هونج كونج/بكين (رويترز) - قالت ثلاثة مصادر مطلعة لرويترز إن الصين تتخذ خطوات أولية نحو سداد مقابل وارداتها النفطية باليوان بدلا من الدولار الأمريكي وذلك في تطور مهم ضمن جهود بكين لتعزيز المكانة العالمية لعملتها.
وقد يصبح تحويل جزء من تجارة النفط العالمية إلى اليوان حدثا ضخما. والنفط هو الأكثر تداولا بين السلع الأولية في العالم بحجم تجارة سنوي يقدر بنحو 14 تريليون دولار أي ما يعادل تقريبا الناتج المحلي الإجمالي للصين في العام الماضي.
وقال مصدران إن من الممكن إطلاق برنامج تجريبي للسداد باليوان بحلول النصف الثاني من العام الحالي.
وقالت ثلاثة مصادر في شركات مالية إن الجهات التنظيمية طالبت مجموعة من المؤسسات المالية بشكل غير رسمي بإعداد تسعير لواردات الخام الصينية باليوان.
وقال شخص أطلعته السلطات الصينية على الأمر "بما أن الصين هي أكبر مشتر للنفط فمن الطبيعي أن تسعى لاستخدام اليوان في تسوية السداد. وسيحسن هذا أيضا سيولة اليوان في السوق العالمية".
كانت الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم في 2017 حيث تخطت الولايات المتحدة كأكبر مستورد للنفط الخام. وطلب الصين عامل رئيسي في تحديد أسعار النفط العالمية.
وقال أحد المصادر إنه في إطار الخطة التي تجري مناقشتها قد تبدأ بكين الشراء من روسيا وأنجولا. وكلاهما، مثل الصين ترغب في كسر السيطرة العالمية للدولار الأمريكي.
وروسيا وأنجولا من أكبر موردي النفط الخام إلى الصين إلى جانب السعودية.
وستكون هذه خطوة مهمة في انعاش استخدام عملة ثاني أكبر اقتصاد في العالم في المدفوعات الخارجية بعد عدة أعوام من المحاولات المتقطعة.
وإذا نجح ذلك فقد يؤدي إلى سداد مدفوعات منتجات أخرى باليوان مثل المعادن والمواد الخام.
وقالت المصادر الثلاثة التي تحدثت إلى رويترز بشرط عدم كشف هويتها إن الخطط في مراحلها المبكرة. وقال مسؤولون في بعض شركات النفط الحكومية الصينية إنه ليس لديهم علم بمثل هذه الخطط.
تتزامن هذه الخطط مع إطلاق أول عقود خام صينية آجلة في شنغهاي خلال الأسبوع الحالي والذي يتوقع الكثير من الخبراء أن يصبح ثالث مؤشر أسعار عالمي بعد خامي برنت وغرب تكساس الوسيط.
ويجري تداول عقد خام شنغهاي الجديد باليوان.
(إعداد مروة سلام للنشرة العربية - تحرير أحمد إلهامي)