Investing.com – قفزت العقود الآجلة للذهب بأكثر من نقطة مئوية كاملة في التعاملات الأمريكية المبكرة اليوم الأربعاء، وذلك بعد تفاقم التوترات الجيوسياسية المتعلقة بكوريا الشمالية.
وكان الرئيس الأمريكي قد قال أن (كوريا الشمالية) ستواجه "النار والغضب" إذا إستمرت في تهديد الولايات المتحدة. وجائت هذه التصريحات على خلفية تقارير إخبارية قالت أن كوريا قد تمكنت من صناعة سلاحاً نووياً مصغراً يمكن وضعه داخل صواريخها العابرة للقارات. وبعد ساعات قليلة من تصريحات (ترامب) ردت (بيونغ يانغ) بأنها "تدرس بحذر" خطة لضرب (غوام) حيث توجد قاعدة عسكرية أمريكية.
وقد دفعت هذه التوترات المتصاعدة المستثمرين إلى الإبتعاد عن الأصول الخطرة مثل الأسهم والعملات ذات العائد المرتفع، والتوجه إلى الأصول التي تعتبر ملاذاً آمناً، مثل الذهب والفرنك السويسري والين.
وكانت الأسواق قلقة كذلك بعد أن قالت تقارير إخبارية أن سيارة قد دهست مجموعة من الجنود في إحدى ضواحي باريس اليوم الأربعاء، في ما وصف بأنه عمل متعمد.
وفي قسم (كومكس) من بورصة نيويورك التجارية، قفزت عقود الذهب الآجلة تسليم كانون الأول/ديسمبر بنسبة 1.1٪، أي ما يعادل 13.5 دولار، لتتداول عند 1,276.10 دولار أمريكي للاونصة عند الساعة 8:10 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (12:10 ظهراً بتوقيت غرينيتش).
وكانت هذه العقود قد أنهت تداولات الثلاثاء على خسائر هامشية، وقبل ذلك كانت قد لامست أدنى مستوياتها منذ 26 تموز/يوليو عند 1,259.80 دولار للأونصة يوم الجمعة، وذلك بعد ارتفاع الدولار الأمريكي بعد صدور التقرير الشهري لوزارة العمل الأمريكية لشهر تموز/يوليو، والذي أظهر أن الشركات الأمريكية قد وفرت فرص عمل أكثر من المتوقع. وكان الذهب قد أنهى الأسبوع الماضي على إنخفاض طفيف نسبته 0.4٪، وهو الإنخفاض الأسبوعي الأول للمعدن الثمين في أخر 4 أسابيع.
وجاء تراجع المعدن الثمين بعد أن إستفاد الدولار من البيانات الرسمية التي صدرت الثلاثاء وأظهرت أن عدد الوظائف المتاحة في الولايات المتحدة قد إرتفعت بأكثر من المتوقع خلال شهر حزيران/يونيو، مما يؤكد حالة التفاؤل بشان صحة سوق العمل الأمريكي، ويدل على أن أصحاب العمل يبحثون بشكل قوي عن الموظفين.
فخلال فترة الظهيرة بالتوقيت الأمريكي الشرقي، إرتفع مؤشر الدولار والذي يقيس قوة العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية أخرى، بنسبة 0.33٪، ليسجل قراءة قدرها 93.63 وهو أعلى مستوياته في أسبوع.
وبعد أن كان الدولار يعاني من الخسائر في وقت سابق من جلسة التداول، تغير ذلك بعد صدور بيانات قوية عن سوق العمل الأمريكي. ففي التقرير الشهري للوظائف الشاغرة ودوران الوظائف (JOLTS)، والذي صدر أمس، ذكرت وزارة العمل الامريكية أن عدد الوظائف الشاغرة بإستثناء الوظائف في الشركات المملوكة عائلياً، قد إرتفع إلى 6.163 مليون وظيفة في حزيران/يونيو، من 5.702 مليون في الشهر الذي سبقه، وهو الرقم الذي تم تنقيحه من القراءة الأولية والبالغة 5.666 مليون. وكان المحللون يتوقعون ارتفاع عدد الوظائف الشاغرة في تقرير اليوم إلى 5.775 مليون.
وحصل التقرير على إهتمام أكثر من العادة، على الرغم من أن البيانات التي يضمها تعتبر قديمة لانها تخص شهر حزيران/يونيو، بعد أن إستخدمت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي السيدة (جانيت يالين) هذا التقرير أثناء كلامها عن تقييم حالة سوق العمل.
وما زال الدولار يتمتع ببعض الدعم من صدور التقرير الشهري لوزارة العمل الأمريكية، والذي أظهر أن عدد الوظائف التي أضافها الإقتصاد الأكبر في العالم خلال الشهر الماضي قد بلغ 209 ألف وظيفة، وهو ما جاء أكثر من التوقعات التي كانت تترقب إرتفاعاً قدره 183 ألف وظيفة، ولكن أقل من رقم الشهر الذي سبقه والبالغ 231 ألف وظيفة، وهو الرقم الذي تم تنقيحه من القراءة الأولية البالغة 222 ألف وظيفة.
وبهذا، فإن الرقم يتقدم في المناطق الإيجابية بحسب بنك الإحتياطي الفيدرالي، والذي يعتبر أي رقم فوق حاجز الـ150 ألفاً إيجابياً.
