Investing.com - من المتوقع أن يصل سعر الذهب إلى 6000 دولار للأونصة مع نهاية ولاية الرئيس دونالد ترامب، بحسب فرانك هولمز، الرئيس التنفيذي لشركة "يو. إس. غلوبال إنفستورز" (U.S. Global Investors) ورئيس مجلس إدارة شركة "هايف ديجيتال تكنولوجيز" (Hive Digital Technologies).
وقال هولمز إن هذا الارتفاع مدفوع بإعادة هيكلة النظام المالي العالمي، وتراجع الاعتماد على الدولار، وزيادة غير مسبوقة في مشتريات الذهب من قبل الحكومات، وخاصة الصين.
وأضاف هولمز: "أعتقد أن الهدف هو الوصول إلى 6000 دولار خلال فترة ولاية الرئيس ترامب. إذا زادت الرسوم الجمركية بنسبة 25%، فإن الدولار سيتراجع بنسبة مماثلة".
وقد حافظ الذهب على سعر يقارب 3300 دولار للأونصة يوم الجمعة، بعد أن سجل أعلى مستوى له عند 3509 دولارات في وقت سابق من الأسبوع الماضي، قبل أن يتراجع بمقدار 200 دولار. بينما يتوقع مصرف "جي بي مورغان (NYSE:JPM)" (JPMorgan) أن يصل الذهب إلى 4000 دولار خلال 12 شهراً، يرى هولمز أن هناك مجالاً أكبر للارتفاع إذا استمرت البنوك المركزية حول العالم في وتيرة الشراء الحالية.
استفد من خبرة إنفستنغ برو في تحليل أسهم التعدين - في بيئة تتأثر بشدة بالسياسات النقدية والتجارية، نقدم لك تحليلات متعمقة لأداء أسهم شركات الذهب، مع تركيز خاص على تأثير تحركات الدولار وتوقعات الفائدة على القطاع. احصل على تقارير مفصلة عن مؤشرات الربحية، مستويات الديون، واستراتيجيات النمو للشركات الكبرى، مما يمكنك من بناء محفظة استثمارية قوية في قطاع التعدين تواكب التغيرات السوقية وتستفيد من تحركات الأسعار.
دور الصين في صعود الذهب
برز بنك الشعب الصيني (PBoC) كأكبر مشترٍ للذهب على مستوى الحكومات للشهر الخامس على التوالي. ففي الربع الأول من عام 2025 وحده، أضافت الصين أكثر من 27 طناً إلى احتياطاتها، لتصل إلى أكثر من 2300 طن، وهو أعلى مستوى رسمي في تاريخ البلاد الحديث. وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن الرقم الحقيقي قد يكون أعلى بكثير عند احتساب ممتلكات الكيانات الحكومية الأخرى مثل "إدارة الدولة للنقد الأجنبي" (SAFE) والبنوك التجارية.
ويقول هولمز إن هذه المشتريات تمثل جزءاً من استراتيجية الصين الأوسع لتقليل الاعتماد على الدولار وتعزيز مصداقية اليوان كعملة تجارية عالمية. وأضاف: "شي جين بينغ زاد من الإنفاق العسكري بشكل كبير... كما أن لديه كاسحات جليد، ويقوم بتصنيع كاسحات جليد نووية لأنه يعتقد أن بحر القطب الشمالي ملك له"، محذراً من أن هذه التوترات الجيوسياسية تعجل بتراجع الدولار البنيوي.
نظام عالمي جديد قيد التشكل
يواجه الاحتياطي الفيدرالي ضغوطاً سياسية متزايدة لخفض أسعار الفائدة في ظل تصاعد التوترات التجارية، بينما خفّض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة إلى 1.2% فقط لعام 2025. ووجّه وزير الخزانة سكوت بيسينت هذا الأسبوع انتقادات لصندوق النقد والبنك الدولي، متهماً إياهما بالتركيز على السياسات الاجتماعية بدلاً من الاستقرار الاقتصادي، داعياً إلى "إعادة ضبط" للنظام النقدي العالمي.
ويرى هولمز أن هذا التحول في السياسات سيؤدي إلى إضعاف إضافي للدولار. وأضاف: "هناك زر إعادة ضبط يُضغط الآن... وهناك حرب مع زعيم الصين". وأوضح أنه بينما يعمل تكتل "بريكس" على إنهاء الاعتماد على الدولار، فإن الواقع يشير إلى ارتفاع التداول بالدولار وتراجع اليورو، ما يدل على أن إعادة الهيكلة النقدية قد بدأت فعلياً.
وقال: "أعتقد أن الدولار سيتراجع في التداول... فعندما تكون أسعار الفائدة الحقيقية سالبة، وتتم طباعة الأموال، فإن ذلك يؤدي إلى تخفيضات في القيمة، ويُعيد الذهب إلى الواجهة كأصل استثماري".
أسهم الذهب ما زالت متأخرة
على الرغم من صعود أسعار الذهب، يقول هولمز إن معظم المستثمرين لا يزالون غافلين عن الفرص في أسهم شركات الذهب. وأوضح: "هناك فرصة هائلة في أسهم الذهب... فقد تراجعت إلى 1% فقط من المحافظ الاستثمارية في صناديق المؤشرات، لكنها الآن تعود ببطء إلى 2%".
وأعلنت شركة "نيو (NYSE:NIO) مونت" (Newmont Corp)، أكبر شركة تعدين ذهب في العالم، هذا الأسبوع عن أعلى تكلفة شاملة لكل أونصة منذ ما يقرب من عقد عند 1651 دولاراً، لكنها تجاوزت التوقعات من حيث الأرباح نتيجة ارتفاع أسعار الذهب. ويرى هولمز أن هذا يمثل نقطة تحول. وأضاف: "شركات الذهب تحقق تدفقاً نقدياً حراً ضخماً... إنها لا تستحوذ على شركات التعدين الصغيرة، بل تقوم بإعادة شراء أسهمها وزيادة توزيعات الأرباح".
وأشار هولمز، الذي كان من الرواد في تطوير نموذج حقوق الامتياز في شركة "فرانكو-نيفادا" (Franco-Nevada)، إلى أنه لو كان سعر الذهب 3500 دولار في تلك الفترة، لكانت العوائد الاقتصادية للاستثمار قد انفجرت. وقال: "كان الأمر سيكون أشبه بنمو أُسّي... لو بدأنا بتحقيق مليون دولار يومياً، فإن جميع شركات التعدين الصغيرة والمتوسطة كانت ستنطلق".
البيتكوين يسير على خطى الذهب
ويرى هولمز أيضاً أن البيتكوين في طريقه إلى الارتفاع بالتوازي مع الذهب، مدفوعاً بتبنيه من الأجيال الجديدة وتراجع قيمة الدولار. ويُتداول البيتكوين حالياً عند مستوى يقارب 93 ألف دولار، ويعتقد هولمز أنه قد يصل إلى 250 ألف دولار مع تزايد تبني صناديق المؤشرات له.
وأضاف: "أمريكا ستقود ثورة البيتكوين... إن تبني البيتكوين كأصل احتياطي، وشراء المزيد منه، أو استخدامه لجعل أمريكا الدولة الرائدة في تعدين البيتكوين عالمياً، سيُسهم في استغلال الكهرباء المعطلة وخلق الكثير من فرص العمل".
واختتم هولمز حديثه بالتأكيد على أهمية الذهب والبيتكوين كأدوات تحوط لا مركزية: "أحدهما ملموس... والآخر افتراضي، لكن كليهما يجب أن يكون جزءاً من محفظة استثمارية متنوعة".