Investing.com - سجل الذهب ارتفاعًا قياسيًا جديدًا فوق مستوى 3,000 دولار للأوقية يوم الثلاثاء، حيث لجأ المستثمرون إلى المعدن كملاذ آمن وسط تجدد الصراع في الشرق الأوسط ومخاوف بشأن خطط الرسوم الجمركية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وصل الذهب الفوري إلى ذروته عند 3,038 دولارًا خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم، مرتفعًا بنسبة 1.1%. وارتفعت الأسعار فوق 3,000 دولار لأول مرة في 14 مارس.
كما صعدت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 1.2% لتصل إلى 3,047 دولارًا.
جاءت مكاسب الذهب بالتزامن مع ارتفاع أسعار الواردات في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع بنسبة 0.4% خلال فبراير، مدفوعة بارتفاع تكاليف السلع الاستهلاكية والوقود، مما أثار مخاوف بشأن التضخم. وعلى الرغم من توقعات الاقتصاديين بانخفاض الأسعار، أظهرت البيانات ارتفاعًا سنويًا بنسبة 2.0% حتى فبراير. كما أظهرت مؤشرات أسعار المستهلكين والمنتجين نتائج أقوى من المتوقع، مما قد يؤثر على قرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.
في الوقت نفسه، شهد قطاع بناء المنازل ذات العائلة الواحدة انتعاشًا، لكنه يواجه تحديات بسبب ارتفاع تكاليف البناء ونقص العمالة، مما يهدد استدامة هذا النمو.
مع استمرار التراجع الحاد والانخفاضات الواسعة التي تضرب الأسواق، يرى بعض المستثمرين أن هذه التقلبات توفر فرصًا ذهبية للشراء عند الانخفاض، إذ تمثل أسهم شركات الذهب فرص شراء حاليًا باعتبارها تستفيد من عدم اليقين والاضطرابات كالمعدن الأصفر. يمكن للمستثمرين الذين يرغبون في استغلال هذه التحركات الحادة بذكاء الاستفادة من InvestingPro، الذي يقدم توصيات شهرية لأكثر من 100 سهم، مدعومة بتحليلات متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، لمساعدتك على تحديد نقاط الدخول والخروج المثلى في السوق. اضغط هنا لاكتشاف المزيد من الفرص الاستثمارية!
عوامل دعم ارتفاع الذهب
قال أولي هانسن (Ole Hansen)، رئيس استراتيجية السلع في بنك ساكسو (Saxo Bank): "هناك عاصفة مثالية من العوامل الداعمة للذهب". وأضاف: "التركيز الحالي ينصب على التوترات في الشرق الأوسط التي تأتي إلى جانب المخاوف الاقتصادية بشأن توجه الاقتصاد الأمريكي".
يُعتبر الذهب وسيلة تحوط ضد عدم الاستقرار الجيوسياسي والاقتصادي، وقد ارتفع بأكثر من 15% منذ بداية العام، محققًا مستويات قياسية 14 مرة خلال 2024.
أعلنت السلطات الصحية الفلسطينية يوم الثلاثاء أن الضربات الجوية الإسرائيلية على غزة أسفرت عن استشهاد أكثر من 400 شخص، مما يهدد بانهيار كامل للهدنة التي استمرت شهرين.
خطط ترامب للرسوم الجمركية وتأثيرها على الأسواق
في الوقت نفسه، يواصل دونالد ترامب تنفيذ سلسلة من الرسوم الجمركية الأمريكية، بما في ذلك فرض رسوم ثابتة بنسبة 25% على الصلب والألمنيوم، والتي بدأ تطبيقها في فبراير، بالإضافة إلى رسوم جمركية متبادلة وقطاعية من المقرر فرضها في 2 أبريل.
يترقب المستثمرون أيضًا اجتماعات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنوك المركزية الأخرى هذا الأسبوع. وقد أبقى الفيدرالي أسعار الفائدة مستقرة حتى الآن هذا العام بعد تنفيذ ثلاثة تخفيضات في 2024، لكن الأسواق تتوقع استئناف التيسير النقدي في يونيو.
قال نيتيش شاه (Nitesh Shah)، محلل السلع في WisdomTree: "اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية (FOMC) يأتي وسط خلفية سياسية فوضوية تتعلق بالرسوم الجمركية، وهو ما قد يدفع الذهب إلى مستويات أعلى إذا اتخذ الفيدرالي موقفًا متساهلًا تجاه أسعار الفائدة".
قال ديفيد راسل (David Russell)، الرئيس التنفيذي لشركة GoldCore: "في المدى القصير، يواجه الذهب بعض المقاومة عند مستوى 3,050 دولارًا، مما قد يؤدي إلى عمليات جني أرباح وتراجع طفيف. لكن إذا تجاوز هذا الحاجز، فقد نرى الأسعار تتجه نحو 3,150 إلى 3,200 دولار بحلول نهاية الشهر".
أداء المعادن الأخرى
ارتفعت الفضة بنسبة 0.5% لتصل إلى 34.02 دولارًا للأوقية، بينما صعد البلاديوم بنسبة 0.8% إلى 972.24 دولارًا. في المقابل، تراجع البلاتين بنسبة 0.6% ليصل إلى 994.15 دولارًا.