من مايكل هولدن
برايتون (إنجلترا) (رويترز) - يهدد الخضر الذين تتصاعد أسهمهم في بريطانيا آمال حزب العمال بتحقيق فوز في الانتخابات التي ستجري في مايو أيار حتى رغم أن دعاة الحفاظ على البيئة اليساريين قد لا يفوزون بمقاعد جديدة في البرلمان بل قد يخسرون المقعد الوحيد الذي يشغلونه.
وتتقارب شعبية حزب العمال الذي يتزعمه إد ميليباند -وهو حزب المعارضة الرئيسي- مع حزب المحافظين الحاكم الذي يتزعمه ديفيد كاميرون ولذلك فإن كل ناخب يتخلى عن حزب العمال لصالح الخضر قد يقرب كاميرون من تحقيق فوز ثان وفقا للنظام الانتخابي البريطاني (المرشح الذي يحصل على أعلى الاصوات يصبح الفائز بالمقعد).
وقال صادق خان -وهو نائب بارز عن حزب العمال كلف بإعداد إستراتيجية لمواجهة خطر الخضر- "إذا لم تصوت لحزب العمال وإذا صوت لصالح حزب الخضر في بعض المقاعد فإن هذا قد يعني أنك تساعد عضوا بالبرلمان من حزب المحافظين على العودة."
وفي الانتخابات العامة السابقة في عام 2010 أعلن حزب الخضر الفوز بأول مقعد له في ويستمنستر لكنه حصل على واحد في المئة فقط من الأصوات. ولم يكن الحزب الذي ينظر الى أعضائه على أنهم نشطاء هامشيون القوة السياسية الرئيسية في بريطانيا كما هو الحال في دول اوروبية أخرى مثل ألمانيا حيث يشغل الخضر 60 مقعدا في البوندستاج منذ ان اندمج مع حزب تحالف 90 (الذي تم تأسيسه في عامي 1989 و1990 في شرق ألمانيا).
غير أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن هذا الوضع ربما يكون على وشك التغير إذ يبتعد ناخبون عن الحزبين اللذين سيطرا على النظام السياسي في بريطانيا لمدة قرن وأصيب ناخبو حزب العمال بخيبة أمل ازاء التزام الحزب بخفض الإنفاق العام.
ومن غير المرجح ان تسبب الرسالة المناهضة للتقشف لحزب الخضر الزلزال السياسي الذي أحدثه سيريزا الذي فاز في الانتخابات التي جرت الشهر الماضي في اليونان لكن استطلاعا للرأي في الآونة الاخيرة أشار إلى أن التأييد الذي يتمتع به بلغ 11 في المئة.
وعلى مدى الشهور القليلة الماضية سجل الخضر بين 6 و9 في المئة وهو ما يزيد غالبا عن حزب الديمقراطيين الاحرار الشريك الصغير في حكومة كاميرون.
والتحول الى الخضر يسبب صداعا رئيسيا لحزب العمال الذي فقد بالفعل تأييد الطبقة العاملة التقليدي لصالح الحزب القومي الإسكتلندي بعد الاستفتاء على استقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة في العام الماضي.
كما انه يكافح لوقف تدفق الأصوات نحو حزب الاستقلال البريطاني المناهض لأوروبا الذي استغل الاستياء من برامج التقشف ويتهم الاتحاد الأوروبي بفتح أبواب الفيضان أمام المهاجرين الوافدين الذين "يسرقون الوظائف".
وتشير تقديرات روب فورد كبير المحاضرين في العلوم السياسية بجامعة مانشستر الى أنه يوجد الآن 22 دائرة انتخابية أخرى تخضع لتهديد الخضر من بين 650 دائرة يجب ان يتشبث بها حزب العمال أو يفوز فيها لكي يكسب الانتخابات.
وقال فورد لرويترز "إنه وضع مرعب لحزب العمال يجد نفسه فيه." واضاف "إنهم يجدون بصفة اساسية أن تحالفهم الانتخابي يتآكل من الجانبين ... لا يمكنه ان يتقرب من جماعة دون أن يسئ إلى الأخرى."
وقال "اذا لم تذهب ستة مقاعد الى حزب العمال بسبب الخضر وتخلف العمال بواقع ثلاثة مقاعد عن المحافظين فان هذا الأمر سيكون له تأثير. كل شيء له تأثير في الانتخابات."