار بالسوق السوداء أيضًا.
جاءت ارتفاعات أسعار الذهب في مصر أيضًا مدفوعة بتوقعات تعويم الجنيه المصري مطلع العام القادم، حيث يتهافت الأفراد على شراء المعدن الأصفر لحماية مدخراتهم من انخفاض قيمة العملة المتوقع، وهو ما أدى إلى زيادة الطلب على الذهب وبالتالي ارتفاع الأسعار. ورفع بنك HSBC توقعاته لسعر الدولار مقابل الجنيه في الربع الأول من عام 2024. هذه التوقعات تشير إلى خفض متوقع لقيمة العملة المحلية، مما يعني أن سعر الدولار قد يتراوح بين 40 و45 جنيهًا، وهذا يعد تغييراً عن توقعات سابقة للبنك التي كانت تتراوح ما بين 35 و40 جنيهًا.
ويسجل عيار ذهب 21 الآن حوالي 3250 جنيهًا، وهو أعلى مستوى وصل إليه، حيث يعد هذا العيار هو الأكثر مبيعًا في مصر.
أما عيار 24 فيسجل 3710 جنيهًا مصريًا للجرام الواحد.