Investing.com – إرتفعت العقود الآجلة للنفط خلال تداولات الصباح الباكر بالتوقيت الأمريكية الشرقي لليوم الجمعة، وذلك مع ترقب المتداولين لبيانات منصات الحفر الأمريكية، ومع بقائهم لجل إهتمامهم على التطورات السياسية في المملكة العربية السعودية، أحد أكبر منتجي النفط في العالم، والزعيم الفعلي لمنظمة (أوبك).
ففي بورصة لندن للعقود الآجلة (أيس)، إرتفعت عقود نفط برنت الآجلة بنسبة 0.22%، لتتداول عند 64.07 دولار للبرميل، عند إعداد هذا التقرير عند الساعة 6:54 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (11:45 ظهراً بتوقيت غرينيتش). وكانت هذه العقود قد سجلت 64.44 دولار للبرميل في أول جلسات تداول الأسبوع، وهو أعلى سعر لها منذ يوليو 2015.
من جهة أخرى، وفي بورصة نيويورك التجارية (نايمكس)، إرتفعت عقود النفط الخام الآجلة بنسبة 0.03%، لتتداول عند 57.16 دولار للبرميل. وكانت هذه العقود قد سجلت 57.61 دولار للبرميل يوم الإثنين، وهو أعلى سعر لها منذ أواسط 2015.
وخلال الليلة الفائتة، إستقرت أسعار النفط الخام على ارتفاع في نهاية تداولات يوم أمس الخميس وسط الاضطرابات المستمرة في الشرق الأوسط، وفي ذات الوقت تخطط السعودية لخفض صادرات النفط الخام وهو ما أثر على الأسعار كذلك، مما أضاف إلى التوقعات بأن كبار منتجي النفط سيمددون اتفاق خفض الإنتاج، بهدف مساعدة الأسواق العالمية على إستعادة التوازن.
وكانت وكالة رويترز قد ذكرت يوم الخميس نقلا عن متحدث باسم وزارة الطاقة السعودية ان السعودية تعتزم خفض صادرات النفط الخام بمعدل 120 الف برميل يوميا في ديسمبر مقارنة بمعدل التصديراليومي لشهر نوفمبر. وبالإضافة إلى هذه الأخبار الداعمة لأسعارالنفط، تزايدت مخاوف المستثمرين من حالة عدم الاستقرار فى الشرق الأوسط، بعد ان حذرت السعودية مواطنيها من السفر الى لبنان وحثت المجتمع الدولي على فرض عقوبات جديدة على ايران.
ويأتي تصاعد التوتر بين السعودية وايران بعد ان اتهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ايران "بالعدوان العسكري المباشر" من خلال تزويد المتمردين الحوثيين في اليمن بصواريخ تم إطلاق أحدها بإتجاه الرياض يوم السبت الماضي. وقال المحللون في (ار بى سي) ان الارتفاع الاخير فى اسعار النفط سيكون اكثر استدامة من الحركات الصاعدة السابقة، وذلك لأن المخاطر الجيوسياسية ستلعب دورا اكبر "فى تحريك البوصلة" مع استمرار امدادات النفط في الإنحسار.
وكانت أسعار النفط قد قفزت بأكثر من 3% في مستهل الأسبوع، لتسجل أكبر مكاسب يومية لها في نحو ستة أسابيع، حيث وجدت أسعار النفط الدعم في الاضطرابات السياسية التي شهدتها المملكة العربية السعودية خلال نهاية الأسبوع الماضي، والتي تم خلالها إعتقال عدد من المسؤولين وأعضاء العائلة المالكة. وشملت موجة الاعتقالات أمراء سعوديين ورجال أعمال ووزراء حكوميين، فيما وصف على أنه حملة لمكافحة الفساد، إلا أن البعض ينظر إليها على أنها حملة لتشديد قبضة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على السلطة. وتعتبر المملكة العربية السعودية من بين أكبر الدول المنتجة للنفط وأكثر الأعضاء الأكثر تأثيرا في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).
وتلقت الاسعار الدعم كذلك من التكهنات بأن تتفق الدول المنتجة للنفط على تمديد إتفاق خفض الإنتاج في الإجتماع الذي سيجري في نهاية الشهر الحالي. وكانت دول (أوبك) و10 دول غير أعضاء في المنظمة تقودهم روسيا، قد أتفقوا على خفض معدل الانتاج اليومي بمقدار 1.8 مليون برميل، لفترة ستة أشهر. وتم تمديد الاتفاق في مايو من هذا العام لمدة تسعة أشهر أخرى تنتهي في مارس 2018، وذلك في محاولة للتخلص من مشكلة تراكم مخزونات النفط العالمية التي دفعت بالإسعار إلى الهبوط في السنوات القليلة الماضية. وستجري (أوبك) مشاوراتها في الفترة التى تسبق الاجتماع المقرر في 30 نوفمبر، والذى سيحضره وزراء النفط من دول (أوبك) والدول غير الاعضاء المشاركة في الاتفاق.
كما يترقب المستثمرون البيانات الأسبوعية التي ستصدرها شركة خدمات حقول النفط (بيكر هيوز) حول عدد منصات الحفر العاملة في الولايات المتحدة، والمقرر صدورها في وقت لاحق اليوم. وتساعد هذه البيانات المستثمرين على تقييم إنتاج النفط في الولايات المتحدة، وإنتاج النفط من الصخر الزيتي تحديداً.
كانت بيانات الأسبوع الماضي قد أظهرت أن عدد منضات الحفر العاملة في البلاد قد تراجع بمقدار 8 منصات إلى ما مجموعه 729 منصة، لتسجل بذلك التراجع للأسبوع الرابع في أخر 5 أسابيع. ويعدد عدد منصات الحفرالعاملة مقياساً مهماً لنشاط إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة.