من هديل الصايغ
الدوحة (رويترز) - تشتري قطر مقاتلات وعربات مدرعة في إطار عقود تجارية قيمتها 12 مليار يورو اتفقت عليها مع فرنسا يوم الخميس تعزز قدرتها العسكرية وعلاقاتها الدولية في مواجهة مقاطعة من بلدان عربية أخرى.
وتلقي أحدث العقود الضوء على كيفية استخدام الدوحة الثروة التي جمعتها كأكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم لتحدي بعض من أكبر وأغنى البلدان العربية.
وقطعت السعودية ودولة الإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر قبل ستة شهور. وتتهم الدول الأربع قطر بدعم الإرهاب وهو ما تنفيه الدوحة.
وقال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن موقف بلده واضح تماما وهو حل هذه الأزمة. وأضاف أنه عندما تكون هناك مشاكل مع الدول المجاورة فينبغي علينا الجلوس إلى طاولة المحادثات والحديث بصراحة.
ويزور ماكرون، الذي يحاول لعب دور الوساطة بين الجانبين، الدوحة لمناقشة كيفية مكافحة تمويل الإرهاب في وقت تشهد فيه المنطقة صراعا على النفوذ بين السعودية وإيران.
وقال ماكرون "عودة الاستقرار إلى الخليج أولوية بالنسبة لنا لأن لدينا الكثير من الأصدقاء هنا. نأمل بأن نجد حلا سريعا للمشكلة الحالية".
وتربط باريس علاقات تجارية وسياسية وثيقة مع قطر، وتشجع الاستثمارات القطرية في فرنسا التي يملك فيها البلد الخليجي الغني بالغاز أصولا قيمتها حوالي عشرة مليارات دولار.
وقال ماكرون إن عقودا تصل قيمتها إلى 12 مليار يورو تقريبا (14.13 مليار دولار) وقعت يوم الخميس. وتشمل تعزيز خيار يرجع لعام 2015 وشراء 12 مقاتلة رافال إضافية من شركة داسو الفرنسية. واشترت قطر بالفعل 24 طائرة قيمتها حوالي ستة مليارات يورو بما في ذلك صواريخ، وتقول إنها قد تشتري 36 مقاتلة أخرى.
وتعهدت الدوحة أيضا بشراء 450 مركبة مدرعة من شركة نيكستر لمعدات الدفاع.
ودعت قطر مرارا إلى الحوار مع جيرانها رغم أنها عززت جيشها مع تدهور علاقاتها معهم. وعقدت في العام الحالي فقط صفقات معدات عسكرية مع الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا.
وقال ماكرون "إجمالا، وقعنا اليوم ما يقرب من 12 مليار دولار وهو ما يبرز حميمية تعاوننا الاقتصادي".
وتشمل الاتفاقات التي وقعت يوم الثلاثاء أيضا عقدا مع شركة سويز الفرنسية لتنفيذ عملية تكريك وتطهير لبحيرة قطر، وعقدا مع كونسرتيوم يضم شركة آر.إيه.تي.بي وشركة السكك الحديدية إس.إن.سي.إف الفرنسيتين لبناء وتشغيل شبكة للمترو في العاصمة القطرية الدوحة.
كما قدمت شركة الخطوط الجوية القطرية طلبية جديدة لشراء طائرات إيرباص نيو A321 المدنية لتحل محل طلبية سابقة لطائرات نيو A320.
وتبلغ قيمة الصفقة الجديدة للطائرات الأكبر حجما 930 مليون دولار وفقا للأسعار المعلنة لطائرات إيرباص وتشمل تغيير مورد المحركات إلى شركة أمريكية-فرنسية تمتلكها سافران (PA:SAF) وجنرال إلكتريك.
(إعداد مروة سلام للنشرة العربية - تحرير وجدي الالفي)