من جيف ماسون وجيفري هيلر
القدس (رويترز) - قال مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي يوم الاثنين إن سفارة واشنطن في إسرائيل ستنتقل إلى القدس بنهاية 2019، وذلك في خطاب أمام الكنيست سلط الضوء على تغير في السياسة أثار غضب الفلسطينيين ومخاوف المجتمع الدولي.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعترف الشهر الماضي بالقدس عاصمة لإسرائيل وقال إنه سينقل السفارة الأمريكية إليها مما أغضب الفلسطينيين الذين يريدون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية. كما أغضب الدول العربية.
وقال بنس "في الأسابيع المقبلة ستمضي إدارتنا في خطتها لفتح السفارة الأمريكية في القدس وستفتتح سفارة الولايات المتحدة قبل نهاية العام المقبل".
ومضى قائلا "القدس عاصمة إسرائيل ولهذا وجه الرئيس دونالد ترامب وزارة الخارجية أن تبدأ الاستعدادات الأولية لنقل سفارتنا من تل أبيب إلى القدس".
وعطل النواب العرب في الكنيست الخطاب لفترة وجيزة في بدايته وحملوا لافتات احتجاجية مكتوب عليها بالعربية والإنجليزية "القدس عاصمة فلسطين"، قبل أن يجري طردهم خارج القاعة.
ورد بنس على الاحتجاج بالقول مبتسما "إنه لمن دواعي فخري الشديد أن أقف أمام هذه الديمقراطية النابضة بالحياة".
وعلى الرغم من مقاطعة الفلسطينيين لها، تقول إدارة ترامب إنها لا تزال ملتزمة بمساعدتهم وإسرائيل على التفاوض على اتفاق سلام. وتلك المحادثات متوقفة منذ أربع سنوات تقريبا.
* "وسيط نزيه"
في رده على خطاب بنس، قال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم عباس "إذا أرادت الولايات المتحدة الأمريكية أن تلعب دورا وسيطا في عملية السلام لا بد أن تكون وسيطا نزيها وان تلتزم بقرارات الشرعية الدولية".
ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.
وضمت إسرائيل القدس الشرقية في حرب 1967 في خطوة لم يعترف بها دوليا وتعتبر القدس بأكملها عاصمتها "الأبدية وغير المقسمة".
وقال بنس، الذي زار مصر والأردن قبل التوجه إلى إسرائيل، إن بتغيير واشنطن سياستها تجاه القدس "تكون الولايات المتحدة قد اختارت الحقيقة على الخيال... والحقيقة هي الأساس الحقيقي الوحيد لسلام عادل ودائم".
وهذه أرفع زيارة يقوم بها مسؤول أمريكي إلى المنطقة منذ إعلان ترامب بشأن القدس وأعطت بنس ونتنياهو فرصة لإبراز علاقتهما الودية للقطاع المسيحي المحافظ من المجتمع الأمريكي الذي يعد قاعدة القوة للإدارة الأمريكية.
وأبرز بنس، وهو مسيحي إنجيلي، أوجه الشبه بين التاريخ اليهودي الذي يعود إلى الحقب التوراتية وبين الزوار الأوروبيين الذين أسسوا الولايات المتحدة. وتخلل خطاب بنس تصفيق حار من جانب أعضاء الكنيست.
وحين أشار إلى أن إسرائيل ستحتفل في مايو أيار بالذكرى السبعين لتأسيسها، في حرب يصفها الفلسطينيون بالنكبة، تحول بنس إلى العبرية لأداء صلاة شكر يهودية.
ولدى استقباله بنس في البرلمان، قال نتنياهو إنه أول نائب رئيس أمريكي ينال هذا الشرف.
وأضاف أن إسرائيل والولايات المتحدة "تسعيان معا إلى تحقيق سلام حقيقي... سلام دائم... سلام مع جميع جيراننا، ومن بينهم الفلسطينيون".
وكرر طلبه القديم بأن يعترف الفلسطينيون "بحق الشعب اليهودي في دولة قومية في أرضها... دولة قومية خاصة بها هنا في أرض إسرائيل".
واستبعد الفلسطينيون اعترافا من هذا القبيل قائلين إنه سيضر بالأقلية العربية في إسرائيل.
(شارك في التغطية علي صوافطة -إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)