كاركاس، 3 أبريل/نيسان (إفي): وضع الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز ورئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين قواعد "تحالف استراتيجي"، بين الدولتين عبر توقيع نحو 30 اتفاقية، أغلبها في قطاعي الدفاع والطاقة.
وقال الرئيس الفنزويلي في مراسم توقيع الاتفاقيات التي عقدت الجمعة في قصر (ميرافلوريس) الرئاسي بالعاصمة كاراكاس، في إطار أول زيارة يجريها بوتين للبلد اللاتيني، إن الجانبين وقعا العديد من آليات التعاون الثنائية، التي أكد أنها تطورت هذا العقد بشكل غير مسبوق.
وصرح: "لقد ساهم بوتين في خلق عالم متعدد الأقطاب، ووضع نهاية للهيمنة أحادية القطب".
وأشار الزعيم الفنزويلي إلى أن البلدين متفقان على العمل لوضع حد "للإمبرياليات، وخلق عالم جديد يسوده التقدم والرفاهية الاجتماعية والسلام".
وتابع حديثه: "روسيا وفنزويلا يسيران على هذا الدرب، ويزداد اتحادهما يوما بعد يوم".
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الروسي إنه يهدف للتوصل لعالم أكثر ديمقراطية واتزانا وتعددية، لافتا إلى أن بعض الاتفاقيات التي وقعها مع الرئيس الفنزويلي، تتعلق بمشروعات للتنقيب عن النفط في منطقة أورينوكو، الغنية بالذهب الأسود.
وأوضح أن أحد مشروعات التنقيب التي تم الاتفاق عليها في منطقة (خونين 6) تصل تكلفته الاستثمارية إلى مليار دولا، مضيفا انه قدم لشافيز دفعة أولى من المبلغ بقيمة 600 مليون دولار.
واعتبر بوتين أن تعزيز التعاون بين كاراكاس وموسكو خلال زيارته، يمهد الطريق أمام اتحاد البلدين بشكل كامل لمواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية.
وأشار الزعيمان إلى أن الاتفاقيات المبرمة تشمل قطاعات كل من الطاقة، والدفاع، والبني التحتية، والنقل، والتكنولوجيا، والزراعة، والتعليم، والثقافة، والصناعات.
وفيما يتعلق بالطاقة، اتفق الجانبان على مشاركة شركة النفط الوطنية الروسية في مشروعات تنمية بثلاثة حقول بترولية بقطاع أورينوكو الفنزويلي، علاوة على تأسيس شركة مختلطة للتنقيب في حقل (خونين 6).
وتقضي الاتفاقيات أيضا بإنشاء حاويات لنقل الغاز والنفط، وأبحاث لإقامة محطة لتوليد الطاقة الكهربائية، والتعاون في مجال التخطيط للطاقة.
أما عن الدفاع، فقد ابرم الجانبان صفقة للحصول على طائرات روسية لتحديث القوات الجوية لفنزويلا، إلى جانب بعض دول أمريكا اللاتينية الأخرى، واتفقا على تحديد الآليات اللازمة لتدشين خط جوي يربط بين كاراكاس وموسكو، عبر هافانا ومدريد.
وتضم بعض أبرز هذه الاتفاقيات الموقعة، صفقة شراء ألفي سيارة (لادا) روسية الصنع، وبرامج للأبحاث العلمية، والتبادل الثقافي والتعاون الجامعي، ودعم التعاون بين البلدين في مجال الزراعة.
ومن جانب آخر، أعرب شافيز خلال الكلمة التي أدلى بها عن استعداده لإعداد أول مشروع لإنشاء محطة للطاقة النووية لأغراض سلمية، وأشار إلى رغبة فنزويلا في الاستفادة من خبرة روسيا الكبيرة في مجال الفضاء.
وأثار إعلان شافيز في هذا الشأن "سخرية" الولايات المتحدة، وقال المتحدث باسم خارجيتها فيليب كرولي، إنه يتعين على الرئيس هوجو شافيز مناقشة القضايا الملحة.
وأضاف كرولي أن فنزويلا وروسيا أحرار للتعاون في المجالات التي يفضلونها، لكنه أكد انه يتعين على الرئيس شافيز التركيز بشكل أكبر لسد الاحتياجات الحقيقية لمواطنيه عن التعاون مع روسيا في مجال الفضاء.
وصرح: "نبرز أن حكومة فنزويلا لم تعمل بشكل فعلي الأسبوع الجاري بسبب انقطاع الكهرباء"، مضيفا "يتعين أن تولي فنزويلا الاهتمام بالأمور الجارية على الأرض أكثر من الفضاء"، في إشارة إلى أزمة الطاقة الشديدة التي تعانيها الدولة اللاتينية.
ومن ناحية أخرى شهدت زيارة يجريها بوتين لكاركاس، تسليم فنزويلا أربع مروحيات روسية الصنع من طراز MI-17، لاستكمال مجموعة تضم 38 مروحية كانت قد اشترتها من موسكو في عام 2006.
وكان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، الذي وصل الجمعة إلى كاراكاس، قد توجه قبل الاجتماع الذي عقده مع شافيز، إلى الحديقة الوطنية بوسط العاصمة الفنزويلية، حيث وضع إكليلا من الزهور على قبر الزعيم اللاتيني سيمون بوليفار.
واختتم بوتين زيارته لفنزويلا بإجراء اجتماع سريع مع الرئيس البوليفي إيفو موراليس، قبل مغادرته فنزويلا عائدا إلى بلاده.
وأكد موراليس قبيل الاجتماع انه سيبحث مع بوتين إمكانية حصول بلاده على قرض لشراء مروحيات روسية الصنع، لاستخدامها في عمليات مكافحة المخدرات بالبلد اللاتيني.
إلا أن وسائل الإعلام لم تكشف عن تفاصل الاجتماع والنتائج التي تم التوصل إليها.
وقد رافق شافيز بوتين إلى مطار (مايكيتيا) الذي غادره في نحو الساعة 21:30 ت م من مساء الجمعة (السبت في 02:00 ت ج)، متوجها إلى روسيا.(إفي)