Investing.com - كشفت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عن انخفاض مخزونات النفط الأمريكية بواقع 3.341 مليون برميل، بينما سجلت القراءة السابقة زيادة في حدود 1.745 مليون برميل. وكانت توقعات الخبراء تشير إلى زيادة بنحو 1.5 مليون برميل فقط.
كانت أسعار النفط قد ارتفعت يوم الأربعاء مع تصاعد المخاوف بشأن تشديد الإمدادات العالمية، وذلك بعد تهديد الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية على الدول التي تشتري النفط الخام الفنزويلي.
تصعد عقود خام برنت الآن بمقدار 80 سنتًا، أو بنسبة 1.11%، لتصل إلى 73.19 دولارًا للبرميل، وهو أعلى مستوى لها منذ 28 فبراير.
كما ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 91 سنتًا، أو بنسبة 1.3%، لتصل إلى 69.90 دولارًا للبرميل.
التوترات الأمريكية-الفنزويلية وتأثيرها على السوق
توقفت تجارة النفط الفنزويلي مع الصين، أكبر مشترٍ له، يوم الثلاثاء، وذلك بعد أن أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا يهدد بفرض رسوم جمركية على الدول التي تشتري النفط من كاراكاس، وذلك بعد أيام فقط من فرض واشنطن عقوبات تستهدف واردات الصين من إيران.
وفي يوم الاثنين، وقع ترامب أمرًا تنفيذيًا يمنح إدارته سلطة فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات النفط الخام والوقود السائل من أي دولة تشتري النفط الفنزويلي، وذلك بموجب قانون السلطات الاقتصادية الطارئة الدولية لعام 1977.
وقال محللون في باركليز (LON:BARC) في مذكرة بحثية إن الخصم على صادرات فنزويلا قد يصل إلى 35%، كما أن الصعوبات في عمليات التسويق قد تؤدي إلى اختناقات قد ينتج عنها توقف الإنتاج بما يصل إلى 400 ألف برميل يوميًا، وهو ما يمثل أكثر من نصف صادرات فنزويلا النفطية.
وأشار المحللون إلى أن فنزويلا قد تخسر 4.9 مليار دولار من الإيرادات، أي أكثر من نصف صادراتها النفطية أو ما يزيد عن 10% من الناتج المحلي الإجمالي.
رد فعل الصين على التهديدات الأمريكية
يُعد النفط المصدر الرئيسي للصادرات الفنزويلية، فيما تواجه الصين بالفعل رسومًا جمركية أمريكية على وارداتها. وقال التجار والمصافي (TADAWUL:2030) الصينية إنهم ينتظرون لمعرفة كيفية تنفيذ القرار الأمريكي، وما إذا كانت بكين ستوجههم إلى التوقف عن شراء النفط الفنزويلي.
وقال آشلي كيلتي، المحلل في بانمور ليبرم، إن "أسواق النفط الفعلية تشهد شحًا مع تغير تدفقات النفط نتيجة سلسلة العقوبات الأمريكية".
في الأسبوع الماضي، فرضت واشنطن جولة جديدة من العقوبات على مبيعات النفط الإيراني، حيث استهدفت كيانات من بينها شركة Shouguang Luqing Petrochemical، وهي مصفاة مستقلة في مقاطعة شاندونغ شرق الصين، بالإضافة إلى السفن التي تزود هذه المصافي بالنفط، حيث تُعد الصين أكبر مشترٍ للنفط الإيراني.
وقال خورخي ليون، رئيس قسم التحليل الجيوسياسي في ريستاد إنرجي، إن منظمة أوبك+ OPEC+ قد تزيد الإنتاج تحسبًا لعقوبات أمريكية محتملة، مما قد يساعد في تعويض فقدان يصل إلى 1.5 مليون برميل يوميًا من صادرات النفط الإيراني دون زعزعة استقرار أسعار النفط العالمية.
في المقابل، حدّت بعض التطورات من ارتفاع أسعار النفط، حيث توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاقات مع كل من أوكرانيا وروسيا لوقف الهجمات البحرية والهجمات على منشآت الطاقة، وذلك بعد أن وافقت واشنطن على السعي لرفع بعض العقوبات عن موسكو.
وقالت كييف وموسكو إنهما ستعتمدان على واشنطن لضمان تنفيذ هذه الاتفاقات، لكنهما أعربتا عن شكوكهما في التزام الطرف الآخر بها.
وقالت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي الأسواق في فيليب نوفا، إن الارتفاع الحالي في أسعار النفط يُعد ظاهرة مؤقتة، مشيرة إلى أن التباطؤ الاقتصادي المحتمل نتيجة رسوم ترامب الجمركية قد يحد من أي زيادات كبيرة في الأسعار.