كما أظهر التقرير كذلك ان نسبة البطالة في الولايات المتحدة قد تراجعت إلى 4.3٪ من 4.4٪ خلال الشهر السابق، وهو ما جاء متوافقاً مع التوقعات. كما أظهر التقرير أن معدل الأجر في الساعة قد إرتفع بنسبة 0.3٪ خلال الشهر الماضي، وهو ما جاء مساوياً للتوقعات، علماً أن هذا المؤشر كان قد سجل إرتفاعاً بنسبة 0.2٪ في الشهر الذي سبقه.
أما على أساس سنوي، فلقد إرتفع معدل الأجور بنسبة 2.5٪ الشهر الماضي، وهو ما جاء مطابقاً لرقم الشهر السابق، إلا أنه جاء فوق التوقعات التي كانت تترقب إرتفاعاً بنسبة 2.4٪.
وتتم مراقبته الزيادة في الأجور عن كثب من جانب مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي)، الذي يبحث دائماً عن أدلة على تراجع الركود في سوق العمل والضغوط الصعودية على التضخم. ويرى المحللون أن إرتفاع معدل الأجور بنسبة سنوية قدرها 3.0٪ سيكون إيجابياً لإرتفاع مؤشرات التضخم في الاقتصاد ككل.
هذا وستركز الأسواق المالية العالمية على فيض من البيانات الاقتصادية الأمريكية التي ستصدر على مدار الأسبوع الحالي، مع تسليط الأضواء على تقرير التضخم المقر صدوره يوم الجمعة، وذلك بحثاً عن المزيد من الأدلة حول توقيت رفع سعر الفائدة القادم من طرف بنك الإحتياطي الفيدرالي، حيث ستصدر وزارة التجارة الأمريكية تقرير التضخم لشهر تموز/يوليو يوم الجمعة عند الساعة 8:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (الساعة 12:30 ظهراً بتوقيت غرينيتش). ويتوقع المحللون الإقتصاديون أن ترتفع أسعار المستهلكين بنسبة 0.2٪، بينما من المتوقع أن يرتفع التضخم الأساسي في أسعار المستهلكين بنسبة 0.2٪. أما على أساس سنوي فتتوقع الأسواق ارتفاع التضخم بنسبة 1.7٪.
وينظر بنك الإحتياطي الفيدرالي إلى المؤشرات الأساسية للأسعار، كمقياس أفضل للضغوط التضخمية على المدى الطويل، لأنها تستبعد فئات المواد الغذائية والطاقة المعروفة بتقلباتها. وكان البنك قد أعلن في مناسبات عديدة أنه يستهدف الوصول بالتضخم إلى مستوى 2٪ أو أقل من ذلك بقليل. ويساهم إرتفاع التضخم في دفع بنك الاحتياطي الفيدرالي نحو رفع أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة.
كما ستتابع الأسواق الأخبار التي ستأتي من واشنطن، حتى مع تباطؤ أعمال الكونغرس الأمريكي الذي سيأخذ إجازته الصيفية خلال شهر آب/أغسطس. وسيبقى التحقيق فى علاقات الحملة الانتخابية للرئيس الامريكى (دونالد ترامب) مع روسيا مرشحاً لإهتمام المستثمرين في حال ظهور أي تطورات جديدة.
ولا تزال الأسواق تشك في قدرة بنك الاحتياطي الفيدرالي على رفع أسعار الفائدة في اجتماع كانون الأول/ديسمبر وفقا لأداة متابعة الفائدة الفيدرالية الخاصة بموقع Investing.com، وذلك بسبب المخاوف من بقاء التخضم تحت المستوى المستهدف، ولكن من المتوقع على نطاق واسع أن تبدأ عملية خفض الميزانية العمومية العملاقة للبنك بحلول شهر أيلول/سبتمبر.
وكان رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس السيد (جيمس بولارد) قد قال يوم أمس الاثنين أن البنك المركزي لا يحتاج إلى رفع أسعار الفائدة على المدى القريب، لأنه من غير المرجح أن يرتفع التضخم بشكل ملحوظ في المستقبل القريب، على الرغم من التحسن في سوق العمل.
وكانت أسعار الذهب مدعومة بشكل جيد في جلسات التداول الأخيرة وسط تراجع واضح في توقعات رفع أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام.
وتعتبر المعادن الثمينة حساسة للتحركات في أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، فإرتفاع الفائدة يرفع من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالأصول التي لا تولد العائد من حملها مثل سبائك المعادن الثمينة. وتنظر الأسواق إلى المسار التدريجي في رفع أسعار الفائدة على أنه أقل تهديداً لأسعار الذهب من سلسلة سريعة من قرارات الرفع المتتالية.
وكان مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد رفع أسعار الفائدة في اجتماع 13 و14 حزيران/يونيو، وتمسك بتوقعاته لرفع سعر الفائدة مرة أخرى هذا العام وثلاثة مرات في عام 2018، ولكن توقعات التضخم الضعيفة أثارت منذ ذلك الحين الشكوك حول ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون قادرا على المضي قدماً في قرارات الرفع كما يتمنى. وبحسب أداة متابعة الفائدة الفيدرالية الخاصة بموقع Investing.com فإن هنالك فرصة قدرها 40٪ فقط لرفع أسعأر الفائدة في كانون الأول/ديسمبر.
ومن أخبار تجارة المعادن كذلك، قفزت أسعار عقود الفضة الآجلة تسليم آب/أغسطس بنسبة 1.8٪ أو ما يعادل 28.7 سنتاً، لتتداول عند 16.67 دولار للاونصة. وكانت أسعار هذه العقود قد تراجعت إلى 16.09 دولار للأونصة يوم الإثنين، وهو ادنى مستوى منذ 18 تموز/يوليو.