من أليكس لولر
(رويترز) - أظهر مسح لرويترز يوم الاثنين أن إنتاج منظمة أوبك من النفط ارتفع الشهر الماضي مع قيام السعودية بضخ إمدادات من الخام قرب مستوى قياسي مرتفع، في دلالة على أن أكبر بلد مصدر للنفط في العالم استجاب لمطالب الولايات المتحدة ومستهلكين آخرين بزيادة الإمدادات.
وضخت أوبك 32.32 مليون برميل يوميا من النفط في يونيو حزيران، بحسب المسح، بزيادة قدرها 320 ألف برميل يوميا عن مايو أيار. وإنتاج يونيو حزيران هو الأعلى منذ يناير كانون الثاني 2018، وفق مسوح رويترز.
ويأتي تحرك السعودية بعدما حث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرياض على تعويض النقص الناجم عن عقوبات أمريكية جديدة على طهران، وخفض الأسعار، التي بلغت هذا العام 80 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ عام 2014.
واتفقت أوبك ومنتجون من خارجها الشهر الماضي على العودة بمستويات الالتزام بخفض الإنتاج، الذي بدأ في يناير كانون الثاني 2017، إلى 100 في المئة، بعد أشهر من إنتاج دون المستوى من فنزويلا ودول أخرى دفع نسبة الالتزام إلى أعلى من 160 في المئة.
وقال تاماس فارجا من بي.في.إم للوساطة في النفط "ندخل النصف الثاني من العام بضبابية كبيرة تكتنف جانب الإمدادات من المعادلة.
"بناء على ما تعتقده، قد تراهن ببساطة على 100 دولار، مثلما قد تراهن على 60 دولارا بنهاية العام".
وقالت السعودية إن قرار أوبك سيترجم إلى زيادة في الإنتاج بنحو مليون برميل يوميا، على الرغم من أن بيان المنظمة لم يتضمن رقما محددا.
وكما نُشر يوم الجمعة، زادت السعودية إنتاجها إلى 10.70 مليون برميل يوميا في يونيو حزيران، مقتربة من مستوى قياسي مرتفع عند 10.72 مليون برميل يوميا، لتعويض النقص من فنزويلا ودول أخرى، إضافة إلى النقص المتوقع من إيران.
وخفض ذلك الالتزام الجماعي لأوبك بمستويات الإنتاج المستهدفة إلى 110 في المئة من 167 في المئة في مايو أيار، وهو ما يعني أن المنظمة ما زالت تخفض إنتاجها بأكثر من المتفق عليه على الرغم من زيادة الإمدادات السعودية.
ويبدو أن زيادة الإنتاج السعودي، التي كان من الواضح أن النية تتجه إليها قبيل اجتماع أوبك في فيينا في 22 يونيو حزيران، أثارت غضب إيران وفاجأت بعض الأعضاء الآخرين في أوبك بكبر حجمها.
وأظهر المسح أن حلفاء السعودية الخليجيين الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة لم تقتفيا أثر المملكة بعد وأبقيتا على إنتاجهما مستقرا في يونيو حزيران.
* الهبوط الليبي
من بين الأعضاء الآخرين في أوبك، زادت الجزائر إنتاجها في يونيو حزيران نظرا لتبدد أثر أعمال الصيانة، وضخ العراق مزيدا من الخام مع ارتفاع الصادرات من موانئه الجنوبية.
وجاء أكبر نقص في الإمدادات من ليبيا، التي لا تزال تعاني من عدم الاستقرار نظرا للاضطرابات. وهبط إنتاج البلاد بشكل حاد من نحو مليون برميل يوميا بعد هجوم في منتصف يونيو حزيران على مينائي رأس لانوف والسدرة تسبب في إغلاقهما.
وتراجع إنتاج نيجيريا نظرا لتأخيرات في التحميل أثرت على تدفقات الخام من البلاد.
وانخفض إنتاج إيران، الذي يتوقع أن يتراجع مع إعادة فرض عقوبات أمريكية ربما تدفع شركات إلى الإحجام عن شراء الخام الإيراني، في يونيو حزيران مع هبوط الصادرات من مستوياتها المرتفعة في مايو أيار وأبريل نيسان.
وشهد إنتاج فنزويلا مزيدا من التراجع، حيث يعاني قطاع النفط من شح في الأموال بسبب أزمة اقتصادية.
ولدى أوبك مستوى ضمنيا مستهدفا للإنتاج في 2018 عند 32.78 مليون برميل يوميا، بناء على تخفيضات ترجع تفاصيلها إلى أواخر 2016، ومع الأخذ في الاعتبار التغييرات في العضوية منذ ذلك الحين، إضافة إلى توقعات إنتاج ليبيا ونيجيريا لعام 2018.
وأظهر المسح أن أوبك ضخت دون هذا المستوى الضمني المستهدف بنحو 460 ألف برميل يوميا في يونيو حزيران، نظرا لانخفاض الإنتاج في فنزويلا وهبوط مماثل غير طوعي في أنجولا، حيث تبين للمسح مزيد من الهبوط في يونيو حزيران.
ويهدف المسح إلى تتبع الإمدادات إلى السوق، وجاء بناء على بيانات ملاحية قدمتها مصادر خارجية، وبيانات التدفقات لتومسون رويترز، ومعلومات وفرتها مصادر في شركات نفطية ومنظمة أوبك وشركات استشارية.
(شاركت في التغطية رانيا الجمل - إعداد علاء رشدي للنشرة العربية - تحرير إسلام يحيي)